أيام قليلة ويحيى المسلمون ذكرى عاشوراء سواء كانوا سنة أو شيعة، ولكل منهم طريقة لإحياء تلك الليلة فلدى أهل السنة والجماعة تكون بالصيام حيث قالت دار الإفتاء المصرية "إن صيام يوم العاشر من محرم المسمى بيوم "عاشوراء" يكفر السنة التى قبله"، كما قال النبى -صلى الله عليه وآله وسلم-.
وأضافت فى فتوى لها أنه يستحب صيام يوم التاسع والعاشر والحادى عشر من شهر المحرم، وذلك لما روى عن النبى -صلى الله عليه وآله وسلم- "إذا كان العام المقبل- إن شاء الله -صمنا اليوم التاسع"، وقوله "خالفوا اليهود صوموا يومًا قبله ويومًا بعده".
وأوضحت الفتوى أن تكفير الذنوب بصيام عاشوراء المراد بها الذنوب الصغائر، وهى ذنوب سنة ماضية أو آتية إن وقعت من الصائم، فإن لم تكن صغائر خفف من الكبائر، فإن لم تكن كبائر ولا صغائر رفعت الدرجات.
أما الكبائر فلا تكفرها إلا التوبة النصوح، وقيل يكفرها الحج المبرور، لعموم الحديث المتفق عليه "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه".. وذكرت الفتوى أنه روى فى الصحيحين عن ابن عباس- رضى الله عنهما – أنه سئل عن صوم يوم عاشوراء فقال "ما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صام يومًا يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم – يعنى: يوم عاشوراء- وهذا الشهر، يعنى: رمضان".
وأكدت الفتوى أن صيام يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة، وحرمة قديمة، وصومه لفضله كان معروفًا بين الأنبياء عليهم السلام، وقد صامه نوح وموسى عليهما السلام، فقد جاء عن أبى هريرة- رضى الله عنه- عن النبى- صلى الله عليه وسلم- قال: «يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء، فصوموه أنتم» خرجه بقى بن مخلد فى مسنده.
ففى يوم عاشوراء يصادف مقتل الإمام الحسين رضى الله عنه فى موقعة كربلاء بالعراق وهو مصاب كبير لدى جميع المسلمين سواء كانوا سنة أو شيعة وفى مقتل الحسين الكثير من العبر والدروس التى يجب على المسلم أن يستفيد منها – لكن صيام يوم عاشوراء لدى الشيعة مكروه بفتوى صادر عن المرجع الشيعى على السيستانى هو أن صوم يوم عاشوراء مكروه ويمكن الاكتفاء بالصوم عن الماء تشبهًا بعطش الحسين وعائلته فى ذلك اليوم المآساوى.
لا شك أن مقتل الإمام الحسين هو حدث جلل وهو ما تجتمع عليه الأمة الإسلامية لكن المبالغات التى يقوم بها الشيعة من بكاء وضرب للصدور والتطبير وغيرها من البدع التى هى ليست من الإسلام بل تعظيمهم لحادث مقتل الحسين وكأن موت الرسول -صلى الله عليه وسلم- أهون عليهم من موت الإمام الحسين!
الإمام الحسين قُتل فى فتنة عظيمة بين فئتين من المسلمين، وهى فتنة طهّر الله منها أيدينا –كما يقول بعض العلماء من أهل السنة فلا نخوض فيها بألسنتنا، إن كل مسلم ينبغى أن يحزنه مقتل الحسين أو حتى غير الحسين من عامة المسلمين فكيف إذا كان من أهل الفضل والمكانة، وكيف إذا كان من قرابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإنه رضى الله عنه من سادات المسلمين وعلماء الصحابة وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عابداً شجاعاً سخياً.
من الطقوس التى يقوم بها الشيعة فى تلك الأيام فى جميع أنحاء العالم وخاصة فى كربلاء، هى زيارة ضريح الحسين وإضاءة الشموع وقراءة قصة الإمام الحسين والبكاء عند سماعها واللطم تعبيراً عن حزنهم على الواقعة.. والاستماع إلى قصائد عن المأساة والمواعظ عن كيفية استشهاد الحسين وأهل بيته.. ويهدف هذا لربطها مع معاناة الحسين والشهادة، والتضحيات التى قدمها للحفاظ على الإسلام على قيد الحياة. وفسر على نطاق واسع استشهاد الحسين من قبل الشيعة باعتباره رمزا للنضال ضد الظلم والطغيان والاضطهاد.وتوزيع الماء للتذكير بعطش الحسين فى صحراء كربلاء وإشعال النار للدلالة على حرارة الصحراء. ويقوم البعض بتمثيل الواقعة وما جرى بها من أحداث أدت إلى مقتل الحسين بن على فيتم حمل السيوف والدروع. كما يقومون بتمثيل حادثة مقتل الحسين جماهيريا فيما يعرف بموكب الحسين. ويقوم البعض بالتطبير أى إسالة الدم مواساة للحسين كما يقوم البعض بضرب أنفسهم بالسلاسل.
مما لاشك فيه أن الشيعة منتشرون فى جميع أنحاء العالم كذلك الحال لدى أهل السنة الأغلبية، وبالتالى فالشيعة متواجدون بالقاهرة لكن بأعداد تكاد لا تذكر، ويقول الطاهر الهاشمى القيادى الشيعى عضو المجمع العالمى لأهل البيت عليهم السلام، إن الشيعة فى مصر والعالم ينظمون فى مثل هذه الأيام من شهر محرم كل عام سرادقات عزاء وكذالك بالحسينينات سواء فى المساجد أو فى منازلهم للتذكير بالمصيبة التى حلت على الأمة بمقتل سيدنا الحسين وآل البيت الكرام فى حادث كربلاء.
وطالب الهاشمى فى تصريحات لـ"اليوم السابع" الأزهر الشريف التذكير بمقتل الحسين والحزن عليه فى هذا اليوم، مشيرا إلى أن الحسين يتفق عليه السنة والشيعة، وأوضح الهاشمى أن الشيعة يحيون ذكرى الاستشهاد بداية من اليوم الأول من شهر محرم وحتى نهايته، لافتا إلى أن الجميع يتوشحون السواد فى المنازل فى والحسينيات فى مصر تقتصر على تلاوة القرآن الكريم وتحديدا سورة الكهف، مع بعض الأدعية لأهل البيت عليهم السلام.
وتابع الهاشمى "نقوم بزيارة أضرحة آل البيت يوميا للزيارة وإقامة العزاء ولكن فى مجموعات متفرقة، ونوزع زياراتنا ما بين مساجد السيدة زينب والسيدة نفسية وبالتأكيد مسجد سيدنا الحسين".
وأعلن عدد من الحركات السلفية تنظيم جولات على مساجد آل البيت بالقاهرة لمنع أى طقوس للشيعة فى ذلك اليوم، بينما أعلنت مديرية أوقاف القاهرة إغلاق المساجد عقب كل صلاة مباشرة منعا لحدوث أى احتكاكات بين الجانبين، فيما استنكر الهاشمى التهديدات التى يتعرضون لها مع اقتراب هذه المناسبة من قبل بعض التكفيريين بحسب وصفه، مشيرا إلى أن الشيعة يعوا أهمية المحافظة على مشاعر أهل السنة، وبالتالى فلا داعى لوقوع احتكاكات تثير البلبلة والفتن فى بيوت الله، مطالبا الأجهزة الأمنية بأن تحميهم فى هذه المناسبة انطلاقا من حرية العقيدة التى يؤمن بها الجميع.
فى ذكرى عاشوراء.. خلاف سنى شيعى.. الإفتاء: صيامه يكفر ذنوب سنة ماضية.. الشيعة: مكروه ويجوز الصوم عن الماء تضامنا مع الحسين.. شيعة مصر يعلنون بدء مراسم العزاء.. الأوقاف:إغلاق مساجد آل البيت عقب كل صلاة
السبت، 01 نوفمبر 2014 01:15 م
دار الإفتاء
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة