نقلاً عن اليومى
شهدت العلاقات المصرية القطرية حالة من التوتر خلال الفترة الأخيرة، وبالرغم من أن الأيام القليلة الماضية شهدت سياسات جادة من الجانب القطرى أقرب إلى فكرة المبادرة من أجل التصالح مع الجانب المصرى فإن الدوحة ما زالت مصمة على اتخاذ اتجاهين مختلفين ما بين التقارب تارة والصدام تارة أخرى.
وحينما تقرأ تهنئة الأمير تميم للرئيس عبدالفتاح السيسى بمناسبة عيد الاضحى، ومن قبلها مصافحته على هامش مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها التاسعة والستين، وحين تقرأ قرار السلطات القطرية بترحيل عدد من قيادات الإخوان خارج البلاد تجد نفسك أمام تقارب يحاول الجانب القطرى أن يبرمه مع الجانب المصرى.
وحين ترى استمرار قناة الجزيرة فى بث سمومها ضد الشعب المصرى، إلى جانب تصريحات خالد العطية وزير الخارجية القطرى التى نشرها موقع «السى إن إن» منذ أيام وتأكيده عدم تراجع الدوحة عن سياساتها وإشارته إلى أنه بالرغم من أن قطر أصبحت مصدر إزعاج للبعض فإنها لن تتراجع عن ذلك، تجد نفسك أمام صدام حقيقى مع هذا الجانب.
كلمة أمير قطر فى الجمعية العامة للأمم المتحدة لخصت المشهد القطرى غير الواضح فى رؤيته إذ عزف عن الحديث عما يجرى فى مصر واكتفى فقط بالإشارة إلى الأحداث التى خلفها الربيع العربى فى باقى دول المنطقة، وهو ما يعكس رغبة حقيقية من الجانب القطرى فى وجود منحى سياسى يتعامل من خلاله القطريون تجاه مصر، وهو الأمر الذى لم يتحدد بعد.
وعلى الجانب الآخر ما زال الجانب المصرى يتعامل بحكمة مع الدوحة فهو لا يستجيب لأى محاولات لإعادة الإخوان للمشهد السياسى من جديد، وحين تقرأ كلمات السيسى التى طالب فيها المصريين بعدم الإساءة لأحد تتأكد من كياسة الموقف المصرى وعدم رغبته فى الرد، رغم القدرة على ذلك، ولكن هذا الموقف هو نوع من العقل السياسى الذى قد يفتقده الجانب الآخر.
صحيح أن الرد المصرى على الجانب القطرى اتسم أحيانا بالعصبية فى بعض المنافذ الإعلامية، إلا أن القارئ الجيد للمشهد برمته يقدر موقف الدولة المصرية ورغبتها فى عدم تصعيد الخلاف مع دولة تنتمى للقطاع العربى وتتحدث بلغته، ليس ذلك فحسب وإنما هذا الموقف جاء أيضا متماشيا مع رغبة الشعب القطرى نفسه.
ومن جانبه يرى الخبير السياسى بمركز السياسية والاستراتيجية بـ«الأهرام» عمرو هاشم ربيع أن الجانب القطرى يميل أكثر إلى معاداة مصر، مشيرا إلى أن الأصل فى القضية هو أن قطر تسير وفق استقواء دولى ضد مصر لتحقيق مصالح قوى دولية، هذه القوى لها قاعدتان عسكريتان فى الأراضى القطرية، فى إشارة إلى أمريكا، والخط السياسى للدوحة واضح، هو تحقيق مصالح الجانب الأمريكى على حساب الجانب المصرى، فى محاولة للاستقواء بها فى الحصول على دور أكبر للدوحة فى المنطقة.
كما يرى الخبير السياسى أيضا أن قناة الجزيرة وسياساتها ضد مصر مجرد أداة لا تعدو أن تكون فوق ذلك من أجل خدمة مصالح الأمريكان داخل المنطقة، بينما يرى خبراء آخرون أن هناك مؤشرات على تغير فى السياسة القطرية، لكنه ربما يأخذ بعض الوقت، خاصة أنه مرتبط بتحولات دولية.
قراءة فى العلاقات المصرية القطرية.. مصافحة أمير قطر للسيسى وطرد الإخوان خطوة للأمام.. الموقف المصرى هادئ ويتسم بالكياسة
الإثنين، 06 أكتوبر 2014 11:24 ص
هاشم ربيع