بعدما كانت يوما أحد أشهر مقاصد العطلات فى منطقة الكاريبى، أصبحت هاييتى الآن أقل المقاصد زيارة فى المنطقة، بسبب عدم استقرارها سياسيا والبنية التحتية السياحية الهزيلة.
غير أن أحد البقاع المضيئة فى البلاد هى قلعة لافيرييه فى شمال البلاد بالقرب من الحدود مع جمهورية الدومينيكان، ومازالت أكبر قلعة فى الأمريكتين تجذب زوارا يتطلعون إلى الاستكشاف.
وفى مطلع المسار إلى القلعة يوجد قصر "سانس – سوسى" المتهدم، حيث يمكن للسياح شراء تذكارات أو التعاقد مع مرشد أو تأجير حصان للصعود إلى قمة جبل "بونيه آ لإيفيك" البالغ ارتفاعه 910 أمتار، وتستغرق هذه الرحلة 90 دقيقة.
شيدت القلعة التى تعتبر الآن رمزا لهايتى، بتكليف من هنرى كريستوف بعد عام من استقلال البلاد عن فرنسا عام 1804، وكان كريستوف وهو قائد بارز خلال تمرد العبيد فى هاييتى، مسئولا أيضا عن قصر سان - سوسى المشيد بنفس أسلوب نظيره الذى يحمل نفس الاسم فى بوتسدام بالقرب من برلين، ولكن دمر جراء زلزال فى 1843.
تصطف الأكواخ الخشبية وأشجار الموز على طول الطريق المؤدى إلى القلعة، ويسهل رؤية أن الأفراد هنا أفقر بشكل كبير وأكثر لطفا من أماكن أخرى فى منطقة الكاريبى، توفر القلعة سبل الرزق لكثير من القرويين بينهم، تشارلز الذى يعرض خدماته كمرشد سياحى، ويقول الفتى (13 عاما): "أنا أتحدث الإنجليزية".
يسمى تشارلز كل الأشجار والنباتات فى المنطقة وكذلك يوضح لماذا تمت عمليات كثيرة لإزالة الغابات فى هايتى، ويضيف: "يعيش الكثير منا بدون كهرباء أو غاز، لذا فنحن نطهى باستخدام الأخشاب"، ومن هنا من وحدة المدفعية أعلى قلعة لافيرييه يمكن رؤية كاب هايتيان والساحل الأطلنطى، حيث غرقت سفينة كريستوفر كولومبوس "سانتا ماريا" فى عام 1492.
وشيدت القلعة ذات الجدران التى يبلغ سمكها أربعة أمتار بين عامى 1805 و1816 بأيدى أكثر من عشرين ألف عامل لإبقاء دولة هايتى المستقلة حديثا آنذاك آمنة من الهجمات الفرنسية، واليوم مازالت تضم أكثر من 200 مدفع و15 ألف قذيفة مدفعية.
ويحذر سائق التاكسى اوجوستين جيل من أن الظلام على وشك إسدال ستارة، لذا حان الوقت للرجوع إلى كاب هايتيان بقطع 17 كيلومترا، ويمتلئ الطريق بالحفر ويسافر الكثير من الهايتيين فى المساء بدون أى أنوار فى سياراتهم.
سار اوجوستين (43 عاما) مع زبائنه إلى القلعة وأخذ 80 دولارا مقابل الجولة ذهابا وايابا وتستغرق سبع ساعات، وتشمل أيضا جولة فى القرى المحلية.
ويقول: "الجو آمن هنا للغاية فى الشمال"، وينتشر العنف بصورة أكثر شيوعافى بورت أو برينس، حيث مازال يعيش الكثير من السكان فى ظروف يرثى لها بعد أربع سنوات من وقوع زلزال مدمر فى البلاد.
قلعة لافيرييه رمز الأمل وهاييتى تكافح لجذب السياح مجددا
الإثنين، 27 أكتوبر 2014 11:51 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة