استشارى تربوى: الموازنة بين الثواب والعقاب ضرورة فى التربية

الأحد، 26 أكتوبر 2014 07:19 ص
استشارى تربوى: الموازنة بين الثواب والعقاب ضرورة فى التربية الاعتماد على العقاب مع إهمال المكافأة يسبب ضررًا نفسيًا يخل بشخصية الطفل
كتبت نهى عبد النبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تقول آية العزب، الاستشارى الأسرى والتربوى: "يجب على المسئولين عن تربية أى طفل أن يوازنوا بين الثواب والعقاب، حتى يصلوا بالطفل إلى مرحلة النضوج مرورًا بمرحلة المراهقة، ويكون فردًا منتجًا ومتزنًا وجدانيًا ونفسيًا، فإهمال أى منهما أو إنكار دور واحد على حساب الآخر يعنى عجز وقصور العملية التربوية".

وتضيف: "فى المجتمعات العربية بوجه عام والمصرية بوجه خاص نلاحظ أن المبدأ الأكثر استخدامًا بين الغالبية العظمى من الأباء والأمهات والقائمين على التربية عمومًا هو "العصا لمن عصى"، فيتفننوا فى تنويع أساليب العقاب كوسيلة لتعديل سلوك أطفالهم عند الخطأ مع إهمال جانب المكافأة فى بعض المواقف، مما يسبب ضررا نفسيًا يخل بشخصية الطفل ويمهده للاضطرابات فى مرحلة النضوج ولعل أشهرها وأكثرها استخدامًا "الضرب" أو التهديد والوعيد اللفظى فى حالة عدم الالتزام بأحد واجباته مثل "هضربك لو ما عملتش الواجب"، الذى هو أسلوب عقاب أيضًا.

وتحذر الاستشارى التربوى "مع تكرار نفس الأسلوب فى مواقف أخرى، نعمل على تكوين شخص مهزوز عديم الثقة بالنفس، قد يصاب بالهلع من أشياء أو أحداث أو حتى أشخاص ليسوا محل خوف على الإطلاق بالنسبة للإنسان السوى، بسبب أساليب الترهيب التى استقبلها عقله فى ذلك الوقت وحولها فيما بعد إلى اضطراب مرضى".

وتستطرد، "بالطبع لن ننكر أبدًا كم أن أساليب العقاب فعالة، ولكن ذلك فى حالة وقوع الخطأ فعلاً من الطفل، فيكون الهدف منه حين ذلك عقابه على ما فعل حتى لا يتكرر مرة أخرى، فيجب على المربى أن يكون فطنًا بشكل كافٍ فيراعى فيهم عوامل عديدة كالسن، وتناسب العقاب مع الخطأ، وعدم التعدى بعملية العقاب على حقوق الطفل البيولوجية "الأكل والشرب والنوم"، وأن نستخدم معززات إيجابية دائمة ومختلفة فى حالة استجابته ولتشجيعه، وجذب إدراكه إلى فعل السلوكيات الإيجابية حبًا، وبالنسبة للأطفال تحت سن 6 سنوات حقه فى اللعب خط أحمر، حيث إنه يُساهم بشكل أساسى فى عملية النمو الذهنى والعضلى".

وتكمل، "عملية العقاب الإيجابية تؤصل الإحساس بالمسئولية عند الطفل فيمتد معه إلى النضوج فتجنبه الإتكالية، الاستهتار، حب السيطرة والإهمال، وبرغم من الميل الفطرى واستسهال العقاب وإيمان القائمين على التربية بقوة تأثيرة، إلا أنها قناعة خاطئة تمامًا، فأساليب الثواب أكثر تاثيرًا تمامًا وقد يكون أثر المكافأة الإيجابى على الطفل أقوى وأهم، حيث إنها تعزز ثقتة فى نفسه، وفى قدراته وترسخ المبادئ والقيم وحب الخير".

وهناك جانب سلبى أيضًا للإفراط فى استخدام وسائل الثواب، الذى ينتج لنا طفلاً مدللاً عديم الإحساس بالمسئولية غير ناضج عاطفيًا مهمًا زاد عمره، وعرضة للاكتئاب أكثر من غيره، فإذا استخدموا بالشكل والوقت الصحيحين، باتفاق بين الأب والأم أو المدير والمعلم أو المعلم والأم، حيث إن التشتت سيكون بمثابة البوابة لدخول الاضطرابات السلوكية والنفسية لطفلهما دون أن يشعرا فيما بعد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة