الغياب الكبير للأحزاب الناصرية..فشلت فى مد جذور جديدة لأفكار الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.. والانقسامات زرعت بين أبنائها «الضغينة»
الإثنين، 10 نوفمبر 2014 09:37 ص
الكاتب الصحفى «يحيى قلاش»
كتب - سمر سلامة " نقلاً عن العدد اليومى"
على الرغم من سيطرة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر على عقول وقلوب المصريين إلا أن تلاميذه، وحاملى لواء أفكاره لم يحصدوا نفس القدر من الشعبية وسط جموع المصريين، رغم وجود فرصة لهم أكبر من أى تيار سياسى آخر لتحقيق ذلك.
ويؤكد الناصريون أنفسهم أن تيارهم فشل فى التعبير عن مشروع الزعيم كما عجز عن أن يكون امتدادا له، فى ظل حالة التشرذم والانقسام ورخاوة التنظيم وضعف الإمكانات المالية.
قلاش: رحيل القيادات التاريخية أوجد «طابور خامس»
وحول هذا يقول الكاتب الصحفى «يحيى قلاش» إن الأحزاب الناصرية نشأت فى ظروف معينة جعلت للدولة فى بداية تأسيسها يدا طولى داخلها، مشيرا إلى أنها ترفع نفس الشعارات وتتبنى نفس المشروع الذى وضعه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.
وأضاف قلاش فى تصريحات لـ«اليوم السابع»، أنه بعد رحيل القيادات التاريخية للتيار الناصرى أفرزت بعض الأحزاب عناصر تمثل طابورا خامسا، وهذا لم يكن مقصورا على الأحزاب الناصرية وإنما امتد لأحزاب أخرى، مؤكدا وجود مخططات تستهدف تأسيس أحزاب تحمل شعارات بلا مضمون ناصرى.
وأشار إلى أن مشروع الزعيم عبدالناصر عاش فى وجدان البسطاء حتى الآن وهو ما ينعكس فى تعاملهم مع «عبدالحكيم عبدالناصر» نجل الزعيم على الرغم من أنه لا يعكس مشروع والده وليس امتدادا له، إلا أن مجرد انتمائه إلى الزعيم يدفعهم للالتفاف حوله فى أى مناسبة، مؤكدا أن التيار الناصرى بكل الوجوه التى تملأ الفضائيات فشل فى التعبير عن مشروع الزعيم، وأنه لن يعود مرة أخرى لقيادة المشهد السياسى إلا إذا برز دور لجيل جديد من الشباب، على حد قوله.
الاشتراكية.. الحلم المستحيل
تؤمن الناصرية بعدد من المبادئ والأفكار والمعتقدات التى لا يمكن لأحد أن ينكرها فى هذا التوقيت، من حرية وديمقراطية ووحدة، ويظل الجزء الأهم الذى يقع محل خلاف بين القوى السياسية المختلفة هو اتباع النظام الاشتراكى اقتصاديا، الذى يعنى الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج والإدارة التعاونية للاقتصاد، حيث تراجعت الاشتراكية فى العالم بعد تخلى أصحابها عنها.
وفى هذا السياق يقول طارق سلامة عضو اللجنة الاقتصادية بحزب المصريين الأحرار، إن الاشتراكية انتهت من العالم كله حتى من الدول التى تدعى الاشتراكية كالصين، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية بها نوع من الاشتراكية الاجتماعية التى تضمن توفير الخدمات للمواطنين بما لا يؤثر على حرية الاقتصاد للأشخاص.
وأكد سلامة لـ «اليوم السابع»، أنه لا مجال لعودة مصر مرة أخرى إلى اشتراكية الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، مؤكدا أن الأحزاب المصرية التى تدعى الاشتراكية عليها أن تعى ذلك جيدا حتى لا تظل على هامش الحياة السياسية بسبب مواقفهم الراديكالية.
ترشح «صباحى» للرئاسة شق الصف
يرى عدد من السياسيين المنتمين إلى التيار الناصرى أن البرلمان القادم سيكون البوابة الرئيسية لعودة التيار بشكل قوى ومؤثر للمشهد السياسى، ليكون مشاركاً فى الحياة التشريعية والسياسية بشكل أكثر فاعلية من السابق.
وعلى الرغم من التجاوب مع أطروحاته فى الأوساط الشعبية من الشارع المصري، إلا أن التيار يعانى حالة ضعف عام تتمثل فى حالات التشرذم والانقسامات ورخاوة التنظيم، إضافة إلى ضعف الإمكانيات المالية.
كل هذه العوامل مجتمعة كفيلة بأن تكون عائقا أمام وصول الناصريين إلى البرلمان بشكل يسمح لهم بتواجد فاعل فى المشهد السياسى لاسيما فى ظل وجود منافسة شرسة من قبل أحزاب ليبرالية لديها من الأرصدة المالية ما يمكّنها من توفيق أوضاعها على كل الأصعدة الإعلامية والسياسية، ويجعل لها نفوذاً يساعدها فى اجتياز عقبات الانتخابات، والوصول إلى عتبات الجهاز التشريعى.
وفى هذا السياق يقول المهندس محمد سامى رئيس حزب الكرامة الشعبى الناصرى، إن إعلان حمدين صباحى ترشحه للانتخابات فى مواجهة المشير عبدالفتاح السيسى آنذاك كانت سببا رئيسيا فى تقسيم الجبهة الناصرية، مشيرا إلى أن الانتخابات الرئاسية الأولى التى خاضها «صباحى» شهدت توحيد الصف الناصرى من خلفه.
وأشار «سامى» فى تصريحات لـ«اليوم السابع» إلى أن الأحزاب الناصرية بخلاف حزب الكرامة حالتها من الناحية القانونية غير مستقرة، مؤكدا أن حزب الكرامة يجد صعوبة فى مخاطبة الحزب الناصرى بشأن توحيد الحزبين فى حزب واحد.
وطالب «سامى» نقيب المحامين سامح عاشور بحسم النزاع على رئاسة الحزب الناصرى لصالحه حتى يمكن إعلان الاندماج بين الحزبين ومن ثم توحيد الصف الناصرى.
وأكد رئيس حزب الكرامة أن هناك شخصيات ناصرية تساعد على تكريس هذا الانقسام من خلال تصدير أنها فوق مستوى الأحزاب، لافتا إلى أنه حتى الآن لا يوجد شخص يمثل التيار الناصرى ككل.
فيما قال الدكتور محمد أبوالعلا، رئيس الحزب الناصرى، إن الانقسامات والخلافات داخل التيار الناصرى أضعفته كثيرا وأفقدته شعبيته فى الشارع المصرى، مؤكدا أن هناك عناصر تنتمى إلى التيار تبحث عن الزعامة الفارغة.
وأضاف أبوالعلا لـ«اليوم السابع»، أن أغلب التيار الناصرى خرج من رحم الحزب الناصرى نفسه، مؤكدا استحالة توحيد الصف مرة أخرى إلا إذا قرر المنسحبون من الحزب الالتزام باللائحة والعودة إليه مرة أخرى، وذلك ردا على إمكانية الاندماج بين الحزب الناصرى والكرامة.
وفيما يتعلق بالصراع على رئاسة الحزب الناصرى، أشار إلى أن الحكم ببطلان الموقف القانونى لسامح عاشور فى رئاسة الحزب نهائى وواجب النفاذ، مؤكدا أن عاشور لم يكن رئيسا للحزب، لوجود نزاع بينهما.
وتابع «أبوالعلا» أنه بموجب هذا الحكم عاد هو رئيسا للحزب قانونيا، باعتبار ما تنص عليه اللائحة فى مادتها الخمسين، بأنه فى حال خلو موقع رئيس الحزب يتولى أكبر نوابه سنا رئاسة الحزب لتسييره، لحين عقد مؤتمر عام جديد، وهو ما حدث معه باعتباره أكبر النواب سنا بعد وفاة رئيس الحزب ضياء الدين داوود.
فيما يؤكد الدكتور وحيد عبدالمجيد، أستاذ العلوم السياسية تراجع كل التيارات السياسية وليس التيار الناصرى فحسب، موضحا أن المشهد الحالى يخلو من السياسة بعد حالة الإسراف السياسى التى أعقبت ثورة 25 يناير.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية قائلا: «هناك استغلال من قبل بعض أجهزة الدولة لهذه الحالة لوأد السياسة كما كان الحال فيما قبل الثورة 25 يناير»، مؤكدا أنه لا يمكن قياس حضور أى تيار خلال هذه الفترة الاستثنائية لوجود عوامل مؤثرة على أداء كل التيارات.
«تمرد» آخر عنقود الأحزاب الناصرية.. يتبنى مشروع الزعيم.. ويطمح بإصلاح ما أفسده الآخرون
حزب الحركة الشعبية العربية «تمرد» هو آخر عنقود الأحزاب الناصرية على الساحة السياسية، عمره مجرد أيام، فهو نتاج لتحول حملة «تمرد» إلى حزب سياسى، يؤكد أعضاؤه فى وثيقتهم السياسية على تبنى الحزب لمشروع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.
حيث نصت الوثيقة على: «الجبهة الشعبية تعلن صراحة أنها تنتمى للفكر الناصرى.. الثوابت الأساسية لا التحولات.. الناصرية نظرية متطورة قادرة على التعامل مع معطيات الواقع ومن دون الخروج على الثوابت الرئيسية. الحرية.. الاشتراكية.. الوحدة، والمبادئ التى قامت عليها الجمهورية المصرية الأولى.. الحلم الذى حلمه عبدالناصر وعمل بكل قوة وإخلاص من أجل تحقيقه».
ويطمح قيادات الحزب إلى استكمال ما فعلته استمارة «تمرد» التى وحدت المصريين بكل طوائفهم واتجاهاتهم نحو إسقاط حكم الإخوان المسلمين فى مصر، فى توحيد الشعب المصرى خلفه كحزب سياسى للوصول إلى الحكم فى محاولة لتمكين الشباب وإيجاد إطار قانونى نحو مشاركتهم فى الحياة السياسية.
وفى هذا السياق يقول مؤسس الحزب، محمود بدر، إن تمرد نجحت فى أولى مهامها وهو تحويلها لحزب سياسى يعمل تحت مظلة قانونية، مشيرا إلى أنهم اختاروا رئيساً تاريخياً فى وثيقة الحزب هو جمال عبدالناصر، ونصت الوثيقة على إيمان الحزب بالتجربة الناصرية كحركة للتحرر الوطنى والعدالة اجتماعية، ولا أحد يختلف عليها.
وتابع: «نؤمن بوحدة الأمة العربية التى تتعرض لمؤامرة حالياً، واللى مش شايف المؤامرة يبقى فيه حاجة فى عينه». ووصف «بدر» حركة تمرد بأنها «عفريت» يرعب الإخوان المسلمين، موضحًا أن أعضاء الجماعة حينما يرون لافتات له فى دائرة شبين القناطر التى ينتمى إليها يقومون بتمزيقها وتشويهها.
من جانبه أكد الدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تحول حركة تمرد إلى حزب خطوة جيدة، وبداية حقيقية لتمثيل وتمكين الشباب فى الحياة الحزبية، مشيرا إلى أن النهاية المنطقية للحركات الشعبية هى أن تواصل عملها فى أطر قانونية تحت ملة الأحزاب السياسية.
ودعا أستاذ العلوم السياسية تمرد إلى أن تعمل فى الفترة القادمة على الاتصال المباشر مع الناخبين، مشيرا إلى أن حسابات الانتخابات البرلمانية تختلف عن العمل السياسى الذى قامت به الحركة خلال ثورة 30 يونيو.
وحذر أستاذ العلوم السياسية حزب تمرد الجديد من الانقسامات والخلافات التى قد تصبح وسيلة لوأد الحزب قبل ولادته.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على الرغم من سيطرة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر على عقول وقلوب المصريين إلا أن تلاميذه، وحاملى لواء أفكاره لم يحصدوا نفس القدر من الشعبية وسط جموع المصريين، رغم وجود فرصة لهم أكبر من أى تيار سياسى آخر لتحقيق ذلك.
ويؤكد الناصريون أنفسهم أن تيارهم فشل فى التعبير عن مشروع الزعيم كما عجز عن أن يكون امتدادا له، فى ظل حالة التشرذم والانقسام ورخاوة التنظيم وضعف الإمكانات المالية.
قلاش: رحيل القيادات التاريخية أوجد «طابور خامس»
وحول هذا يقول الكاتب الصحفى «يحيى قلاش» إن الأحزاب الناصرية نشأت فى ظروف معينة جعلت للدولة فى بداية تأسيسها يدا طولى داخلها، مشيرا إلى أنها ترفع نفس الشعارات وتتبنى نفس المشروع الذى وضعه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.
وأضاف قلاش فى تصريحات لـ«اليوم السابع»، أنه بعد رحيل القيادات التاريخية للتيار الناصرى أفرزت بعض الأحزاب عناصر تمثل طابورا خامسا، وهذا لم يكن مقصورا على الأحزاب الناصرية وإنما امتد لأحزاب أخرى، مؤكدا وجود مخططات تستهدف تأسيس أحزاب تحمل شعارات بلا مضمون ناصرى.
وأشار إلى أن مشروع الزعيم عبدالناصر عاش فى وجدان البسطاء حتى الآن وهو ما ينعكس فى تعاملهم مع «عبدالحكيم عبدالناصر» نجل الزعيم على الرغم من أنه لا يعكس مشروع والده وليس امتدادا له، إلا أن مجرد انتمائه إلى الزعيم يدفعهم للالتفاف حوله فى أى مناسبة، مؤكدا أن التيار الناصرى بكل الوجوه التى تملأ الفضائيات فشل فى التعبير عن مشروع الزعيم، وأنه لن يعود مرة أخرى لقيادة المشهد السياسى إلا إذا برز دور لجيل جديد من الشباب، على حد قوله.
الاشتراكية.. الحلم المستحيل
تؤمن الناصرية بعدد من المبادئ والأفكار والمعتقدات التى لا يمكن لأحد أن ينكرها فى هذا التوقيت، من حرية وديمقراطية ووحدة، ويظل الجزء الأهم الذى يقع محل خلاف بين القوى السياسية المختلفة هو اتباع النظام الاشتراكى اقتصاديا، الذى يعنى الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج والإدارة التعاونية للاقتصاد، حيث تراجعت الاشتراكية فى العالم بعد تخلى أصحابها عنها.
وفى هذا السياق يقول طارق سلامة عضو اللجنة الاقتصادية بحزب المصريين الأحرار، إن الاشتراكية انتهت من العالم كله حتى من الدول التى تدعى الاشتراكية كالصين، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية بها نوع من الاشتراكية الاجتماعية التى تضمن توفير الخدمات للمواطنين بما لا يؤثر على حرية الاقتصاد للأشخاص.
وأكد سلامة لـ «اليوم السابع»، أنه لا مجال لعودة مصر مرة أخرى إلى اشتراكية الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، مؤكدا أن الأحزاب المصرية التى تدعى الاشتراكية عليها أن تعى ذلك جيدا حتى لا تظل على هامش الحياة السياسية بسبب مواقفهم الراديكالية.
ترشح «صباحى» للرئاسة شق الصف
يرى عدد من السياسيين المنتمين إلى التيار الناصرى أن البرلمان القادم سيكون البوابة الرئيسية لعودة التيار بشكل قوى ومؤثر للمشهد السياسى، ليكون مشاركاً فى الحياة التشريعية والسياسية بشكل أكثر فاعلية من السابق.
وعلى الرغم من التجاوب مع أطروحاته فى الأوساط الشعبية من الشارع المصري، إلا أن التيار يعانى حالة ضعف عام تتمثل فى حالات التشرذم والانقسامات ورخاوة التنظيم، إضافة إلى ضعف الإمكانيات المالية.
كل هذه العوامل مجتمعة كفيلة بأن تكون عائقا أمام وصول الناصريين إلى البرلمان بشكل يسمح لهم بتواجد فاعل فى المشهد السياسى لاسيما فى ظل وجود منافسة شرسة من قبل أحزاب ليبرالية لديها من الأرصدة المالية ما يمكّنها من توفيق أوضاعها على كل الأصعدة الإعلامية والسياسية، ويجعل لها نفوذاً يساعدها فى اجتياز عقبات الانتخابات، والوصول إلى عتبات الجهاز التشريعى.
وفى هذا السياق يقول المهندس محمد سامى رئيس حزب الكرامة الشعبى الناصرى، إن إعلان حمدين صباحى ترشحه للانتخابات فى مواجهة المشير عبدالفتاح السيسى آنذاك كانت سببا رئيسيا فى تقسيم الجبهة الناصرية، مشيرا إلى أن الانتخابات الرئاسية الأولى التى خاضها «صباحى» شهدت توحيد الصف الناصرى من خلفه.
وأشار «سامى» فى تصريحات لـ«اليوم السابع» إلى أن الأحزاب الناصرية بخلاف حزب الكرامة حالتها من الناحية القانونية غير مستقرة، مؤكدا أن حزب الكرامة يجد صعوبة فى مخاطبة الحزب الناصرى بشأن توحيد الحزبين فى حزب واحد.
وطالب «سامى» نقيب المحامين سامح عاشور بحسم النزاع على رئاسة الحزب الناصرى لصالحه حتى يمكن إعلان الاندماج بين الحزبين ومن ثم توحيد الصف الناصرى.
وأكد رئيس حزب الكرامة أن هناك شخصيات ناصرية تساعد على تكريس هذا الانقسام من خلال تصدير أنها فوق مستوى الأحزاب، لافتا إلى أنه حتى الآن لا يوجد شخص يمثل التيار الناصرى ككل.
فيما قال الدكتور محمد أبوالعلا، رئيس الحزب الناصرى، إن الانقسامات والخلافات داخل التيار الناصرى أضعفته كثيرا وأفقدته شعبيته فى الشارع المصرى، مؤكدا أن هناك عناصر تنتمى إلى التيار تبحث عن الزعامة الفارغة.
وأضاف أبوالعلا لـ«اليوم السابع»، أن أغلب التيار الناصرى خرج من رحم الحزب الناصرى نفسه، مؤكدا استحالة توحيد الصف مرة أخرى إلا إذا قرر المنسحبون من الحزب الالتزام باللائحة والعودة إليه مرة أخرى، وذلك ردا على إمكانية الاندماج بين الحزب الناصرى والكرامة.
وفيما يتعلق بالصراع على رئاسة الحزب الناصرى، أشار إلى أن الحكم ببطلان الموقف القانونى لسامح عاشور فى رئاسة الحزب نهائى وواجب النفاذ، مؤكدا أن عاشور لم يكن رئيسا للحزب، لوجود نزاع بينهما.
وتابع «أبوالعلا» أنه بموجب هذا الحكم عاد هو رئيسا للحزب قانونيا، باعتبار ما تنص عليه اللائحة فى مادتها الخمسين، بأنه فى حال خلو موقع رئيس الحزب يتولى أكبر نوابه سنا رئاسة الحزب لتسييره، لحين عقد مؤتمر عام جديد، وهو ما حدث معه باعتباره أكبر النواب سنا بعد وفاة رئيس الحزب ضياء الدين داوود.
فيما يؤكد الدكتور وحيد عبدالمجيد، أستاذ العلوم السياسية تراجع كل التيارات السياسية وليس التيار الناصرى فحسب، موضحا أن المشهد الحالى يخلو من السياسة بعد حالة الإسراف السياسى التى أعقبت ثورة 25 يناير.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية قائلا: «هناك استغلال من قبل بعض أجهزة الدولة لهذه الحالة لوأد السياسة كما كان الحال فيما قبل الثورة 25 يناير»، مؤكدا أنه لا يمكن قياس حضور أى تيار خلال هذه الفترة الاستثنائية لوجود عوامل مؤثرة على أداء كل التيارات.
«تمرد» آخر عنقود الأحزاب الناصرية.. يتبنى مشروع الزعيم.. ويطمح بإصلاح ما أفسده الآخرون
حزب الحركة الشعبية العربية «تمرد» هو آخر عنقود الأحزاب الناصرية على الساحة السياسية، عمره مجرد أيام، فهو نتاج لتحول حملة «تمرد» إلى حزب سياسى، يؤكد أعضاؤه فى وثيقتهم السياسية على تبنى الحزب لمشروع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.
حيث نصت الوثيقة على: «الجبهة الشعبية تعلن صراحة أنها تنتمى للفكر الناصرى.. الثوابت الأساسية لا التحولات.. الناصرية نظرية متطورة قادرة على التعامل مع معطيات الواقع ومن دون الخروج على الثوابت الرئيسية. الحرية.. الاشتراكية.. الوحدة، والمبادئ التى قامت عليها الجمهورية المصرية الأولى.. الحلم الذى حلمه عبدالناصر وعمل بكل قوة وإخلاص من أجل تحقيقه».
ويطمح قيادات الحزب إلى استكمال ما فعلته استمارة «تمرد» التى وحدت المصريين بكل طوائفهم واتجاهاتهم نحو إسقاط حكم الإخوان المسلمين فى مصر، فى توحيد الشعب المصرى خلفه كحزب سياسى للوصول إلى الحكم فى محاولة لتمكين الشباب وإيجاد إطار قانونى نحو مشاركتهم فى الحياة السياسية.
وفى هذا السياق يقول مؤسس الحزب، محمود بدر، إن تمرد نجحت فى أولى مهامها وهو تحويلها لحزب سياسى يعمل تحت مظلة قانونية، مشيرا إلى أنهم اختاروا رئيساً تاريخياً فى وثيقة الحزب هو جمال عبدالناصر، ونصت الوثيقة على إيمان الحزب بالتجربة الناصرية كحركة للتحرر الوطنى والعدالة اجتماعية، ولا أحد يختلف عليها.
وتابع: «نؤمن بوحدة الأمة العربية التى تتعرض لمؤامرة حالياً، واللى مش شايف المؤامرة يبقى فيه حاجة فى عينه». ووصف «بدر» حركة تمرد بأنها «عفريت» يرعب الإخوان المسلمين، موضحًا أن أعضاء الجماعة حينما يرون لافتات له فى دائرة شبين القناطر التى ينتمى إليها يقومون بتمزيقها وتشويهها.
من جانبه أكد الدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تحول حركة تمرد إلى حزب خطوة جيدة، وبداية حقيقية لتمثيل وتمكين الشباب فى الحياة الحزبية، مشيرا إلى أن النهاية المنطقية للحركات الشعبية هى أن تواصل عملها فى أطر قانونية تحت ملة الأحزاب السياسية.
ودعا أستاذ العلوم السياسية تمرد إلى أن تعمل فى الفترة القادمة على الاتصال المباشر مع الناخبين، مشيرا إلى أن حسابات الانتخابات البرلمانية تختلف عن العمل السياسى الذى قامت به الحركة خلال ثورة 30 يونيو.
وحذر أستاذ العلوم السياسية حزب تمرد الجديد من الانقسامات والخلافات التى قد تصبح وسيلة لوأد الحزب قبل ولادته.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة