الصدق يريح القلب والوجدان والضمير ويجنبك عثرات الفكر، على مستوى الفرد وعلى مستوى المجتمع وعلاقة الفرد بدولته وعلاقة الدولة بمواطنيها.
على مستوى الفرد علاقة غير مرئية تربط الإنسان بمن يعيش معه يربط زملاء العمل ورفاق الدراسة والجيران شعاع من المشاعر واصل بين القلوب يظهر فى سلوكيات الناس ومواقفهم ويقترن بشخص دون آخر منهم من صدق وأحب دون مصلحة أو انتظار مقابل كحب الحبيب لحبيبه رجلاً كان أم امراة، اما الكذب فيتعارض مع الصدق وعمره قصير جدًا لكنه موجود، يظهر لنا النقص ويذكرنا بصاحبه وهو عادة كريهة ممقوتة لكنه يذكرنا أيضًا بالصدق كما يذكرنا اللون الأسود باللون الأبيض وأصحابنا ومواقفهم المحفورة فى قلوبنا كالوشم والصدق والكذب كالموت والحياة وجهان لعملة واحدة موجودة ومتداولة فى أسواق البشر، وكلاهما عادة مكتسبة وليدة البيئة والثقافة والتربية.. تساهم فيها الأم والأب والتعليم والثقافة والتربية الدينية بسهم وافر، أما على مستوى المجتمع حين يعم الصدق ويستغرق العلاقات بين الناس فإنه يشيع جوًا من الأمان والطمانينة والاستقرار والثقة بالنفس، تدفع الناس إلى التطلع إلى غد أفضل بروح وثابة مع أمل كبير فى المستقبل وإيمان بأن الله موجود، والصدق علاقة تربط السماء بالأرض فى حنو واحتواء من خلال الإنسان.
أما على مستوى الدولة فالصدق واجب حتمى على القائمين على أمور البلاد أما سياسة المراوغة والكذب فغير مرغوب فيها وغير مستحبة فى علاقات المسؤلين بأفراد الشعب فيجب المصارحة والوفاء بالعهد والتدبر قبل إطلاق التصاريح والوعود، أما على مستوى العلاقات بين الدول فالصدق غير مطلوب ومكروه فالسياسة فيها ما فيها من إعلان النوايا والعمل بما يخالف ذلك، الأعمال فى السياسة ليست بالنيات وإنما وفق خطط واستراتيجيات وعلوم مستقبلية وما تقتضيه المصلحة، فالصدق والحب والكراهية مفردات لا يعرفها الساسة مهما اختلفت الأماكن وتعددت الاتجاهات.
صورة أرشيفية