شهدت الساحة الفلسطينية، الخميس، العديد من التطورات التى تصدرت المشهد العام الدولى والعالمى، حيث اعترفت السويد رسميًا بدولة فلسطين ليكون هذا الاعتراف الأول من نوعه من قِبَل دولة عضو فى الاتحاد الأوروبى، لتقوم على إثره تل أبيب باستدعاء سفيرها فى ستوكهولم، كما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلى بإغلاق ساحات المسجد الأقصى مساء أمس، لتواجه استنكارًا دوليًا على هذا الإجراء.
إغلاق المسجد الأقصى
للمرة الأولى منذ عام 1967 تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلى بإغلاق بوابات المسجد الأقصى فى صمت عربى إزاء هذا التطور، فقد أمر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بتعزيز قوات الأمن بالقدس المحتلة وإغلاق المسجد الأقصى بشكل كامل، عقب اغتيال أسير محرر اتهمته إسرائيل بتنفيذ محاولة اغتيال حاخام متطرف، وهو ما اعتبرته السلطة الفلسطينية بمثابة "إعلان حرب".
وبعد المطالبات والضغط الدولى وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، بالسماح لجميع المصلين المسلمين بدخول المسجد الأقصى، والتحلى بضبط النفس إزاء تصاعد التوترات، قررت إسرائيل إعادة فتح المسجد الأقصى فى القدس الشرقية المحتلة مع منع الرجال الذين تقل أعمارهم عن خمسين عامًا من دخوله، بحسب ما أعلنت الشرطة.
من جانبها أدانت الرئاسة الفلسطينية قيام قوات الاحتلال بإغلاق الأقصى، حيث قال نبيل أبو ردينة، المتحدث الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية، إنه إذا ما كانت إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية مستعدتين للبحث عن حل عادل وفى سقف زمنى محدد فالجانب الفلسطينى والعربى جاهز، مشددًا على أن القدس الشرقية بكل مقدساتها خط أحمر.
وأكد "أبو ردينة"، فى مداخلة هاتفية لفضائية "العربية"، أن فلسطين حصلت على اعتراف 138 دولة، مشيرًا إلى أن مسودة القرار الخاصة بالاعتراف بدولة فلسطين القائمة على حدود عام 67، وعلى رأسها القدس الشريف جاهزة، وسنذهب قريبًا لمجلس الأمن الدولى للحصول على حقنا فى الاعتراف بدولة فلسطين، موضحًا أن الإدارة الأمريكية منحازة للجانب الإسرائيلى فى كل قراراته، ووقفت أمام الشعب الفلسطينى فى الذهاب إلى الأمم المتحدة، وأن الموقف الفلسطينى والعربى لا يعنيها ما تقوله إسرائيل أو الولايات المتحدة.
واستنكر الشيخ عكرمة صبرى، إمام وخطيب المسجد الأقصى، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا بالأقصى، قيام شرطة الاحتلال الإسرائيلى بمنع المصلين من دخول ساحات المسجد، قائلاً "صمتنا على نوايا الإسرائيليين ضد الأقصى إقرار بمخططاتهم".
وقال مفتى القدس الأسبق، خلال لقائه على شاشة "روسيا اليوم"، إن مخططات وأهداف الإسرائيليين ببناء الهيكل المزعوم وهدم المسجد الأقصى واضحة ومعلنة ولا يتبرؤون منها، ولكن يسعون لتنفيذ مخططاتهم مرحلة بعد الأخرى.
وذكر "عكرمة" أن الاحتلال يسعى إلى تهويد مدينة القدس، من خلال التركيز على ما يدعونه بالحوض المقدس المحيط بالأقصى بهدف إعطاء طابع يهودى وطمس الطابع الإسلامى فى المنطقة المحيطة بالأقصى.
كما يسعى إلى محاصرة المسجد بكل طاقته، من أجل الانقضاض على عليه، موضحا أن الاحتلال الإسرائيلى يشعر أن الظروف مواتية لتهويد المدينة والانقضاض على المسجد القصى، بسبب بعد العرب عن القدس وانشغالهم بمشاكلهم الداخلية، وأصبحت القدس ومهمشة وبخاصة بعد أحداث غزة أيضا.
كما أكد أن الانقسام الفلسطينى الفلسطينى كان له أثر كثيرا فيما يحدث الآن، حيث أدى هذا الانقسام إلى تفرغ اليهود للقدس والأقصى، بالإضافة إلى قوة اليمين اليهودى المتطرف والظرف العام العربى الذى ساعد بطريقة مباشرة وغير مباشرة فى تنفيذ المخططات الاحتلالية الاسرائيلية بحق القدس والمسجد الأقصى.
السويد تعترف رسميًا بدولة فلسطين
أعلنت وزيرة الخارجية السويدية، صباح الخميس، أن حكومة بلادها اعترفت بمرسوم، بدولة فلسطين، ويعد هذا الاعتراف الأول من نوعه من قبل دولة عضو فى الاتحاد الأوروبى رغم الضغوط الإسرائيلية والأمريكية التى مورست عليها.
وقالت مارجو فالستروم، فى مقال نشرته صحيفة داجينز نيهيتر، إن "الحكومة تتخذ اليوم قرار الاعتراف بدولة فلسطين، إنها خطوة مهمة تؤكد حق الفلسطينيين فى تقرير المصير"، لكن تل أبيب عبرت عن غضبها الشديد إزاء هذا التطور، وعلى إثر الاعتراف السويدى بدولة فلسطين قامت باستدعاء سفيرها فى ستوكهولم فورًا.
وتعليقًا على الاعتراف السويدى بفلسطين، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ومفوض العلاقات الدولية فيها "نبيل شعث"، إن اعتراف السويد بدولة فلسطين سيكون مقدمة وسيشجع دولاً أوروبية أخرى.
وأشار "شعث"، فى تصريحات تليفزيونية لفضائية "العربية"، إلى أن مجلس الشيوخ الأيرلندى أوصى بالاعتراف بدولة فلسطين بجانب حكومتى فرنسا وإسبانيا اللتين وعدتا بالاعتراف بدولة فلسطين، مضيفاً: "هناك مؤشرات إيجابية حيث من المتوقع لحاق 10 دول أوروبية أخرى بالسويد فى اعترافها بدولة فلسطين وتقديم الدعم ضد ما يجرى فى القدس"، لافتًا أن 75% من الاستطلاعات الأوروبية الداخلية تطالب الحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين.
وأوضح أنه يوجد حراك داخل الدول الأوروبية يدعوها للاعتراف بفلسطين، خاصة الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية واليسار.
تطورات فى المشهد الفلسطينى: السويد تعترف رسميا بدولة فلسطين.. و"تل أبيب" تستدعى سفيرها.. الاحتلال يغلق الأقصى أمام المصلين ثم يعيد فتحه.. واشنطن تدعو لضبط النفس.. "الرئاسة الفلسطينية": القدس خط أحمر
الجمعة، 31 أكتوبر 2014 02:16 ص
أبومازن