تابعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية التطورات التونسية، وتحدثت عن الدرس الذى تعلمه الإسلاميون فيها فى الحكم.. وقالت إنه بعد سنوات من بدء الربيع العربى، فإن تونس هى الدولة الوحيدة التى استطاعت أن تطيح بديكتاتور وتبنى ديمقراطية، وسيتوجه التونسيون غدا لمراكز الاقتراع فى الجولة الثانية من الانتخابات الوطنية ليختاروا رئيسهم بعد إجراء الانتخابات البرلمانية الشهر الماضى.
إلا أن هزيمة الإسلاميين فى انتخابات البرلمان تعكس الاستياء الواضح، مما أسفرت عنه الديمقراطية. فقد كان راشد الغنوشى، زعيم حركة النهضة، رمزا للإسلاميين فى المنطقة الذين صعدوا إلى السلطة بعد الثورات، وأملوا فى إحداث تحول فى بلدانهم التى يحكمها مستبدون علمانيون.. إلا أن الحكومة التونسية كافحت لاحتواء الإرهاب وإنعاش الاقتصاد والفوز على مجتمع شديد العلمانية.
كما أن الاستقرار السياسى فى تونس هو بالكاد مضمون، حسبما تقول الصحيفة. فالمرشح الأبرز فى الانتخابات الرئاسية هو الباجى قائد السبسىى، عمره 87 عاما، وعمل فى الحكومات السلطوية التى سبقت الثورة. وقد فاز حزبه العلمانى القوى فى الانتخابات البرلمانية. ورغم أن السبسى يراه كثيرون شخصية معتدلة. فإن الإسلاميين يشعرون بالقلق.
ونقلت واشنطن بوست عن رضوان المصمودى، الناشط التونسى الأمريكى، الذى كان مؤيدا للغنوشى قوله إنه يخشى لو أن السبسى فاز بالرئاسة، ستكون اللعبة قد انتهت. وسيكون النظام القديم بالأساس هو المتحكم فى كل شىء.
ورصدت الصحيفة صعود الإسلاميين إلى الحكم فى تونس بعد الثورة، بعدما عاد الغنوشى من منفاه ليكتشف أن الحكم أصعب بكثير مما كان يتخيله. وقد ذكر هذا بنفسه عندما قال إن الواقع أكثر تعقيدا من أى نظرية.
وسعى النهضة خلال حكمه إلى تهدئة شكوك الرأى العام إزاء الحزب الإسلامى فشكل ائتلافا من حزبين علمانيين صغيرين، وتعهد بعدم فرض الحجاب أو تقييد حقوق المرأة. وفى عامه الأول فى الحكم وصلت مبيعات البيرة فى تونس إلى مستويات قياسية.
إلا أن التحدى الأكبر أمامه لم يكن العلمانيين، بل إن حرية التعبير سمحت للإسلاميين المتطرفين باللجوء إلى المساجد والدعوة إلى العنف والتعصب. فأخذت الحكومة على حين غرة، وقال الغنوشى إنهم أنفسهم كانوا ضحايا السجن والحبس. ولم يكن سهلا عليهم أن يرسلوا آخرين إلى السجن.
وبعد هزيمتهم فى الانتخابات البرلمانية، قضى إسلاميو تونس الأسابيع القليلة الماضية فى اجتماعات لضمد جراحهم والقلق بشأن مستقبلهم. وكان النهضة قد قرر قبل أشهر ألا يطرح مرشحا رئاسيا، خوفا من أن يكتسح البرلمان والرئاسة فيثير غضب معارضيه. والآن ربما يتم استبعاده تماما من الحكومة.
لكن مع حصول الحزب على 68 من مقاعد البرلمان البالغ إجمالى عددها 217، فإن المعارضين أنفسهم يعتقدون أن الإسلاميين سيكونون قوة سياسية كبرى.
ويعترف الغنوشى أن النهضة ارتكب بعض الأخطاء، لكن طالما بقت الديقراطية، فإن حزبه يستطيع أن يتعافى، كما يقول. وخلص زعيم النهضة قائلا: "لو تقارنا بما حدث فى الدول المجاورة، فإننا نعيش أفضل وضع فى العالم العربى".
الصحيفة
واشنطن بوست: الإسلاميون بتونس يتعلمون الدرس الصعب فى الحكم
السبت، 22 نوفمبر 2014 12:12 م
صناديق انتخابات – أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة