قال الباحث الأمريكى إريك ترايجر، إن الحنين لعهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك هو الاستراتيجية الفائزة فى السياسة المصرية فى الوقت الراه،. وتحدث ترايجر فى مقاله بمجلة "نيو ريبابلك" الأمريكية عن سليمان الحوت، الذى كان مواطنا عاديا يواجه صعوبة فى الحصول على ترخيص لعربة الطعام الخاص به قبل أن يصبح عضوا نشطا بالحزب الوطنى الديمقراطى قبل ثورة يناير، واستطاع أن يقيم شبكة علاقات ومصالح واسعة خلال هذه الفترة.
واشتهر فى مدينته الإسماعيلية بخدمة الآخرين فى كافة المجالات، وقال ترايجر إن الحوت البالغ من العمر الآن 35 عاما، هو الشخصية المضادة لمحمد بوعزيزى، الشاب التونسى بائع الخضروات الذى أشعل النيران فى نفسه فى ظل مضايقة المسئولين له فى ديسمبر 2010، والذى أشعل الشرارة الأولى للربيع العربى، فالحوت كان يتعامل مع الاستبداد فى مصر بشراكة النظام بدلا من رفضه، وهناك تشابهات قليلة بين بوعزيزى والحوت، حيث تعرض كلاهما لمضايقة حكومية بسبب عملهم، إلا أن رد فعلهم مختلف تماما.
ويمضى ترايجر فى القول بأن استجابة الحوت لا تستحق الإشادة بالتأكيد، ولذلك لم يحظ بهذا النوع من الاهتمام الذى يحظى به شباب الثورة، إلا أن الحوت هو بالتحديد هذا النوع من الشباب الذى أدت الإطاحة بمرسى إلى وضعه فى الصدارة، وهو الشاب المتحمس للدولة الأمنية، والذى يعتقد أن شبكة علاقاته المحلية تؤهله لمنصب سياسى، حيث ينوى الحوت الترشح للبرلمان فى الانتخابات القادمة المقررة فى غضون أشهر قليلة، وفى ظل بيئة سياسية تسعى إلى عودة للوضع الذى كان، فإن الاستراتيجية السياسية لعهد مبارك التى احتضنها الحوت، والتى تقوم على الاستفادة من شبكته للمحسوبية والصلات الحكومية لتحقيق النصر، من المرجح أن تكون صيغة ناجحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة