«عيدٌ بأى حالٍ عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيه تجديد؟» والأعياد مناسبات دينية وقومية يراجع فيها الناس عامًا مضى، ومن الطبيعى أن ينظر المرء حوله ليرى التغيرات التى حدثت والتطورات التى طرأت، فالخريطة السياسية العربية ليس فيها ما يبعث على الرضا أو يدعو إلى الارتياح، ففى الوقت الذى يقف فيه حجيج بيت الله الحرام على «عرفات» ثم يواصلون مناسك الحج وشعائره نجد الأمتين العربية والإسلامية منقسمتين بشكلٍ غير معهود، محاولة لاجتياح «العراق» وأخرى لاجتياح «اليمن» والضحايا فى «سوريا» يتساقطون والوضع فى «ليبيا» يزداد سخونة وتأزمًا إذ يبدو أن المخطط الآثم لتقسيم دول المنطقة العربية وإسقاط أعمدة الدولة فى معظمها هو ما نراه متحققًا هذه الأيام على مختلف الأصعدة ويوحى بأن هناك عقلاً مشتركًا وخطة محددة وراء كل ما يجرى!
إذ إن الاستهداف يحيط بنا من كل اتجاه حتى من دول الجوار العربى الإسلامى، فلكل من «إيران» و«تركيا» أطماعه فى الجسد العربى الذى أنهكته المؤامرات ونالت منه الأحداث المتسارعة فى السنوات الأخيرة والتى كان أبرزها ثورات الربيع العربى بكل ما حملته من رياح التغيير وأسباب الاختلاف حتى أصبح الكل يتساءل هل ما جرى على الساحة العربية فى السنوات الأربع الأخيرة بترتيب وقائعه وتتابع أحداثه هو مجرد مصادفة؟ أم أن الأمر يتجاوز ذلك لكى يشير مرة أخرى إلى نظرية «الفوضى الخلاقة»؟!
إن عيد «الأضحى المبارك» هو تجديد لرسالة السماء من أجل التضحية والفداء، التضحية من أجل الأمان القومى، والفداء للوصول إلى الغايات الوطنية إذ إن الإرادة الشعبية فى النهاية هى الفيصل الذى يحدد المسار ويؤشر إلى الاتجاه الصحيح.
د. مصطفى الفقى يكتب: وجاء العيد..حجيج بيت الله الحرام يواصلون مناسكهم والانقسام بين العرب والمسلمين فى تصاعد..الاضطرابات فى المنطقة العربية تتجاوز "المصادفة" وأصابع الاتهام تشير إلى "الفوضى الخلاقة"
الأحد، 05 أكتوبر 2014 03:02 م
د. مصطفى الفقى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة