وبالرغم من أن الدولة المصرية تحارب الهجرة غير الشرعية، وهناك اتفاقيات مع عدد من الدول فى هذا الشأن، وتسن القوانين وتغلظ العقوبات، إلا أن سماسرة البشر الذين يصدرون إغراءات الثراء السريع ويقنعون الشباب بهذه الهجرة ما زالوا أحرارا، رغم أنهم معروفون لكل الجهات، وأسماؤهم معروفة عيانا بيانا لأجهزة الشرطة، وهناك آلاف المحاضر المحررة ضدهم، ولكن لصالح من يتاجرون هؤلاء فى أعمار البشر ولا هدف لهم إلا الحصول على الأموال التى تزيد بزيادة الأعداد المهاجرة .
ويعتبر مركز أبنوب بمحافظة أسيوط واحدا من أكثر المراكز الذين هاجروا أعداد كبيرة وهائلة من شبابه إلى الدول الأوروبية، سواء بطرق شرعية أو بطرق غير شرعية وهى الأكثر، وعاد بعدها شخص آخر وتبدلت أحواله واستطاع فى مدة زمنية صغيرة أن يحقق أحلامه من منزل مستقل فى أفضل شوارع المركز.
"سيارة وزوجة.." كل هذه الأمور أغرت باقى الشباب فى كل الأعمار، وساعد ضيق المعيشة وعدم وجود عمل وغلاء الأسعار، والأوضاع السياسية المحتقنة إلى جعل الأسر تجازف وترسل أبناءها حتى أن هناك أُسرا ما بقى منها إلا الأب والأم .
ويسافر المهاجر غير الشرعى عبر عدد من المنافذ كان أشهرها ليبيا، ولكن بسبب الأحداث التى تشهدها ليبيا وعدم الأمان بدأت تتحول الطرق إلى الإسكندرية، ومنها إلى رشيد، حيث يستقل الشباب بعض السفن والمراكب الصغيرة من منطقة رشيد، ويكون فى انتظارهم سفن كبرى فى عرض البحر تعمل فى مجال التجارة أو السياحة أو أى نشاط يسمح لها التواجد بالمياه، فتقوم هذه السفن بالتنسيق مع بعض المافيا المتخصصة فى الهجرة غير الشرعية من الجانب المصرى، بوضعهم فى أماكن تخزين داخل هذه السفن مقابل مبالغ مالية على الفرد، ولا يخرجون أبدا حتى يصلوا إلى ساحل من السواحل أو بعض الأماكن التى يوجد بها الصليب الأحمر الذى يأخذ هذه الأطفال وهؤلاء الشباب صغيرى الأعمار ويقوم بإدخالهم إلى مدارس الصليب، ويعتنى بهم ومنهم من يقوم بالهروب من الصليب بالتنسيق مع مافيا أخرى تدخله إلى أى دولة أوروبية يحتاجها أو ينتظره فيها بعض أقربائه .
وفى البداية يقول يوسف ناجى يوسف، محامى المتغيبين، إن أكثر من 47 شابا من مركز أبنوب سافروا من محافظة أسيوط، متوجهين إلى الإسكندرية بعد الاتفاق بينهم وبين أحد السماسرة الذى يقوم بتسفير الشباب إلى دول الاتحاد الأوروبى مقابل 50 ألف جنيه للفرد الواحد، ومن محافظة الإسكندرية تم نقلهم إلى منطقة رشيد التابعة لمحافظة البحيرة، للسفر عبر البحر المتوسط لسواحل الدول الأوروبية وفقا لرواية أسرهم.
وأضاف يوسف أن آخر اتصال تليفونى جرى بين الشباب وأسرهم كان يوم 6/9/2014، وبعدها تم إغلاق التليفونات ولم تتلق أسرهم أية اتصالات وبعد طول مدة السفر بدأ الأهالى فى القلق وبدأوا الاتصالات على الشخص الذى تم الاتفاق معه من مركز أبنوب، وتم دفع 30 ألف جنيه مقدما، فطمأنهم أن أولادهم بخير ولكن طالت المدة، وبدأ الأهالى فى القلق بعد سماعهم عن غرق أكثر من سفينة فى البحر، فبدأ فى اتخاذ عدد من الإجراءات القانونية حتى تقوم الدولة بدورها فى البحث عن أبنائها المفقودين .
فتوجهت يوم 14 أكتوبر 2014 وتقدمت بشكوى لمدير أمن الإسكندرية، وحررت محضرا رقم 1192 مطالبة بسرعة التحرى والبحث عن المفقودين، وتوجهت بعدها إلى مديرية أمن البحيرة يوم 15 أكتوبر2014 وحررت محضرا رقم 764 لسنة 2014، وتوجهت بعدها إلى مركز شرطة رشيد، وحررت محضرا رسميا رقم 4654 لسنة 2014، وفى المحضر اتهمت أصحاب المراكب التى نقلت الشباب وهم عيد محمد محمد الدرس والملقب بأبو على من مركز مطوبس كفر الشيخ، وفهيم محمود الأذلى وشهرته أبو مريم من مركز مطوبس كفر الشيخ، وأسامة محمد سالم من بلطيم كقر الشيخ، وحنفى محمد أحمد أحمد فراج مقيم برج مغيزل كفر الشيخ، وتوجهت بعدها إلى مكتب مساعد وزير الخارجية لشئون القنصلية وتقدمنا بشكوانا ومواصفات المفقودين وصورهم .
وأضاف يوسف: كما تقدمت بشكوى لمباحث الأموال العامة بمحافظة البحيرة، وحررت محضرا رسميا تحت رقم 2/308 أحوال قسم الأموال العامة فى 21 /10 ضد ممدوح مصطفى أحمد سيد، وشهرته (سعداوى)، وهو الشخص الذى اتفقت معه الأهالى بمركز أبنوب ودفعت له 30 ألف جنيه على كل فرد، وهو يعمل سمسارا ووسيطا بين الأهالى ووبين مافيا تهريب الشباب عبر رحلات الهجرة غير الشرعية، وتم سؤال اثنين من الأهالى هناك فى ذات المحضر.
أما مقنع ناشد "فلاح" ووالد أحد الشباب المتغيبين قال إن ابنه كغيره من الشباب تمنى وحلم بحياة كريمة بعد عدم وجود عمل بمصر، فقرر السفر كغيره من أبناء مركزه وجيرانه، ولكن لم نكن نتوقع أننا سنعيش هذه الأيام المرة، وطالب ناشد كل المسئولين بمساعدتهم فى البحث عن أبنائهم، وضرورة ضبط المتهمين الذين وجهوا لهم الاتهامات والمسئولين عن سفر أبنائهم حتى تتضح الصورة .
أما منى فوزى، والدة مينا شكير جميل، قالت إن زوجى منذ تغيب مينا وهو فى حالة سيئة، فهو يرقد منذ غياب ابنه ولا يستطيع مقابلة أحد، وأضافت أطالب السيسى رئيس الجمهورية بأن يعيد لى ابنى وفلذة كبدى، فنحن فوضناه من أجل الحق فى العيش والحفاظ على أرواحنا وأرواح أبنائنا، وحتى إن كان أبناؤنا غلطوا، وطالب الأسر كل الجهات المعنية ووزارة الخارجية ووزير الداخلية ورئيس الجمهورية بالبحث عن أبنائهم المفقودين .
صورة مينا رضا نمر قلينى
هشام شكير قلينى
ريمون جمال حليم
مجدى مقنع ناشد
كيرلس نادى ناشد
أسامة سعد رشدى
ماريو مدحت باشا
ملاك جيد بولس
شكاوى الأهالى موقعة بالبصمات
بعض شكاوى الأهالى
شكوى للقنصلية
موضوعات متعلقة..
إحباط هجرة غير شرعية لـ66 بينهم 3 سودانيين عن طريق البحر بالسلوم
