بعد إلغاء "البشوية" بسنوات، وما ارتبطت به من طبقية كانت تنعكس على العلاقات العاطفية، وبعد أن مللنا تكرار العقدة التقليدية فى الأفلام العربية القديمة حول أزمة رغبة "بنت الباشا" فى الزواج من أحد أبناء عامة الشعب، ظهرت مؤخرًا موجة جديدة من الاستشارات العاطفية حول أزمة ارتباط "بنت الطب" بـ"ابن تجارة" أو العكس، أو رغبة بعض الفتيات فى الالتحاق بإحدى كليات القمة لتزداد فرصها فى الحصول على "عريس ابن ناس"، كلها استفزازات قادت "إحسان" و"محمد" و"فريال" إلى افتتاح "فرع لمكتب التنسيق" على غرار إحدى أكبر صفحات الاستشارات العاطفية على "فيس بوك".
"هذه الصفحة الفرعية تختص بشئون مكتب التنسيق وارتباط عباقرة كليات القمة بالرعاع خريجى كليات الشعب"، عبارة ساخرة رفعها مؤسسو الصفحة شعارًا لها، وبعدها اندلعت الحرب على كل منشورات "مكتب التنسيق" بين "طلاب القمة" و"القاع" و"النص قمة" حسب التصنيف الساخر الذى وضعه مؤسسوها، وفى كل مرة ينهال المعلقون من كل التصنيفات على مديرو الصفحة بالسباب والاتهامات بالعنصرية.
"ناس بتقول إحنا مرضى نفسيين، وناس بتقول إننا كان نفسنا فى كلية قمة وما طلنهاش عشان كده بنعمل كده، رغم إننا ما جبناش حاجة من عندنا، والأفكار دى أصلاً موجودة فى المجتمع، ومستوحاة من مشاكل حقيقية تنشر فى أكثر من مكان"، جانب من الاتهامات تكشفه "إحسان" إحدى مديرى "الفرع"، وتضيف "المفاجأة أصلاً أننا كلنا كليات محترمة حسب التصنيف الشائع فأنا طالبة هندسة، ومحمد المدير المؤسس طالب فى كلية حاسبات، أما فريال فهى طالبة صيدلة، ولكن كل الفكرة أننا نحاول مواجهة المجتمع بشكل ساخر وصادم بأفكاره الطبقية".
تتابع "إحسان" تصلنا رسائل سباب كثيرة مشحونة بالغضب والتعصب رغم أننا نتكلم بطريقة ساخرة واضحة جدًا، والمشكلة أن الفكرة نابعة من المجتمع وليست افتراء مننا، وكل ما فعلناه أننا واجهناهم بالصدمة وقلنا لهم باختصار "أيوة أنتوا بتفكروا بطبقية وعنصرية وخلقتوا سادة وعبيد من لا شىء"، على أمل أن يفيق المجتمع ويدرك أن كل المهن مهمة، ولكل دوره فى المجتمع ويكملون بعضهم البعض".
الجدل الساخن حول مشكلات الصفحة والذى يحمل أحيانًا نبرة عنصرية واضحة فى محاولة التعبير عن رفض العنصرية نجح فى جذب أكثر من 19 ألف مشارك فى أقل من شهر، غالبيتهم لا يعرفون فعلاً هل هى جادة أم ساخرة.
وترى الأخصائية الاجتماعية "هند مرزوق" أن "مسمى كلية القمة خطأ كبير تم تكريسه عبر سنوات طويلة، خلق نوعًا من التمييز بين الطلاب ومن ثم بين فئات المجتمع المختلفة، وهو ما يؤثر بالطبع على كيفية اختيار شريك الحياة لأنه يؤثر على نظرة الشخص لنفسه فى الأساس، وفى الوقت نفسه يحدث التباس عند الكثيرين بين المستوى الثقافى والفكرى والمستوى التعليمي، فيتخوف البعض من أن يكون الارتباط بين طرفين غير متكافئين نظرًا لاختلاف الدراسة إلا أن الأهم هو المستوى الثقافى والذى لا يرتبط بدراسة أو كلية معينة".
مركز الاستشارات العاطفية "فرع مكتب التنسيق" يحارب "الطبقية العاطفية"..إحسان ومحمد وفريال فتحوا المركز لحل مشاكل ارتباط "بنت الطب" بـ"ابن التجارة" والعكس..قولهم مجموعك فى الثانوية كام يقولولك تتجوز مين
الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014 10:13 م
جامعة القاهرة