قالت الصحافية الإسرائيلية من أصل فلسطينى رولا جبريل إن إسرائيل تندفع بوتيرة متزايدة صوب الإقصاء والتمييز بين مواطنيها على أساس عرقى ودينى.
وأوضحت رولا - فى مقال نشرته (النيويورك تايمز) تحت عنوان "حياة الأقليات فى إسرائيل" - أن الأحزاب الصهيونية المتشددة دينيا تحتل 30 من أصل 120 مقعدا فى الكنيست وأنها جزء من الائتلاف الحاكم ، مشير الى أن أجندتها السياسية يتصدرها برنامج تشريع تمييزى ، يستهدف انتقاص الحقوق المدنية للمواطنين الإسرائيليين من أصل فلسطينى.
ولفتت إلى حظر لمّ شمْل العائلات المفروض على هؤلاء المواطنين الإسرائيليين من ذوى الأصل الفلسطينى ، فإذا ما تزوج أحدهم أو إحداهن من فلسطينية أو فلسطينى بالضفة الغربية أو قطاع غزة فإنه يحظر عليه أو عليها العيش فى إسرائيل بموجب قانون "المواطنة والدخول إلى إسرائيل".
ورصدت رولا رفض المحكمة العليا فى إسرائيل التماسا ضد قانون "لجان القبول" الذى يخول البلديات سلطة رفض طلبات المتقدمين للحصول على سكن بناء على معايير ثقافية واجتماعية ، كذريعة قانونية لإنكار حق السكن على المواطنين غير اليهود.. وقالت رولا إن الواقع العملى يشير إلى أنه حتى قبل تمرير القانون ، كان يستحيل على الفلسطينى شراء أو استئجار منزل فى أى مدينة ذات أغلبية يهودية.
ونبهت رولا إلى أن سياسة الفصل العرقى فى إسرائيل مُتبّعة فى النظام التعليمى ؛ فباستثناء عدد ضئيل من المدارس المختلطة ، تنقسم معظم المؤسسات التعليمية فى إسرائيل إلى عربية ويهودية... ونوهت فى هذا الصدد إلى أن نظام الفصل الإسرائيلى هذا أثمر عن أن نسبة 42 بالمئة من اليهود تقول أنها لم تتقابل أبدا مع فلسطينى ، بحسب استطلاع رأى أجرى مؤخرا.
وقالت إن قادة إسرائيل يروجون بفخر لسياسات الكراهية ، راصدة تدشين وزير الخارجية وزعيم حزب " إسرائيل بيتنا " أفيجدور ليبرمان ، دعوة لمقاطعة الأعمال التجارية التى يمتلكها مواطنون إسرائيليون من أصل فلسطينى.
وأوضحت صاحبة المقال أن هذا هو المناخ الذى يعيش فيه الإسرائيليون ذوو الأصول الفلسطينية ممن ليس لهم ملجأ يلتمسون منه إنصافهم بخلاف إسرائيل التى تنكر عليهم الحقوق التى يتمتع بها المواطنون اليهود.
وأضافت أن إسرائيل تعمل جادة على تقويض شرعية الدولة اليهودية ؛ ذلك أن أكبر مزعزع للموقف الإسرائيلى على الساحة العالمية لا يتمثل فى منتقدى إسرائيل وإنما يكمن فى سياساتها إزاء مواطنيها من ذوى الأصل الفلسطينى.. " إن إسرائيل لا تختلف كثيرا عن دول أخرى ميزت بشكل منهجى وفصلت قطاعا كاملا من أبناء شعبها على أساس الجنس والدين والعرق".
واختتمت رولا بالقول إنه بينما تزعم إسرائيل - على غرار الولايات المتحدة - أنها تمقت العنصرية وانتهاك حقوق الإنسان خارجيا ، فإن القيادة السياسية لدولة إسرائيل تنشط داخليا فى سن قوانين تروج لنظام ممنهج من التمييز ، مؤكدة أن ما تحتاجه إسرائيل عن جد هى حركة حقوق مدنية".
رولا جبريل: إسرائيل تميز بين مواطنيها على أساس عرقى ودينى
الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014 06:50 ص
الصحفية الإسرائيلية رولا جبريل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة