أميرة غريب تكتب: لو كنت مكانى..!!

الإثنين، 10 نوفمبر 2014 02:02 م
أميرة غريب تكتب: لو كنت مكانى..!! ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الحياة التبادلية- أى تبادل الأدوار الإنسانية من حيث المكان والزمان- هى شكل من أشكال الفوضى الوجودية الخلاقة والتى ترمز إلى تعقيد الموقف واستحالتة ولكنه يروق لكثير منا نحن كبشر.

الحياة إجمالًا وتفصيلًا خلقت بنظام مفرط الدقة من الله عز وجل بل والكون كلة أيضا بما فيه من منظومات حيوية وغير حيوية، حتى لو أننا نظرنا إلى دقة الكون والعالم الخارجى من حيث كائنات حية وطبيعة صامتة فسنجد منطقًا لكل ما يدور بها، منطقًا ينم عن صدق الفعل وعن أحكام الحركة والنظام فيها، فالحياة دائرة مغلقة على نفسها نعيش نحن بداخلها فى محاولة منا للتعايش بشكل أو بآخر مع ما يحيطنا من كائنات وجمادات وما إلى ذلك.

مقدمة فلسفية تكاد أن تكون منسقة بشكل يخلو من الإحساس أو أنه يخلو من الحقيقة بداخلنا نحن كأفراد تحاول أن تحيا هادئة ومتسقة بينها وبين ذواتها بعيدًا عن كل التناقضات التى تقدمها لنا قيود المجتمع منذ قديم الزمن وبعيدًا عن ضغوطات الحياة التى أرهقتنا فكرًا وكلامًا وصمتًا.

"لو كنت مكانى" ثلاث كلمات كثيرا جدا ما يطرقون أبواب أسماعنا من هؤلاء المحاولين تبرير مواقفهم الخاطئة أو ربما الصحيحة من وجه نظرهم، وإسقاط اتجاهاتهم بمنطق أن يضع فردًا نفسه مكان الآخر.. وبالتالى يرى الكون بعين الآخر ويسمع بأذنه ويشعر بقلبه وما إلى ذلك. وهنا يكون السقوط الحتمى فى فخ الحياة التبادلية بذريعة المشاركة.. ولا للمشاركة هنا مكان يعتبر له اعتبار حيث إن التبادل مفهوم مختلف وبعيد كل البعد عن الحياة المشتركة والتى يتم فيها مشاركة الآخر وليس الإحلال والاستبدال..!!

لكل منا مكانه فى الحياة، ولكل منا دوره أيضًا فى الحياة، ولكل منا دقات فى قلبه تعلن له وحدة عما يحب ويكره، ولكل منا عقل يعمل بشكل فردى عميق قادر على الاختيار والتحديد لما يريد ويرجو من الحياة.

كفانا إسقاطات عقيمة، وكفانا تجاوزات مزيفة وتعبيرات خائبة.. لن يحل أحد محل الآخر ولن يشعر أحد بالآخر.. كل إنسان حر ومسئول مسئولية كاملة عن أفعاله واختياراته وما سيترتب عليها من مكاسب أو خسائر..

لا تطلب من أحد أن يضع نفسه مكانك لأنه ليس أنت، ولأنك لست هو.. كل فرد قائم بذاته يولد ويحيا ثم يموت.. والمحاسبة يوم القيامة ستكون محاسبة فردية وليست جماعية لن تحتمل التبريرات أو التجاوزات أو أن يضع أحد منا نفسه مكان الآخر.

وأخيرًا
قال الله تعالى:
﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِى عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾
صدق الله العظيم












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة