أميرة غريب تكتب: قهوة سادة

الأحد، 02 نوفمبر 2014 12:03 م
أميرة غريب تكتب: قهوة سادة سبحة - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صمت مبهم.. حزن غير مؤكد.. رهبة مفتعلة.. أنوار مزعجة.. وصوت مرتفع ومندفع من مكبرات الصوت بتلاوات قرآنية مجزئة..

مقاعد زرقاء وحمراء يجلس عليها أناس يرتدون ملابس سوداء.. نساء متبرجات مفتعلات للحزن.. ورجال مختنقون برابطات للعنق السوداء أيضا.. متراصوان جميعهم على المقاعد صامتون أو يدعون الصمت.. باكون أو يدعون البكاء.. قد يكون اعتصر قلبهم الحزن أو لم يفعل.. لا أحد يستطيع الجزم بشىء محدد أو الحسم بما هو كامن فى دواخلهم.

وعلى الجانب الآخر يقف نادل أو نادلة ممن تم الاتفاق عليهم بأن يقوموا بخدمة وإدارة المدعون من تلقاء أنفسهم "المعزين والمعزيات"، ولكن قائمة مشروباتهم لا يوجد بها سوى شىء واحد فقط وهو.. قهوة سادة.

مزعجة جدا تلك المقدمة من الكلمات الباهتة.. ولكن يزعجنى أكثر منها أن أراها على الحقيقة.. وأن أنصت لما يقال بداخلها من مسميات ومن ترهات ومناقشات عقيمة وبعض الضحكات الخافتة أيضا والتى يسترقها البعض من مساحات الصمت والحزن المفتعل فى تلك المآتم والتى أرى أنها دعوة مجتمعية ساقطة وزهيدة الثمن خالية من روح الإسلام ومن قدسية الموت.
خالية من الحقيقة.. كل ما فيها افتعالات كاذبة وخيوط بالية بذريعة حياكة ثوب كاذب من الحزن.

دوافع البشر حتمًا مختلفة فى الوصول إلى الأشياء ومكنونات النفس لدى إنسان غير مطابقة لمكنونات النفس لدى إنسان آخر.. أعلم ذلك جيدا ولكن هذا بعد ما نجد من بين الكائنات الحية بيننا ما يطلق علية اسم إنسان!

قيود المجتمع قد تكون عارية تمامًا من الحقيقة، ولكننا مرتبطون بها ومصرون على السير وراء أحكامها المفتعلة.

ليتنا أخذنا من الدين ما يناسبنا وما نؤمن به وليس ما نطبقه دون تصديق وإيمان.. ليتنا لأخذنا من اللأحكام روحها وتركنا نصها.

ليتنا أنفقنا من قلوبنا على ما نؤمن به ونصدقه وليس ما قدم لنا على أطباق رثة ومهللة من العادات والتقاليد.. ليتنا لم نصغ لصوت قادم لنا من الخارج.. من فضاء وكون عار من الحقيقة وأصغينا فقط لصوت قلوبنا الذى لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم، بل إنه يشعر فقط ويبنى أحكامه من ذلك البنيان الراسخ بداخله والمقام به.

التعزية والتصبير من تمام الإسلام.. الأخذ بيد المسلم فى محنته وضعفه وحزنه من تمام الإسلام..

الوقوف بجوار المحتاج والمواساة من تمام الإسلام ...

الإسلام يحمل بداخله قيما ومبادئ فى غنى عن ذكرها وترديدها، ولكنه ليس فى غنى عن تطبيقها والعمل بها..

ما يحدث داخل المآتم ومساجد التعزية فى مصر يخجل القلم من كتابته، ويستحى اللسان من ذكره والحديث به.. فلنجعل أخلاقنا بروح الإسلام وليس بنصوصه.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة