وفاة 10 سيدات فى حملة "تعقيم" حكومية لتحديد النسل بالهند

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014 05:23 م
وفاة 10 سيدات فى حملة "تعقيم" حكومية لتحديد النسل بالهند ناريندرا مودى رئيس وزراء الهند
رايبور (أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توفيت عشر نساء ونقلت عشرات أخريات إلى المستشفيات بعضهن فى حال حرجة فى وسط الهند إثر حملة تعقيم كثيفة شملت نحو ثمانين امرأة نظمتها الهيئات الحكومية السبت وكانت نتيجتها مفجعة.

والتعقيم هو الوسيلة الأكثر انتشارا لتحديد النسل فى الهند التى ينظم عدد من ولاياتها مثل هذه العمليات وتمنح النساء اللاتى يوافقن على إجرائها تعويضات مادية.
لكن منظمات غير حكومية تنتقد هذه البرامج حيث غالبا ما لا تدرك النساء مخاطرها.

وأعلنت سلطات ولاية شاتيسغار الثلاثاء أن نحو ستين امرأة يعانين من مضاعفات صحية على إثر هذه العملية الجراحية التى جرت السبت، وأن 24 منهن فى حالة خطيرة.

وقال سونمانى بورا المسئول الإدارى فى منطقة بيلاسبور حيث جرت العملية "مع وفاة امرأتين اليوم ترتفع حصيلة حملة تحديد النسل هذه إلى عشر وفيات".

وتم إخطار السلطات بعد أن سجلت الاثنين زيادة فى حالات انخفاض ضغط الدم والقئ وغيرهما من الاعراض لدى هؤلاء النسوة.

إلا أن أسباب الوفاة لا تزال غير معروفة وأن كان أطباء فى الولاية أشاروا إلى احتمال وجود دور للأدوية التى كتبت لهن بعد العملية.

وأجريت عملية التعقيم لهؤلاء النسوة بواسطة المنظار وهى وسيلة يفترض أن تكون آمنة إلى حد كبير.
وتتمثل العملية فى سد القنوات المؤدية إلى الرحم، وتجرى عامة تحت تخدير شامل.

وأعلنت حكومة الولاية إجراء تحقيق فى الأمر فى حين نزل العديد من سكان بيلاسبور إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم والمطالبة بمعاقبة الاطباء.

رئيس حكومة ولاية شاتيسغار رامان سينج امر بوقف عمل أربعة مسئولين فى القطاع الصحى، وتسلمت الشرطة شكوى ضد الجراح الذى اجرى هذه العمليات.

وأعلن أن كل واحدة من أسر النساء المتوفيات ستحصل على تعويض بنحو 400 ألف روبيه "حوالى 5200 يورو".

وتجرى عمليات التعقيم هذه بانتظام فى مختلف الولايات الهندية فى إطار برنامج وطنى يقضى بمنح 1400 روبية "20 يورو" إلى المتطوعات.

ولسرعة تحقيق هذا الهدف تقدم بعض الحكومات مكافآت على شكل أدوات منزلية مثل الأجهزة الكهربائية أو حتى سيارات لتشجيع الأسر على قبول هذه العمليات.

وتنتقد بعض المنظمات غير الحكومية تحديد أهداف رقمية على مستوى بعض الولايات ما يؤدى إلى إجبار بعض النسوة على الخضوع لعمليات تعقيم فى ظروف صحية سيئة فى معظم الأحيان.

والعام الماضى تعرضت سلطات ولاية البنغال الغربية، شرق الهند، لانتقادات شديدة بعد بث صور لنساء تركن فاقدات الوعى فى حقل بعد عملية تعقيم جماعية فى مستشفى لا يملك القدرة على استقبال عدد كبير من المريضات.

وذكرت صحيفة انديان اكسبرس بشأن عملية السبت أن جراحا واحدا ومساعدا له هما فقط اللذان أجريا عمليات التعقيم لكل هؤلاء النساء فى خلال خمس ساعات.

وأكد المسئول الرئيسى عن القطاع الصحى فى منطقة بيلاسبور للصحيفة "لم يحدث إهمال. إنه طبيب صاحب خبرة" مؤكدا أنه سيتم التحقيق فى الحادث.

وقال كبير الأطباء فى المستشفى الرئيسى فى بيلاسبور الذى استقبل عددا من الضحايا إنه لا يستطيع تفسير ما حدث.

وصرح رامنيش مورتى مساء الاثنين للصحافيين "سيكون من السابق لأوانه التكهن بأسباب هذه المأساة، نعطى الأولوية لمعالجة هؤلاء النسوة اللواتى نقلن إلى المستشفى بعد هبوط فى ضغط الدم". وأضاف "سيكون لدينا توضيحات عندما ينتهى التشريح".

وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" دعت فى تقرير لها عام 2012 الحكومة الى اقامة منظومة مستقلة لجمع كل المعلومات المتعلقة بعمليات التعقيم القسرية والشروط الصحية السيئة فى المراكز.

كما أوصت الحكومة بأعداد تأهيل افضل للموظفين المكلفين تقديم النصح الى الرجال بشأن طرق اختيار وسيلة منع الحمل، وهى توصيات لم تتبع بشكل وواسع.

ويتركز برنامج تنظيم الأسرة فى الهند على النساء حيث يرى الخبراء أن تعقيم الرجال غير مقبول اجتماعيا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة