كشفت تدوينات نشرها عدد من قيادات بجماعة الإخوان والأحزاب المتحالفة معهم عبر حساباتهم الشخصية بشبكات التواصل الاجتماعى، عن حالة من الصدمة وخيبة الأمل بسبب نتائج الانتخابات البرلمانية فى تونس، والتى انتهت بإزاحة حزب النهضة المنتمى للجماعة عن صدارة المشهد السياسى، وهو الأمر الذى وصفه عدد منهم بـ"الانقلاب الناعم" فيما سعى عدد آخر لتبرير فشل تجربة الإخوان فى مصر بالمقارنة بتجربة نظرائهم فى تونس.
وتهكم خالد محمد عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة "المنحل" فى سلسلة تدوينات على نتائج الانتخابات التونسية وقال: "الحمد لله الثورة نجحت فى تونس: وده أوجه الاختلاف بين نجاحها فى تونس وفشلها فى مصر.. عرضوا على الإخوان فى مصر ياخدوا 35% من البرلمان ويتنازلوا عن الثورة، لكن الإخوان رفضوا لكن الحمد لله نجحوا فى تونس وخدو 31%.
عرضوا على الإخوان بعض الوزارات ويتنازلوا عن الثورة والإخوان رفضوا لكن الحمد لله فى تونس الثورة نجحت، وفاز حزب فلول بن على وهيشكل الحكومة كلها".
وأضاف فى تدوينة لاحقة "حزب النهضة فى تونس رضى أن يمثل فى مجلس النواب بنسبة 31% وقبل بما يقذفه له حزب فلول بن على من وزارات مثل وزارة البيئة وغيرها ليظهر بشكل الحزب الديمقراطى ولن يرشح أحدا للرئاسة، وهو بذلك سوف يسير فى مسار سياسى إصلاحى قد يستمر سنوات من خلال دخوله فى العمل السياسى، فهل هكذا الثورة التى قامت لتغيير كل نظام بن على نجحت ؟؟ أم أن الخوف من مصير مصر قد أجبرهم على هذا ؟؟
وتابع "الإخوان فى مصر كان معروض عليهم أكثر من ذلك وكانوا يستطيعون أن يقبلوا به بحجة التغيير من خلال العمل السياسى والإصلاحى المستمر، ولكن إذا قبل الإخون ذلك هل تعتبر هذه ثورة ؟؟ وهل تكون 25 يناير قد حققت أهدافها ؟؟"، واصافا ماحدث فى تونس بأنه "انقلاب ناعم" أعاد نظام بن على، بحسب زعمه.
بينما قال عمرو عادل عضو الهيئة العليا بحزب الوسط: "لا أستطيع فهم ترحيب البعض بما حدث فى تونس بالرغم من الانتصار الواضح للثورة المضادة.. أن الهدف الرئيسى كما أفهم من الثورة هو تغيير بنية النظام الفاسد الذى يسيطر على المنطقة كلها ولم يكن الهدف هو اجراء عملية انتخابية نزيهة.. وبالتأكيد لم يتحقق الهدف فى كل النماذج التى رأيناها سواء فى مصر أو تونس أو اليمن أو سوريا فقد استطاعت الثورة المضادة التمكن مرة أخرى بوسائل مختلفة وكانت دائما ثنائية النظام القديم والإسلاميين فى الصدارة".
قال الدكتور وحيد عبد المجيد الخبير السياسى، إن هجوم إخوان مصر على ما حدث فى تونس من انتخابات وخسارة حركة النهضة يؤكد عدم فهم الإخوان لحقيقة ما حدث فى تونس، وعدم رغبة منها فى الاعتراف بما حدث.
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن حركة النهضة بتونس كانت أكثر تعقلا، ونضجا من جماعة الإخوان المسلمين، واستجابت لمطالب القوى الوطنية فى تونس من حكومة مستقلة، وهى كانت نفس مطالب القوى الوطنية فى مصر ولكن الإخوان لم تستجب لذلك.
ولفت عبد المجيد إلى أن حزب نداء تونس لا يعبر عن النظام القديم، ولكن نظام بن على يمثله أحزاب صغيرة، بينما تضم حزب نداء تونس يضم بعض أفراد النظام السابق غير الفاسدين، ويمثل حبيب بورقيبة.
من جانبه، قال طارق أبو السعد الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن إخوان مصر لا يريدون الاعتراف بهزيمة الإخوان فى تونس، مشيرا إلى أنهم دائما ما كانوا يتغنون بأنهم يفوزون فى الانتخابات، وجاءت الانتخابات البرلمانية التونسية لتؤكد أن ليس لهم شعبية كما يتصورون.
وأضاف أبو السعد فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الإخوان تشعر بخيبة أمل كبيرة بعد ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية التونسية، وكانت تعول الإخوان على فوز النهضة بالأغلبية كى ترفع معنويات أعضائها فى مصر بأن لهم قوة فى دول العالم العربى.
موضوعات متعلقة:
حركة النهضة الإسلامية حلت ثانيا فى الانتخابات التونسية خلف العلمانيين
نتيجة الانتخابات التونسية تصيب الإخوان بالصدمة.. عضو بـ"الحرية والعدالة": انقلاب ناعم.. والخوف مما حدث فى مصر أجبر "النهضة" على المسار الإصلاحى.. و"وحيد عبد المجيد" يرد: لم يفهموا الدرس
الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014 07:26 م
الانتخابات التونسية - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة