سيدة تلد فى الشارع، طفل يموت فى المدرسة، إرهاب وشغب يومى فى الجامعات، خناقات وشتائم فى المواصلات والشغل، والسبكى بيشتم محمد رمزى وغيره وليس هو وحده فهناك كثير سبقوه، فساد وإهمال فى المحليات فاض الكيل منه، أكوام الزبالة فى الشوارع، تحرش ومعاكسات يومية وحوادث اغتصاب وقتل بين أطفال وكبار، إضافة إلى الفتاوى المنتشرة والجدال الدينى اليومى سواء بين شيوخنا أو مستورد من "داعش"، ناهيك عن التنظير والسباب على صفحات التواصل الاجتماعى وعلى الفضائيات.
وبالتالى عندما نبحث عن رابط بين كل هذه الأشياء نجد غياب الأخلاق والسلوكيات بين الناس أدى إلى إهمال وقلة حياء وغياب المسئولية والضمير، "ويقولك احنا شعب متدين" وأين التدين فى كل هذا والرسول عليه الصلاة والسلام قال "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وعندما سئلت السيدة عائشة رضى الله عنها عن خلق الرسول علية الصلاة والسلام قالت "كان خلقه القرآن"، فان لم تكن إنسانا خلوقا فأى درس تعلمت من الإسلام، فالغرب نجح وسبق عنك بمراحل لأنه طبق أهداف ومبادئ الإسلام من إعلاء قيمة العمل وعدم الكذب فالكذب جريمة كبرى، وأيضا هناك عدالة ناجزة وقانون يطبق على الجميع دون تهاون لأنهم احترموا قيمة الإنسان والحيوان أيضا، وأدركوا معنى الإنسانية بكل معانيها من رفق ومعاملة وأخلاق وعدالة وحرية واحترام والاعتماد على النفس، وضعوا نظاما وأساسا سليما بين الدولة وشعبها كل طرف له حقوق وواجبات "عارف حدوده ايه وملتزمين بيها"، ثقافة شعب "ودى حاجة لسه بدرى على بال مانوصلها واحنا إما نسافر برة أكيد بنعرف وبنحترم قانون كل دولة غصب عننا ليه لأن ده أكل عشنا لكن بلدنا لا بلطجة وادفع رشوة علشان تخلص مصلحتك".
ولن أتكلم عن علاقاتهم الاجتماعية و"البوى فريند" واختلاط الأنساب لأن "فى دى بيعترفوا بيها ولا يتهربوا منها وعادى لكن عندنا ارفع قضية إثبات نسب لو فى علاقة محرمة لأنه عيب وميصحش طيب هى الرجولة إنك تقيم علاقة مع واحدة وتهرب منها شغل عيال للأسف، وغيرها كتير احنا شاطرين نقلدهم فى الشرب والعلاقات والموضة والموبايلات شعب استهلاكى".
نحن فى أزمة حقيقية وسيل من المشكلات تحتاج إلى "سوبر مان"، أساس حلها هو الأخلاق وتعاملنا مع بعضنا كأفراد وكدولة، "سيبك من الدستور اللى اتعمل لأننا لسنا بعيدين عنه احنا عايزين نضع ورقة بها أساس ونقط نعرف نتعامل مع بعض ونكون ملتزمين بها ونتحاور مع بعض عليها"، إضافة إلى ورقة عمل بمشاريع كبرى تبدأ من التعليم والتربية بتجديد الخطاب الدينى سواء فى الكتب الدراسية وأن يكون للأزهر الشريف وعلمائه دورا فيها فى المساجد والفضائيات، وكذلك مناهج التعليم وتشجيع البحث العلمى والابتكار ودوره فى الاستثمار، وتوفير مناخ جيد بتشريعات وإجراءات محفزة للمشروعات الكبرى دون شغل "الروتين" والمصالح المعروفة، "ويكون فيه فعل وعمل وقانون بجد وقضاء بجد بعدالة ناجزة سريعة بدلا من مسلسل المحاكمات البطيئة والمجرم فيها عامل يضحك ولاهمة فرحان باللى بيحصل برة والدولة للاسف مساهمة فيه لأنه لا يوجد حتى الآن خطوات جادة نحو تنفيذ القانون وغياب الحوار بين أطراف المشكلة الشعب والدولة ونعرف أسباب المشكلة وراسنا من رجلنا فى ظل انتشار هواجس الدولة الأمنية القمعية وعودتها والجدل بين الحل الأمنى والحل السياسى"، "احنا عايزين إرادة وفعل على الأرض زى قناة السويس كده نعم مش فى يوم وليلة بس نشتغل بإخلاص وعدالة مع النفس ومع الغير ونعرف احنا فين وعايزين اية ونبطل شغل التنظير والفتى والفهلوة والسلبية والهرى والهرى الآخر شوية تفاؤل وأخلاق وتسامح وإنجاز وتعاون وحب بين الجميع بنوايا صادقة"، وعلى قدر نواياكم ترزقون وستحاسبون أيضا فأحسنوا النية والظن والتوكل على الله والسعى إليه الدنيا هتبقى حلوة.
أيمن مجدى أيوب يكتب: لو بس نبطل شغل التنظير والفتى والفهلوة
السبت، 25 أكتوبر 2014 10:07 م
غاضب - صورة أرشيفية