لكل شىء فى هذه الحياة ثمن وعلى قدر أهمية وعظم الشىء يكون الثمن غاليًا، فما بالنا بالجنة أعظم سلعة وأعلى سعرًا، الجنة كلمة تشتاق إليها قلوب المتقين من عباد الله، هى الغاية القصوى والهدف المرجو، عندها تنتهى الآمال والطموحات، ليس بعدها غاية أو هدف، الكل يسعى من أجلها ويرنو إليها ويتطلع نحوها، هى مقصد المؤمنين، وقبلة المتقين وهدف الزاهدين.
وجاء ذكر الجنة فى كثير من آيات الذكر الحكيم وردت نحو 66 أية فى كتاب الله. وإذا أردنا أن نعرف الجنة نرى أنها هى البستان والعرب تسمى النخيل جنة، والكلمة مشتقة من جن بمعنى ستر وأظلم وأخفى وقد ورد هذا المعنى فى سورة الكهف (وأضرب لهم مثلًا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل)، والجنة مضاد وعكس النار، فهى تمثل مسكن الصالحين، ودار الخلد للمتقين، ويؤمن المسلم بأن فى الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وأن فيها أشجارًا وأنهارًا وفواكه، وللجنة مراتب ودرجات كل على حسب عمله، أعلى هذه المنازل الفردوس الأعلى وللجنة أسماء متعددة ومتنوعة منها دار السلام كما ورد ذكرها فى القران (لهم دار السلام عند ربهم) الأنعام (127) وكذلك جنات عدن قال (جنات عدن التى وعد الرحمن عباده بالغيب) (مريم) (61) وكذلك جنة المأوى (عندها جنة المأوى)، وكذلك من أسماء الجنة مقعد صدق (إن المتقين فى جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر) (القمر)(54-55) أًيضًا تسمى المقام الأمين (إن المتقين فى مقام أمين) (الدخان) (51)، كما أن فى الجنة أنهارًا من لبن وخمر وماء وأنهارًا من عسل لكن ليس كأنهار الدنيا مصدقًا لقوله عز وجل (مثل الجنة التى وعد المتقين فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة لشاربين وانهار من عسل مصفي) (محمد). الآية (15).
ومن الأنهار التى فى الجنة نهر الكوثر والذى سميت سورة فى القرآن باسمه، ويشرب المؤمنون منه بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم شربة لا يظمأون بعدها أبدًا. وهناك نهر البيدخ وهو نهر يغمس فيه الشهداء فيخرجون منه كا لقمر ليلة البدر.
وللجنة أيضًا عيون منها عين من كافور (إن الأبرار يشربون من كاس كان مزاجها كافورا) سورة الإنسان (5)، وعين من تسنيم (ومزاجه من تسنيم)، أما عن نساء الجنة فهم الحور العين وهن زوجات المؤمنين، وهن مطهرات من الحيض والنفاس والغائط، وينتظرن أزواجهن فى الجنة إن الحديث عن الجنة حديث شيق وممتع، ويجعلنا نبذل قصارى جهدنا من أجل الوصول إليها والفوز بها، حقًا إنها سلعة غالية تتطلب العمل والجهد الكثير، لأن الفوز بها هو الغاية التى يسعى من أجلها كل مؤمن موحد بالله، وخسارة الجنة هو الخسران المبين والفادح ولا يعوض خسارتها أى شىء مهما علا ثمنه.
أيها المؤمنون احرصوا على العمل والجهد من أجل الفوز بالجنة اللهم بلغنا الجنة وما قرب إليها من عمل وباعد بيننا وبين النار وارض عنا وسهل لنا الطاعة وبلوغ جنتك.
د. عماد الدين إبراهيم عبد الرازق يكتب: السلعة الغالية
الإثنين، 27 أكتوبر 2014 11:59 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة