ابنة الغنوشى: خسارة النهضة طبيبعية والإسلاميون ليسوا كائنات ميتافيزيقية

الإثنين، 17 نوفمبر 2014 04:49 م
ابنة الغنوشى: خسارة النهضة طبيبعية والإسلاميون ليسوا كائنات ميتافيزيقية راشد الغنوشى
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت سمية الغنوشى ابنة مؤسس وزعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشى، إن تراجع حزب النهضة ذى المرجعية الإسلامية أمام حزب نداء تونس ذى التوجه العلمانى يعد ظاهرة طبيعية فى نظام ديمقراطى، مؤكدة أن تسرع البعض بوصف ما حدث لحزب النهضة بأنه انتكاسة وهزيمة يرجع إلى تصور هؤلاء أن الإسلاميين كائنات ميتافيزيقية لا تخضع لقانون الاجتماع السياسى، وأن اللغة الدينية لهذه الأحزاب تقدم لها حصانة دائمة ومستمرة لتكون دومًا فى موقع المنتصر على منافسيها.

وأشارت سمية الغنوشى فى مقال نشرته شبكة "سى إن إن" بالعربية صباح اليوم الاثنين، إلى أن الحقيقة التى ينبغى أن ندركها هى أنَ الإسلاميين فاعلون سياسيون يسرى عليهم ما يسرى على بقية الأحزاب والهيئات السياسية، مؤكدة أنهم معرضون للتقدم والتأخر والنجاح والفشل على السواء، ويتأثرون بطبيعة المناخات السياسية الوطنية التى يشتغلون ضمنها.

وأكدت ابنة زعيم حرة النهضة أن الأحزاب جميعها ومنها الإسلامية تتأثر بالبيئة المحيطة بها، مشيرة إلى أن هذا ما ينطبق على حركة النهضة التونسية نفسها، التى انتقلت من طور المعارضة السياسية الجذرية إلى طور الحزب الحاكم نتيجة المتغيرات التى فرضتها الثورة التونسية. ودافعت ابنة الغنوشى عن حركة النهضة كونها تحملت أعباء الحكم بعد الثورة مباشرة، واعتبرت ما حدث لها فى الانتخابات الأخيرة ظاهرة عادية وطبيعية فى ظل نظام ديمقراطى، حيث تصعد فيه قوى وتنزل أخرى، على حد قولها.

وطالبت سمية الغنوشى بضرورة التخلص من الهالة السحرية التى تضفى على ظواهر الإسلام السياسى الناتجة عن قراءة ما يسمى بـ(الأصولية) منظورًا إليها ككتلة من الانفعالات والغضب تحركها النوازع والأهداف الدينية، وموضعتها فى ظروف الزمان والمكان حتى تمم إعادة الأمور إلى نصابها ولا يصاب الباحث أو المراقب أو الصحفى بداء التعميم والتبسيط على النحو الغالب اليوم.

واعتبرت سمية الغنوشى أن التقدم النسبى الذى أحرزه نداء تونس يدل على ميل الكفة نسبيا لصالح القوى القديمة التى أعادت ترتيب نفسها وتجديد خطابها وبعض وجوهها على حساب القوى الجديدة التى صعدت بعد الثورة، وهذا يعكس واقع الربيع العربى المتعثر وتأثير المحيط السياسى على تونس وقوى التغيير فى المنطقة عامة.

وختمت سمية الغنوشى مقالها بأن نتائج الانتخابات التونسية ستكون لها تأثيرات ملموسة على حركة النهضة وتدفعها نحو مزيد من التكيف مع المحيط والتجديد والتطور ضمن مناخ ديمقراطى أكثر انفتاحًا، مشددة على ضرورة أن يقرأ هذا الحزب، شأنه فى ذلك شأن ما سمى بالإسلام السياسى، بإعتباره ظاهرة سياسية اجتماعية معرضة للتقدم وللتراجع، بدلاً عن النظر إليه كظاهرة خارقة للتاريخ.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة