شارك رجل الأعمال أحمد عز، فى الحفل السنوى الذى تقيمه شركة سيراميكا الجوهرة الأسبوع الماضى، بصحبة زوجته الدكتورة شاهيناز النجار عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة المنيل، والمرشحة للمقعد نفسه.
رجل الأعمال أحمد عز وزوجته الدكتورة شاهيناز النجار
وألقى رجل الأعمال خلال الحفل كلمة مطولة حول التطور الاقتصادى وفرص نمو الاستثمار بمصر، مؤكدا أن ما كان ينجذب إليه فى ثمانينات القرن الماضى شعار "اصنع فى بلدك"، حتى صارت جملة "صُنِعَ فى مصر" هدفا يريد تحقيقه على كل منتج يتم تداوله فى مصر، مضيفا: "الرئيس مبارك شفاه الله وعافاه كان يروج بقوة لهذه الفكرة".
أحمد عز وشاهيناز النجار
وعرض رجل الأعمال أحمد عز خلال كلمته تجربته مع الصناعة والاقتصاد والإنتاج، مؤكدا أن مستقبل مصر فى الصناعة، وأضاف "أحياناً أتمنى أن تُتَاح الفرصة لكل فرد من أفراد النخبة المصرية أن يقضى سويعات فى وردية بمصنع قطاع خاص من مصانع مصر الحديثة.. مستقبل مصر فى الصناعة.. رغم رحلة الصناعة المريرة عبر الأعوام.. إحدى محطاتها كانت تشجيع القطاع الخاص.. ثم إتاحة التمويل له".
أحمد عز وشاهيناز النجار فى احتفال سيراميكا الجوهرة
وفيما يلى نص كلمة رجل الأعمال أحمد عز..
منذ أكثر من ربع قرن..
كنت أقود سيارتى متجهاً إلى الشمال على الطريق الذى يخترق الصحراء..
الهدف كان البحث عن موقع استثمار صناعى على أرض مصر..
كان قد أصابنى نجاح طيب فى العشر سنوات السابقة على هذا اليوم..
فى التجارة الداخلية والاستيراد.. فى التجارة الدولية مع أطراف ثالثة.. فى إدارة وتملك سفن شحن..
عملت وتعاملت مع عدد كبير من دول العالم..
من دول شرق أوروبا كرومانيا وبولندا وبلغاريا..
إلى دول عربية كالسعودية والسودان وسوريا والمغرب..
مروراً بسنغافورة وماليزيا.. وأخيرا الولايات المتحدة وكندا واستراليا..
كنت أدير عمليات تبادل تجارى معقدة..
توريد خامات إنتاج الصلب إلى دول الكتلة الشرقية فى مقابل منتجات الصلب المُصنعة..
جذبنى ما كان يُرَوَّج له فى الثمانينات من شعار "إصنع فى بلدك"..
شعار.. بل هدف.. أن تكون جملة "صُنِعَ فى مصر" على كل منتج يتم تداوله فى مصر..
الرئيس مبارك شفاه الله وعافاه كان يروج بقوة لهذه الفكرة..
أغلب رجال الصناعة الجدد – وأَشرُف أننى منهم – استنهضته هذه الفكرة.. هذا الهدف..
ترددت بشأن أى المنتجات أبدأ معها رحلتى فى الصناعة..
أتعامل منذ الصغر مع منتجين رئيسيين – الصلب والسيراميك..
حسمت الأمر فى نفسى.. تعلمون الاختيار.. كان البدء بالسيراميك..
أحمد عز وشاهيناز النجار
عندها كانت بداية الرحلة..
عودة إلى هذا اليوم من أيام الصيف من ربع قرن..
لأسباب لا أعلمها فاتنى وأنا على الطريق المنعطَف الذى يقود إلى مدينة السادس من أكتوبر..
أكملت رحلتى على الطريق الصحراوى..
بعد جزء من الساعة وجدت نفسى ألتقى قَدَرِى فى المدينة التى باتت مدينتى الحبيبة.. مدينة السادات..
بدأت الحكاية..
حكايات النجاح الصناعى تقع دائماً على خط ينتصف المسافة بين الواقع والأحلام..
بين المادى والسراب..
هكذا كانت قصة الجوهرة.. الأحلام دائماً تدفعنا إلى الأمام..
خط إنتاج جديد.. موديل جديد.. عميل جديد..
طاقة أكبر.. تقنية أحدث.. سوق واعدة نفتحها..
مجموعة جديدة من المديرين نحلم بأدائهم فى المستقبل..
ثم كان واقع تحديات الصناعة..
التمويل.. إدارة المشروع وتنفيذه..
اقتناء التكنولوجيا.. التدريب ثم التدريب..
الإنتاج.. الصيانة.. إدارة المخزون.. إدارة سلسلة التوريد..
إدارة الموارد البشرية.. ميكنة المعلومات.. الرعاية الطبية للعاملين..
النجاح فى إنتاج منتج جديد.. الفشل فى إنتاج منتج آخر.. تصحيح الفشل..
وهكذا تتكرر نفس الدورة مرة أخرى..
كأنه دائماً حُكِمَ عليك فى الصناعة أن تكون أقدامك مغروسة فى رمال الصحراء..
وجبهتك تنظر للسماء تجاه المستقبل..
فى بعض قصص الصناعة.. نقص الخبرة فى البداية يكون نعمة..
الجوهرة كانت هكذا.. دائماً نتعامل معها بأكثر مما يستحق المشروع..
أذكر أننا استخدمنا شركة Bechtel الأمريكية لتصميم وإدارة تنفيذ خطوط الإنتاج الأولى..
استخدمنا كمقاول عام شركة Kajima اليابانية.. التى كانت قد انتهت وقتها من إنشاء دار الأوبرا المصرية..
بنفس المنطق.. أسلوبنا كان دوماً..
اشتِرى أغلى Glaze.. هات أفضل خامة..
عَيِّن أكفأ مهندس.. تعاقَد مع أنجح مصمم..
إِنتِج أغلى "ستيلو".. زينه بأغلى ذهب وبلاتين..
عَبِّى فى أفضل كرتونه.. خمس ألوان مش تلاتة..
الأفضل فى كل شيء..
صورة تذكارية تجمع أحمد عز وشاهيناز النجار وحضور الحفل
ثم جاء وقت بدء الإنتاج..
توقفت كثيراً أمام اسم المنتج..
الاسم يرتبط بالهدف من الإنتاج.. وسمات المنتج الجديد..
تَصَوَرنا هذه السمات..
اللمعان والبريق.. السحر والإطلالة.. الجمال الذى يدوم يوماً بعد يوم.. وعام بعد عام..
الجوهرة.. طبعاً الجوهرة..
سيراميك الجوهرة نَبت من طين مصر..
هذا ليس شعاراً..
يدخل فى إنتاجه طفلة من طين أسوان..
وفلدسبار وكاولين من سيناء..
ورمل زجاجى من صحراء مصر..
وحجر جيرى من الفيوم والجيزة..
يتم خلطها بماء من نيل مصر..
وذلك كله ممزوج بعرق وعقول وأفكار وابتكارات المصريين..
الجوهرة هى فى الواقع جزء من تاريخ الصناعة المصرية..
ميكروكوزم من قصة الصناعة المصرية الحديثة.. ونهضة القطاع الخاص..
شأنها شأن أغلب أقرانها فى صناعة السيراميك.. تُمَثِل الجانب المشرق فى قصة الصناعة الحديثة..
قصة نجاح لا شك فيه لهذه الصناعة..
مع تميز للجوهرة.. أو هكذا نرى..
أحمد عز يلقى كلمته عن الاقتصاد
عودة إلى الصناعة فى مصر..
أحياناً أتمنى أن تُتَاح الفرصة لكل فرد من أفراد النخبة المصرية أن يقضى سويعات فى وردية فى مصنع قطاع خاص من مصانع مصر الحديثة..
مستقبل مصر فى الصناعة.. رغم رحلة الصناعة المريرة عبر الأعوام..
إحدى محطاتها كانت تشجيع القطاع الخاص.. ثم إتاحة التمويل له..
تلتها مشاكل هائلة فى أسعار الصرف أدت إلى تغيير أنماط الاقتراض..
تَبِعَتها مشاكل هائلة مرتبطة بأسعار الفائدة.. أدت إلى الندم على تغيير أنماط الاقتراض..
ثم تغيير فى أساليب الاستيراد فى نهاية الثمانينات..
ثم إنكماش فى التمويل فى بداية التسعينات بسبب إلتزامات نادى باريس..
طفرة فى سوق العقارات والإنشاءات.. ثم كساد فى سوق العقارات والإنشاءات..
نمو وإحياء للبورصة فى نهاية التسعينات..
محنة السنوات الصعبة – نتاج أزمات دولية ومحلية.. نهاية فترة الدكتور الجنزورى..
و كل فترة الدكتور عاطف عبيد..
عودة لتشجيع القطاع الخاص.. ثم قذفه بالطوب..
ثم تشجيعه مرة أخرى..
ثم مشاكل التدريب واستمرار التدريب..
فتح الأسواق والتنافس.. الوصول للحدية الاقتصادية فى الإنتاج..
منافسة عالم أكبر..
مشاكل اقتناء التكنولوجيا.. استشراف مستقبل التكنولوجيا..
السعى.. بل والهرولة وراء كل جديد..
حتمية التكامل داخل الصناعة الواحدة.. لا صناعة مغذية أو مساعدة..
وإن تواجدت فهل تكون على نفس مستوى الجودة المرغوبة..
ورغم ذلك..
واسمحوا لى أن أطمئنكم على أن الصناعة - فى بلادى – بخير..
وأرد على كل من يشكك فى قدرات المستثمر والمهندس والعامل بالأرقام الأتية :
فى عام 80 كان إنتاجنا من الصلب 1,5 مليون طن فى عام 2010 بلغ 10 مليون طن
فى عام 80 كان إنتاجنا من الأسمنت 3 مليون طن فى عام 2010 بلغ 35 مليون طن
فى عام 80 كان إنتاجنا من السيراميك 3 مليون متر فى عام 2010 بلغ 140 مليون متر
إنتاجنا من الأسمدة الأزوتية تضاعفت 5 مرات..
إنتاجنا من السلع الاستهلاكية تضاعف 15 مرة..
إنتاج ومبيعات أجهزة التكييف فقط تضاعفت 30 مرة..
15 ألف مشروع صناعى ت إنشائهم فى مدن الجيل فقط (العاشر من رمضان/ السادس من اكتوبر/ السادات/ برج العرب)..
يشهد على ذلك وثائق هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة..
يشهد على ذلك سجلات الهيئة العامة للتصنيع..
يشهد على ذلك جداول العاملين المؤمن عليهم فى هيئة التأمينات الاجتماعية حقاً، مستقبل مصر فى الصناعة..
الشكر يكون على قدر الجهد..
ولكن إذا كانت الأمور هكذا.. فبالتأكيد الشكر وحده لا يكفى..
فالشكر مهما بلغ لن يعبر عن حجم الجهد المبذول..
أشكر مين ولا مين.. أشكر على إيه ولا إيه..
ولكننى لا أملك إلا الشكر..
أشكر كل من يعمل فى الجوهرة..
أشكر كل من بدأ معنا..
كل من بدأ واستمر..
كل من بدأ معنا وتركنا لمكان آخر..
كل من معنا اليوم..
أشكركم وكأننى لا أتوقف عن الشكر حتى نهاية هذا الحفل..
لو كان الأمر بيدى لشكرت كل واحد من الزملاء.. فرداً فرداً..
أرى أمامى عدد ممن بدأوا معنا فى أولى المراحل..
أرى أحمد بدر.. وعادل شقران.. ومحمد وديع..
من خلالكم أشكر الجميع..
أشكر الموزعين.. شركاء النجاح (......)
عهد أن تكون الجوهرة على قدر المسئولية تجاه استحقاقات كل فرد فيها..
ولكن الشكر على عموميته فى بعض الأحيان لا يحقق الغرض..
يحتاج منا الأمر إلى توجيه شكر خاص لأشخاص بعينها..
المرحوم حاتم صبرى كان نموذجاً متفرداً من الصناعيين المصريين..
يُعَرَّف على أنه "آخر رجال المدرسة الكلاسيكية للصناعة المصرية"..
لو كان القدَّر أمهله لكان هو من يقف أمامكم اليوم.. ليس أنا..
هو الذى كان يستحق ذلك..
بنى حاتم صبرى بسواعده وأعصابه الجوهرة منذ البداية..
ثم انتهى من التوسع الأول..
وفى ليل يوم عصيب كان عائداً إلى منزله بعد منتصف الليل من السادات..
فكانت الحادثة التى أودت بحياته وزميله حسين محرز.. فخر الشباب..
حسين محرز كان من الرعيل الأول لخريجى قسم الهندسة الميكانيكية فى الجامعة الأمريكية..
أياً كان النجاح الذى حققناه فى مجموعة عز الصناعية.. فإنه كان سيكون أسرع لو كان حاتم بيننا
نجاح أكبر.. طعمه أحلى..
التحديات أمام ابتسامته الواثقة كانت أسهل فى التغلب عليها..
رحم الله حاتم صبرى.. أبداً لن ننساك يا حاتم..
ختاماً.. هذا الكتالوج الذى فى يدى يلخص رحلة الربع قرن الماضية..
أفتخر بهذا المنتج.. أتصفحه مرات ومرات..
فوجئت بمستوى التصميم والإنتاج..
يبدو أننى غبت عن الجوهرة فى أجازة إجبارية طويلة..
حقاً.. إذا ما كانت الجوهرة كذلك.. فبالتأكيد صناعة بلادى بخير..
ستبقى الجوهرة هكذا دائماً كأنها سيدة جميلة حسناء..
أعنى بذلك كل سيدة مصرية فاضلة محترمة حولها وقار..
تنظر إليها من بعيد فترى الجمال والرونق والسحر والبهاء..
ثم تعود بعد عام، وتنظر إلى نفس الوجه وتجده إزداد جمالاً وإنفراداً وسحراً..
هكذا الجوهرة.. السيدة الجميلة التى تزداد جمالاً وتألقاً يوماً بعد يوم.. وعام بعد عام..
كل 25 سنة وأنتم طيبين..
ليكن اليوم هو نهاية البداية..
وبداية ربع قرن جديد من الابتكار.. والعرق.. والإنتاج.. والنجاح..
وسوف يأتى أن شاء الله يوم تجتمع فيه الجوهرة ونحن معها.. أو من يأتى بعدنا..
ولكن حتماً ستجتمع لتحتفل بالخمسين عام..
كل عام وأنتم بخير..
أحمد عز مع المدعوين خلال الحفل
موضوعات متعلقة :
شاهيناز النجار تنشر صورا لها برفقة زوجها رجل الأعمال أحمد عز
بالصور.. ننشر كلمة أحمد عز فى الاحتفال بمرور 25عاما على إنشاء سيراميكا الجوهرة..رجل الأعمال يشارك بصحبة زوجته شاهيناز النجار ويلقى محاضرة عن الاقتصاد ويؤكد: "مبارك شفاه الله كان يروج لفكرة صنع فى مصر"
الخميس، 20 نوفمبر 2014 06:47 م
رجل الأعمال أحمد عز يلقى كلمة خلال حفل سيراميكا الجوهرة