عثر علماء آثار يمنيون على محراب تاريخى بجامع الأشاعرة بمدينة زبيد التاريخية باليمن، وذلك خلال الحفريات التى يقوم بها الصندوق الإجتماعى للتنمية لتدعيم أساسات جدران الواجهة الجنوبية للمئذنة.
وأوضح تقرير لوزارة الثقافة اليمنية، صادر اليوم لثلاثاء، أن المحراب عثر عليه على عمق 2,7 متر تحت مستوى أرضية الرواق الجنوبى للجامع بارتفاع 1,70 متر وعرض 67 سنتيمترا وعمق 40 سنتيمترا ويزين المحراب زخرفة تشبه المحارة كما توجد حلية على شكل شريط زخرفى ملون بالمحراب الذى يعود إلى فترة الدولة الرسولية.
وقالت أروى عثمان وزيرة الثقافة إن "ما تم اكتشافه فى جامع الأشاعرة فى مدينة زبيد التاريخية يمثل إضافة هامة لآثار البلد و تراثه الحضارى الإنسانى كما يعد قيمة تضاف إلى مدينة زبيد ذات التاريخ الإسلامى.
وأوضحت أن المحراب المكتشف سيحظى بالدراسة والبحث لمعرفة كثير من التفاصيل التى ستكشف عن معلومات هامة تخدم البحث العلمى التاريخى فى اليمن.
يشار إلى مدينة زبيد لها أهمية تاريخية وأثرية وكانت عاصمة لليمن من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر الميلادى ولها أهمية عربية وإسلامية بفضل جامعتها الإسلامية وتتبع محافظة الحديدة على البحر الأحمر.
أما جامع الأشاعرة فيقع بالقرب من سوق زبيد ويرجع تأسيسه إلى الصحابى الجليل أبو موسى الأشعرى فى سنة 58 هجرية 629 ميلادية، وبذلك يعد هذا الجامع من المساجد الأولى التى تحظى بمكانتها الروحية والتاريخية ثم قام بتوسيعه الحسين بن سلامة وتعهده سلاطين بنى رسول بالعناية والتجديد، ولكن أهم الإضافات التى تمت فيه كانت فى عهد بنى طاهر على يد الملك المنصور عبد الوهاب بن داود سنة 891 هجرية وظل الجامع على وضعه الحالى حتى اليوم.
ويوجد بالجامع الذى يعد جامعة إسلامية عدد كبير من المنشآت من أهمها مدرسة الأشاعر فى الجهة الغربية ومكتبتان كانتا تضم مخطوطات نادرة ومقصورة للنساء.
كما احتوى الجامع على كرسى من خشب كان مخصصا لقراءة الحديث النبوى الشريف وما زال موجودا فى رواق القبلة إلى اليوم منذ تاريخ صنعه فى عام 927 هجرية.