• أحب السادات وأؤيد "كامب ديفيد".. واختلفت مع أنور عكاشة عندما كتب جملة ضدها على لسانى فى "ليالى الحلمية".. وجمهور السينما محدود ومعروف عايز إيه وأنا مش هجرى وراه.. واتجهت للدراما بعد إصابتى بالاكتئاب بسبب "أفلام المقاولات"
يعرف النجم الكبير يحيى الفخرانى أن الفن الأصيل يظل خالدا، والفن الزائف يزدهر يوما أو عاما ثم يختفى، لذلك ينتقى موضوعاته بإحساسه وأعصابه، ويقدمها لجمهوره فى مسلسل، أو عرض مسرحى، أو فيلم سينمائى.
فى حواره مع «اليوم السابع» يتحدث «إمبراطور الدراما»، عن رحلته الفنية التى تقترب من نصف قرن، ولقائه الأول بالرئيس الأسبق حسنى مبارك، ويفصح عن حبه للرئيس الراحل أنور السادات، ويعلن اهتمامه بمتابعة أعمال صديقيه الزعيم عادل إمام، والساحر محمود عبدالعزيز.
النجم يحيى الفخرانى
فى سبعينيات القرن الماضى خلعت ثياب الطبيب وقررت الاتجاه للتمثيل.. بعد هذه الرحلة التى ربما تكون قد جمعت بين الدمعة والابتسامة والهزيمة والنصر.. كيف يستعرض يحيى الفخرانى تاريخه الفنى؟
- دائما أقول «الحمد لله»، وكم شاهدت على مسرح حياتى من أحداث بعضها عظيم، والآخر أقل عظمة، لكن يبقى فى النهاية صدق الإنسان مع ذاته هو الدافع الأول للنجاح، والتوفيق من عند الله سبحانه وتعالى، حيث ألهمنى باتخاذ القرار المصيرى فى حياتى، والذى يتمثل فى الابتعاد عن مهنة الطب والتركيز فى التمثيل، رغم صعوبة تلك الفترة من الناحية المادية، حيث كان راتبى من مهنة «الطب» يدعمنى فى المعيشة، لكن وقتها تولّد بداخلى إحساس «أنى مانفعش أكون موظف»، وظل هذا الإحساس يتزايد يوما بعد يوم، إلى أن قررت التفرغ للتمثيل والفن، وهذا القرار أراحنى كثيرا و«بسطنى» أكثر.
شهدت مرحلة الثمانينيات تألقك سينمائيا بتقديمك الفيلم السياسى والاجتماعى والكوميدى.. وفى الـ10 سنوات الأخيرة اقتصرت على تقديم الأعمال الدرامية التى حققت نجاحا كبيرا.. بماذا تصنف نفسك الآن.. نجما سينمائيا أم تليفزيونيا؟
- أصنف نفسى على أننى «ممثل»، وأعترف أنى ذهبت للدراما التليفزيونية بعد حالة الملل التى عانيت منها، عندما كانت تعرض علىّ نصوص سينمائية لا ترضينى، خلال فترة أفلام المقاولات التى انتشرت فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، ومازالت موجودة إلى الآن، وفى تلك الأيام أصبت باكتئاب شديد، ووقتها رفضت أعمالا كثيرة جدا، ثم جاءنى سيناريو سهرة تليفزيونية بعنوان «الرهان» من إنتاج التليفزيون المصرى، وإخراج أحمد صلاح الدين، وفور عرضها على التليفزيون تلقيت اتصالا هاتفيا من المخرج محمد فاضل والنجم محمود مرسى، يشيدان بالسهرة وبأدائى فيها، ووقتها اقتنعت تماما أنه «لا يصح إلا الصحيح».
كيف يدير يحيى الفخرانى موهبته الفنية.. خصوصا أن هناك بعض النجوم يستسلمون لفكرة الأكلاشيه الثابت الذى لا يتغير فى أعمالهم؟
- لا أحب تفضيل فنان على آخر، لأنه ببساطة «مفيش ممثل زى التانى»، وبالنسبة لى «أهم شىء جودة النص الذى أنوى تقديمه»، ولابد أن يرضينى قبل الجمهور، وأرى أن السعادة والمتعة الحقيقية تأتى من التفوق على الذات فى تقديم الأدوار الصعبة والمركبة، وأنا أعشق مهنة التمثيل، ودائما أتساءل مع نفسى «هل قدمت شيئا يستحق المشاهدة وبذلت مجهودا أم لا».
يحيى الفخرانى يتوسط الناقدة السينمائية علا الشافعى والعباس السكرى
هل فترة انقطاعك عن السينما هى السبب وراء قبولك دورا ثانيا بفيلم «حب فى الزنزانة» مع عادل إمام وسعاد حسنى؟
- كان من الصعب أن ألعب دورا ثانيا عندما عرض علىّ هذا الفيلم، لأنى قدمت من قبله بطولات مطلقة منها فليما «رحلة الشقاء والحب»، و«الغيرة القاتلة»، لكن قصة هذا العمل تعود إلى أن مخرجه محمد فاضل، حيث كنت أشعر تجاه هذا المخرج بإحساس خاص يتمثل فى «أن له فضلا كبيرا علىّ»، بعد نجاح مسلسل «صيام صيام»، وهو قال للمنتج أريد يحيى الفخرانى فى العمل، وكان معى عادل إمام وسعاد حسنى، وهذا لم يؤثر على مسيرتى السينمائية وقدمت بعدها بطولات مطلقة، منها «الأوباش» مع هالة فؤاد، و«نص أرنب» مع سعيد صالح، و«10 على 10» مع مديحة كامل، وغيرها.
على ذكر اسم الراحل سعيد صالح كيف ترى موهبته الفنية؟
- أضع الراحل سعيد صالح فى مرتبة خاصة من الكوميديا، وتعاونت معه فى فيلم «نص أرنب» وشاركنا بطولته محمود عبدالعزيز، وبرأيى الشخصى سعيد صالح كان أفضل ممثل فينا، ومتميزا جدا، وهو ضحية شركات الإنتاج لأن «محدش أدار موهبته وهو معرفش يدير نفسه».
ألم ينتابك شعور بالغيرة ذات مرة بسبب المنافسة أمام شباك التذاكر؟
- لا، والشىء الذى حمانى من هذا أننى لم أسع وراء المال، ولا وراء المجد والشهرة، وكنت أشبع رغبتى بالفن الجيد، وأشعر بسعادة لأنى قدمت عملا جيدا، وعندما أتفق على عمل لا أشترط الأجر، لكن أسأل عن تكلفة العمل ليخرج على أعلى مستوى.
ما الفيلم الذى قدمته ويحلو لك متابعته وأنت جالس فى منزلك وتشعر بالفخر أنك قدمته؟
- برأيى يجب على الفنان أن يكون بلا قلب، وأن يتناسى نجاحاته تماما، لأنه لو علق بذهنه نجاح معين يتوقف إبداعه %100، لكن فى بعض الأوقات يحلو لى أن أشاهد بعض الأفلام التى أستشعر أنها تستمر إنسانيا مع الناس، كفيلمى «عودة مواطن» و«خرج ولم يعد» اللذين لم ينجحا فى السينما وقت عرضهما، لكنهما حققا نسب مشاهدة مرتفعة جدا عند عرضهما على الفضائيات، بخلاف فيلم «الأوباش» الذى ظل موجودا فى دور العرض على مدى 28 أسبوعا، فى وقت لم يكن يمكث فيه عمل سينمائى طوال هذه المدة فى دور العرض، ورغم هذا، عندما نقيّم نجد أن الأشهر جماهيريا فيلم «خرج ولم يعد»، وأكرر قيمة العمل أهم، ودائما أنظر للناس، لأنى أبدأ تصوير الفيلم وأنا على علاقة عاطفية به إلى أن تنتهى علاقتى معه.
الفخرانى يبتسم أثناء الحوار
متى اتخذت قرارا بأن يصبح لك عمل درامى على الشاشة كل عام؟
- لم يكن قرارا، لكن المسألة «جات كده لوحدها»، وكنت أشعر أن الدراما بها «ثقل» أكثر من السينما، وفى بعض الأحيان كنت أختار أعمالا لا يميل لها جمهور السينما، لأن جمهورها محدود، و«معروف عايز إيه»، وأنا لن أجرى وراء هذه الشريحة لأن ما يشغل بالى هو الموضوع الذى يصل للناس، ولكل شىء جمهوره، وإلى الآن أتمنى تقديم عمل سينمائى، وأعتقد أن العمل الوحيد الذى أنوى تقديمه كسينما هو مشروع «محمد على» ولن أقدمه للتليفزيون، وعند انشغالى بعمل محدد لا أستطيع التفكير فى غيره.
تشغلك مسألة توقيت عرض العمل.. وهل تشترط على المنتج عند تسويق المسلسل عرضه فى توقيت معين ليحظى بنسب مشاهدة عالية؟
- أبدا، فى نظرى ويقينى أن العمل هو الأهم والأبقى، وعندما انتقلت من منزلى القديم لمنزلى الحديث، كتبت على بعض الجوائز التى حصدتها خشية الضياع و«يبقى العمل هو الأهم»، ومما يدلل على كلامى، أننى كنت ضيفا عند مجموعة من الأصدقاء، وبمجرد وصولى للمكان المخصص للقاء حكى لى أحدهم أن هناك رجلا جاء خصيصا عندما علم بحضورى، وما إن رأيته حتى أقسم لى هذا الرجل أنه شاهد مسلسل «الخواجة عبدالقادر» 16 مرة بعد عرضه فى رمضان 2012.
ترى أن عامل اختيار النص هو الفرق بينك وبين أبناء جيلك؟
- أهم شىء الصدق مع الذات، وعلى المستوى العالمى فى «كده وفى كده»، والمنافسة فى رمضان ليست من صُنع الفنان ولكنها من صنع الجمهور والإعلام، لأنهم دائما يهرعون خلف المنافسة وترتيب المراكز، والناس تميل إلى هذا الصراع، لدرجة أننى فوجئت بمقارنات تعقد بين المخرج رامى إمام والمخرج شادى الفخرانى، رغم أن كلا منهما يمتلك مواصفات خاصة تختلف عن الآخر، بمعنى أن «هذا تركيبة وذاك تركيبة»، وأنا من أكثر الناس الذين يميلون لمشاهدة عادل إمام لأنه نجم كبير جدا و«بنبسط» من أعماله بدرجة كبيرة، لأنه «فنان تحب تتفرج عليه»، وأيضا محمود عبدالعزيز أحب متابعة أعماله، وكل فنان له طريقته المختلفة عن الآخر، وأعتقد أنى لو حاولت أفعل مثل عادل إمام «هسقط»، وكذلك هو لن يحاول أن يقلدنى، والقمة لابد أن تتسع للجميع، لأنها لو لم تتسع «هتسقط كلها»، ودائما ينتابنى شعور بالسعادة لأن هؤلاء النجوم يقدمون أعمالا فى شهر رمضان، ويغمرنى شعور بالطمأنينة أن هناك مسلسلات جيدة، لأنه «لازم تكون الشاشة منورة».
الفخرانى ينصت أثناء طرح الأسئلة
البعض عاب على مسلسلات رمضان الماضى رصد الواقع كما هو بسلوكياته وطالبوا أن تكون الأعمال أكثر حشمة.. ما رأيك؟
- لا، لست أرى هذا أمرا جيدا، الفنان لديه ضمير وطنى ومجتمعى، وما حدث فى مسلسل «سجن النسا» مثلا يقتضى ذلك، لأنهن سجينات فكيف يتحدثن؟ وبرأيى أن الفنان أقوى مائة مرة من الرقابة لأن الرقيب موظف، أما الفنان فيرصد واقع مجتمعه.
هل تخشى على الإبداع؟
- لا، لست قلقا على الإبداع، وأثق تماما أن المجتمع نفسه سيرفض كل «شىء فج»، وأنا كفنان أمثّل مجتمعى، ولو ضربت مثلا بمسلسل «الليل وآخره» عندما كانت النجمة الراحلة هدى سلطان تجسد شخصية «أمى» كان لابد أن احتضنها لغيابى عنها فترة تبعا لسياق الأحداث، أو مثلا فى مسلسل «دهشة» يسرا اللوزى تجسد شخصية «ابنتى» فلا مانع من أن أحتضنها إذا تطلب المشهد.
هل تتحمل الدراما المصرية وزر زيادة أعمال العنف و التحرش فى المجتمع؟
- لا، مطلقا، بالعكس التليفزيون والسينما لا يخترعان، بل يطرحان واقعا نعيشه، والعشوائيات موجودة بالفعل فى المجتمع، ولو صنع مخرج سويسرى فيلما عن العشوائيات فى سويسرا مثلا فلن يصدقه أحد.
لكن هناك أصواتا تحمّل الفن أكثر مما يحتمل!
- بكل صراحة لو كان الفن «موجها» فإنه سيسقط، ولو شعر المشاهد بهذا فسيترك العمل على الفور، ولن يتابعه.
دائما ما ترسخ فى أعمالك فكرة الاستغناء.. لماذا؟
- الاستغناء مبدئى فى الحياة، ولا أميل إلى التشبث بالشىء أكثر مما ينبغى، بمعنى أنى «لو أحببت شيئا لدرجة أنى لم أستطع الاستغناء عنه أقلق»، ولابد أن نعى أن هناك حدودا للشىء المرغوب.
هل قدمت أعمالا من باب المجاملة؟
- لا، لم أصنع أعمالا من باب المجاملة، ولا أستطيع أن أجامل فى الفن، لكن يمكن أن تكون هناك مجاملات فى المطلق من باب الأدب، وليس من باب النفاق.
الفخرانى ديكتاتور فى الاستوديو؟
- لست ديكتاتورا، لكن أحب النظام فى العمل والانضباط بدرجة كبيرة بمعنى «أننا لو بدأنا تصوير الساعة 8 يعنى 8»، وهناك بعض زملائى فى العمل كان ينتابهم إحساس بالضيق من هذا الانضباط، لكن الآن «أحبوا الحكاية لأنهم أدركوا أن النظام شىء مهم ويساعد على إنجاز العمل وتقليص ساعات التصوير»، وكذلك فى المسرح فموعد رفع الستارة عندى مقدس، لا يمكن تأخيره مهما حدث، ولو تأخر الممثل نضطر لإلغاء العرض، وأكرر أحب النظام لأن مهنتنا «فاكة»، ولابد أن تحاط بنظام عسكرى «علشان تبقى طالعة كويس».
متى يعود يحيى الفخرانى لتقديم الدراما الاجتماعية ذات الطابع الكوميدى؟
- أتمنى تقديم عمل لايت كوميدى اجتماعى، على غرار مسلسلاتى مثل «عباس الأبيض» و«سكة الهلالى» وغيرهما.
نظرة تفكير شاردة من النجم الكبير
هل من الممكن أن يجمعك عمل مع نجوم جيلك نور الشريف ومحمود عبدالعزيز؟
- بالطبع أوافق على تقديم عمل يجمعنا معا، بشرط جودة النص، لأنه من المستحيل أن يقبل أى منهم أن يصنع عملا تافها أو مجرد من تناول قضية.
ارتبط اسمك بالراحلين أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبدالحافظ.. حدثنا عنهما؟
- صديقى الأقرب أسامة.. وإسماعيل كان يحبنى جدا، لكنى كنت مرتبطا بأسامة أكثر، بصرف النظر عن اعتذارى له عن عدم قبول بعض الأعمال، وهناك ارتباط من نوع خاص يجمع بين المؤلف والممثل، لأن المؤلفين يحبون «اللى بيقولوا كلامهم».
مع أنك لست محسوبا على الناصرية لكنك تجاوبت مع أفكار الكاتب الناصرى أسامة أنور عكاشة؟
- بصراحة أنا بحب الرئيس السادات وكنت مؤيدا لاتفاقية كامب ديفيد، وأسامة أنور عكاشة كان ضدها، ومع ذلك كنا صديقين، وفى مسلسل «ليالى الحلمية» كتب جملة على لسان بطل العمل «سليم البدرى» الذى جسدت شخصيته، ضد كامب ديفيد، واعترضت وقتها على الجملة، وأسامة قال لى: «لابد أن تنطقها»، وفعلا نطقتها بأداء يوصل المعنى الذى أريده، من غير أن يحدث تغيير فى الجملة.
ما أقرب الشخصيات التى جسدتها إلى قلبك؟
- دائما تكون آخر شخصية، وتظل معى إلى أن أبدأ المشروع الجديد.
هل يراودك إحساس بالرغبة فى مزاولة مهنة الطب؟
- لا، لم يعد هناك مجال لممارسة الطب، والتمثيل الحب الأكبر.
حدثنا عن لقائك بالرئيس الأسبق حسنى مبارك الذى جاء قبل الثورة بعام؟
- هذا اللقاء يعد الأول الذى جمعنى بالرئيس الأسبق مبارك فى حياتى، حيث ذهبت مع وفد من الفنانين عام 2010 وسألته عن التوريث وقال لى: «والله أبدًا»، وتأكدت وقتها أن ذهنه يقظ.
لو برأ القضاء الرئيس الأسبق من تهم قتل المتظاهرين وخرجت أصوات تقول «زمن مبارك راجع».. كيف ترد عليهم؟
- هذا الكلام كله مقصود، وأعده غفلة وجهلا، و«مفيش حاجة اسمها كده»، وأشبهه بشخص لم ير من مسلسلى الأخير «دهشة» سوى مشهد واحد ويقولك «إيه ده اللى أنت عملته».
بحسك الفنى ما الشىء الذى تحتاجه مصر فى الوقت الحالى؟
- مصر فى هذا التوقيت بحاجة إلى رجل مثل محمد على باشا، وللأسف «الزمن مش مساعد السيسى زى محمد على»، ورغم صعوبة الظرف فإننى متفائل جدا، وهذا لا يمنع أنى عندى تخوف من أعداء الوطن فى الداخل والخارج، والسيسى أذكى من المطبلاتية، وأعتقد أنه يفهمهم جيدا، وهو «معندوش رفاهية الفشل»، لذلك انتخبته، وبدأ فى تنفيذ تجاربه بمشروع قناة السويس، ويتحتم علينا الوقوف بجواره، «علشان محدش يقدر يضربه».
لكن البعض بدأ يشعر بالضغط من ارتفاع الأسعار؟
- إن لم يستغل الرئيس السيسى حب الناس وشعبيته فى هذه الفترة وضغط عليهم على غرار المثل القائل «حبيبك يبلعلك الزلط»، فلن نتقدم، وكله لمصلحة الوطن، والعقلاء لابد أن يتفهموا ذلك الأمر جيدا.
بعيدا عن السياسة والفن.. ما الاختلاف بينك وبين زوجتك الدكتورة لميس جابر؟
- الفرق بيننا يكمن فى طريقة التفكير، وبصراحة هى قارئة تاريخ جيدة، وتستطيع تحليل الواقع كما ترى، و«بتبقى حاسة بكل ما تكتبه».
هل عرضت عليها التوقف عن الكتابة بعد عمليات الهجوم الممنهجة؟
- هى امتنعت عن الكتابة بسببى، عندما بدأوا يسبوننى بألفاظ نابية، لكننى أتذكر أنى حذرتها قائلاً: «الموجة عالية واوعى التيار»، وهذا فى عز سطوة نفوذ الإخوان، وعندما استيقظت صباح اليوم التالى قالت لى: «لو ماكتبتش هموت»، قلت لها: «مادامت هذه رغبتك وقرارك فتحملى عواقبه»، وبعدها انهالت الشتائم علينا بشكل فظيع.
الفخرانى وخلفه مكتبته العامرة بالمؤلفات
ما أوجه الشبه بينكما؟
- نحن مختلفان تماما فى التركيبة، مثلا أنا مواعيدى بالثانية وهى مواعيدها «بايظة»، والمفترض لا نبقى متشابهين، والشىء الذى يجعل العلاقات الأسرية تدوم بشكل طويل المعاملة الطيبة، والتخلى عن الأنانية، وليس الحب وحده.
هل تشاركك فى اختياراتك الفنية؟
- كنت فى الماضى عندما أقرأ عملا ولا أستريح له، أطالبها بقراءته، لكن نظرتها للأشياء مختلفة، ومن الممكن أن ينال السيناريو إعجابها ولا ينال إعجابى.
جاملتها عندما قدمت فيلمك السينمائى «مبروك وبلبل»؟
- لا، لم أجاملها وطوال عمرها كانت تكتب منذ أيام الجامعة، لكنى لم أكن من قرائها، وأعرف أنها تمتلك موهبة الكتابة، وقرأت المعالجة السينمائية للفيلم واستمتعت بها جدا، لذلك قدمته.
مع تطور الزمن وانتشار التكنولوجيا.. هل فكرت فى مواكبة العصر بالانضمام لموقعى التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر»؟
- لا أمتلك صفحات شخصية على موقع «فيس بوك»، وهناك من تطوع وأنشأ لى صفحة خاصة تحمل اسمى، واشترطت عليهم أن يستشيرونى فى أى شىء يتم نشره بها، وأخبرونى أنهم لن يضعوا عليها منشورات سوى أعمالى الفنية فقط، فوافقت.