(افتح قلبك مع د. هبة يس)... أعمل ايه فى نفسى؟

الأربعاء، 12 نوفمبر 2014 01:10 م
(افتح قلبك مع د. هبة يس)... أعمل ايه فى نفسى؟ د. هبة يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسلت ( ... ) إلى افتح قلبك تقول:

أنا متزوجة حديثًا من أقل من سنة، زواجًا تقليديًا، لم أكن أعرف زوجى من قبل، و بعدما تزوجنا وعرفته لا أعيب عليه شيئا فى الحقيقة، بالعكس هو شخص طيب ومحترم ويحسن معاملتى، ولكن المشكلة عندى أنا، وأنا أعترف بذلك، فأنا أشعر بعدم قبول تجاه زوجى من أول يوم، وللأسف فإن الأمر يزداد سوءا مع الأيام، أشعر بالغربة عنه، وعدم الانسجام أو التناغم، قاومت الأمر فى البداية وقلت لعل ذلك بسبب أننا لا نعرف بعض جيدا، لكننى الآن قاربت على السنة وأنا بنفس الحال، بل وأسوأ كما قلت فى البداية، فأنا الآن دائمًا ( مخنوقة) وحزينة وأفكر فى الانفصال ليل نهار، ولا أستطيع التخلص من هذه الفكرة على الرغم من عدم وجود سبب واضح.

واستطردت أنا حامل على فكرة، وأعرف أن كثيرات يتمنين أن يكن مكانى مع صعوبة الزواج فى هذا الزمن، لكنى فى نفس الوقت لا أستطيع التحكم فى تفكيرى ودفع هذا الشعور السلبى عن رأسى... أمى ترى أنى محسودة، ولكنى لا أحب أن أفسر الأمور من هذا المنطلق دائمًا، ألم يحدث ذلك قديمًا فى عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، حينما شكت له زوجة من عدم رغبتها فى الاستمرار مع زوجها، على الرغم من أنها لا تعيب عليه شيئا، فحكم الرسول بأن ترد له حديقته التى قدمها كمهر لها على أن يطلقها؟... إذا فالأمر ليس بجديد، ولا علاقة له بالحسد من عدمه... بماذا تنصحيننى؟.
و إليكى أقول:

كثيرون ممن سيقرأون رسالتك هذه سيعتقدون أنك (بتتدلعى )، و إنك غير مقدرة للنعمة التى أنت فيها، لكننى سأستبعد هذا الاحتمال، فكون أنك تعترفين بأن زوجك شخص طيب ومحترم، وأنه يحسن معاملتك، وأن المشكلة عندك أنت... كل هذا يجعلنى أشعر بأنك مقدرة لنعمة الله عليك، ولكنك غير قادرة على الاستمتاع والتنعم بها، و لكن ما السبب؟...

قد يكون رأى والدتك أحد الاحتمالات، فالحسد أمر حقيقى ولا يمكن إنكاره، فربما تزوجت أنت قبل إحدى قريباتك أو جاراتك أو زميلاتك الأكبر سنًا، ومنَّ الله عليكى بالحمل سريعًا، فأصبحتى محط أنظار البعض... وارد، لهذا علينا أن نبطل هذا السبب بالطريقة الصحيحة قبل أن نفكر فى غيره، من المؤكد أنك تعرفين أن هناك ما يسمى بـ(الرقية الشرعية)، وهى مجموعة من الآيات والأحاديث والأدعية المعروفة لدى كل الشيوخ الثقات، ابحثى عنها وأقرأيها على نفسك وعلى زوجك، وفى بيتك، بالطريقة وعلى النحو المطلوب، وأكثرى من قراءة وسماع القرآن الكريم فى بيتك، واخرجى صدقة بنية ( داووا مرضاكم بالصدقة)، وأكثرى من الاستغفار بنية رفع الكرب والغمة، و استمرى على ذلك فترة لا تقل عن شهر مثلا، وانظرى هل شعرتى بتحسن أم لا، فإذا لم يحدث انتقلى للمرحلة التالية...

وهى استشارة طبيب نفسى، فإلحاح فكرة الانفصال على ذهنك، وعدم قدرتك على مقاومتها أو السيطرة عليها، بحيث أحالت حياتك إلى حزن و كآبة.. كل هذا يجعلنى أفكر أن ما تعانيه، ربما يكون نوع من أنواع الوسواس القهرى غير التقليدى، والذى يعانى فيه المريض من سيطرة أفكار معينة على تفكيره، مثل النظافة أو الطهارة أو التأكد من الأشياء أو تكرار الأفعال، وما إلى ذلك من الأمور التى نعرفها جميعا، فبزيارتك وعرض حالتك على طبيب مختص سنتأكد من الوضع، هل أنت مريضة وسيتحسن حالك بالعلاج أم لا؟... فلو لم تكونى كذلك، فلننتقل إلى المرحلة التالية...

وهى أن تجلسى أنت مع نفسك _ وأنصحك باستخدام ورقة وقلم_ وتحددى ما هى الصفات التى كنتى تتمنيهنا فى شريك حياتك؟، اكتبيها لتكون واضحة ومحددة أمام عقلك وعينيك، وقارنى بين هذه الصفات وبين صفات زوجك، هل به منها أى نسبة؟، إذا كانت به من 60_70% من مواصفات أحلامك، فأنت مع الرجل الصحيح بكل تأكيد، لأنك واقعيًا لن تجدى شخصًا به كل المواصفات أو حتى 90% منها، دعك من الخيال والرومانسيات الحالمة، كلنا نحلم ونبالغ فى أحلامنا، لكننا يجب أن نتحلى بالعقل وبالموضعية والواقعية عندما يتعلق الأمر بالارتباط و الزواج.

أما لو كانت مواصفات زوجك تتنافى مع مواصفات أحلامك _ وأن كنت أشك_ ففكرى فى مميزات زوجك وإيجابياته، وكونى على وعى وإدراك حقيقيين بهذه الإيجابيات التى ربما يفتقدها الكثيرون غيره، وأعيدى التفكير فيه على أساس هذة المميزات... أما لو وجدتى نفسك وبعد كل هذا لا زلتى تشعرين بالنفور أو عدم القبول، فلك مطلق الحرية حينها، ولو إنى أرى أن وقت هذه الخطوة قد تأخر جدًا، فأنت الآن زوجته وحامل منه، وكان عليك التأكد من أنه الشخص المناسب لك من قبل كل هذا.

بقى فقط أن أُنبهك إلى أن سنة مدة غير كافية فعلا للاندماج التام بين أى زوجين، فقد يتطلب الأمر وقتًا أطول من ذلك، بحسب طبيعة شخصيتك وشخصية زوجك، وبحسب قابليتكم للانفتاح والتفاهم.

الصفحة الرسمية للدكتورة هبة يس على الفيس بوك:
Dr. Heba Yassin









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة