ما أجمل وأروع أن تنظر إلى نفسك بهيبة، وتحاول أن تحافظ على ذلك الشعور بمزيد من الأشياء التى تزكى بها نفسك، دع أعمالك تكون خير دليل على شفافيتك من الداخل، فكن راقيا فى تبنى واحتضان أفكارك وما تنجزه من مهام، كن شجاعاً فى كل خطوة تخطوها وحدث نفسك أنك تستحق مكانة أفضل مما أنت عليه الآن بقين يشعرك بالثقة المطمئنة، حتى تتوج ذاتك بنجاحات متتالية.
فى نفس الوقت لا تجعل ثقتك زائدة عن حدها وإلا كانت وبالاً عليك، بل قد تهدد حياتك بمخاطر قد لا تستطيع مواجهتها، ابحث عن ثقة تشع نورا ورحمة ومودة لا غطرسة ولا احتقاراً. تشعر بقيمة نفسك أيضاً عندما تختلف مع الآخرين أو يرفض لك عملاً ما، فيرفضون وهم يحترمونك على ثقتك بنفسك، فأنت من تصنع هذه الثقة ويستشعرها من حولك كون من يقترب ويتعامل معك يدرك حقيقة الأرض الصلبة التى تقف عليها ومدى الثبات والرقى المشع من لآلىء ذاتك، أنت من يحدد هذه القيمة بداخل من يتعامل معك ويقدرك حق التقدير لهيبة نفسك.
أى شيء فى الحياة يتحدد سعره على جودة وفعالية المنتج وهذه الثقة لا تأتى من فراغ، كذلك أنت قدم أفضل ما عندك لأنك بكل بساطة تقدم أعمالك وأفعالك وهى التى تحدد سعرك لذلك ضع لنفسك سعراً مرتفعاً ولا تتردد وارتقى إليه لتكون جديراً به دائماً. يتطلب منك ذلك إيمانك بنفسك وقدراتك، فعليك أن تتصرف بشكل يليق بك ولا يفقدك احترامك وبالأحرى أمام نفسك وخاصة فى وحدتك ولا تتهاون معها أكثر من اللازم بل عزز تلك الثقة فأيمانك بأشياء عظيمة والأخذ بمبدأ الأسباب والنتائج ويقينك بما تؤمن به، فلابد أن يشع ما بداخلك من إيمان ونور إلى الخارج ويخلق لك هالة من الهيبة والثقة الضرورية لك وهذا الإشعاع سوف يستشعره من حولك وينعكس عليهم، لأنك مصدر ثقة فى أقوالك وأفعالك وخطواتك ونجاحاتك.
وما أروع أن تشعر بقدراتك وإمكانياتك وبثقتك فى ذاتك عندما يشك فيك الآخرون، فكم من بشر كانوا ذو قدرات محدودة وهذا ما كان يراه الآخرون فيهم، ولثقتهم فى الإشعاع الذى لا يهدأ بداخلهم وعدم توقفهم عن المحاولة قدموا نجاحات باهرة لأخذهم بأسباب الثقة والنجاح، ولم يلتفتوا إلى تفاهات الغير بل كانت حافزاً رهيباً بداخلهم لتحقيق أهدافهم. يقول براين تريسى: "الثقة بالنفس هى عادة، يمكنك أن تنميها، عبر التصرف كما لو كنت تملك بالفعل، الثقة التى ترغب فى الحصول عليها".
ومما يشعرك بالثقة إيمانك بالآخرين وبانجازاتهم وبالتقرب منهم والتودد إليهم بما يرفع من قدرك وشأنك لا أن يكون تودد مزيف يفقدك ذاتك واحترامك أمام نفسك، أنت تخلق لنفسك طاقة ايجابية تحاول بها أنت فى دائرة الضوء مثلهم، لذلك احذر القوة السلبية التى بداخلك والتى تدفعك إلى أفعال لا تليق بك من حقد وحسد تجاه من حققوا نجاحات باهرة، بل قد تفقدك الثقة التى بداخلك كلية. وإذا كنت تخشى الانتقادات فثق أنك لن تكون شيء يذكر، فالعقول العظيمة لا تؤمن بأمنيات فقط بل بأهدافها وبالرغبة المشعة بداخلهم وما يصادفهم من عقبات ومعوقات هو ثمن لابد من دفعه لإنجاز ما يؤمنون به، فكل خطوة يخطوها تجعلهم يبقون على قيد الحياة بصورة أفضل وأجمل.
ابحث عن الثقة الهادئة الرزينة التى تقدم بها نفسك للآخرين والتى تتناسب مع إمكانياتك، والتى تعكس جوهرك ولآلئ ذاتك.
عصام كرم الطوخى يكتب: قدرات محدودة ونجاحات باهرة
الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014 12:11 م
ورقة وقلم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة