قرية يونانية: اكتشاف مقبرة الإسكندر الأكبر مثل اكتشاف النفط

الأحد، 30 نوفمبر 2014 01:21 م
قرية يونانية: اكتشاف مقبرة الإسكندر الأكبر مثل اكتشاف النفط مقبرة – أرشيفية
أمفيبوليس (د ب أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعد اكتشاف مقبرة رخامية ضخمة تعود لعصر الإسكندر الأكبر بالنسبة لمئتى نسمة يعيشون فى قرية أمفيبوليس الجبلية النائية، من بشائر الشهرة والثروة.

ويتحرق سكان القرية المسنون شوقا كل يوم أثناء جلوسهم فى المقهى الوحيد بالقرية لمعرفة أخبار من علماء الآثار العاملين فى مكان قريب، عن صاحب هذه المقبرة الغنية بالزخارف، والتى تعد أكبر مقبرة تكتشف فى اليونان حتى الآن، والشخص الذى بنيت من أجله.

ولأن الإثارة الناتجة عن هذا الاكتشاف الأثرى، الذى يعد حاليا فى شهره الرابع، كانت هائلة فقد حازت على تغطية حية كبيرة من قبل وسائل الإعلام المحلية.

ويقول ديميتريس بيكوس البالغ من العمر "83 عاما" مشيرا إلى تلة رملية تحتوى على ما تبقى من أطلال أمفيبوليس القديمة: "الأمة بأكملها على علم بتطورات أعمال التنقيب الأثرى ولكننا عادة ما نكون أول من يعرف - بعد علماء الآثار بالطبع".

ويضيف بيكوس "أن المقبرة كبيرة للغاية لذا فإنها لا يمكن أن تعود إلى شخصية غير ملكية - كل شخص فى القرية يعتقد أن الإسكندر الأكبر دفن هنا - إن الأمر يبدو كما لو أننا اكتشفنا نفطا".

وعلى الرغم من كونها قرية صغيرة حاليا، إلا أن أمفيبوليس، كانت فى العصور القديمة بسبب ثروتها الهائلة من احتياطيات الذهب، تعد إحدى المدن الكبرى فى مملكة مقدونيا الخاضعة لحكم الإسكندر الأكبر.. واعتاد الإسكندر على استخدام ميناء المدينة كقاعدة لانطلاق سفنه لغزو بلاد فارس وآسيا وشمال شرق أفريقيا.

ويعود موقع الدفن، الذى يقع على بعد 100 كيلومتر شرق سالونيك، إلى أواخر القرن الرابع قبل الميلاد، ويبلغ طول الجدار الرخامى المحيط بالمقبرة 500 متر، مما يجعل من مقبرة والد الإسكندر الأكبر فيليب الثانى، فى بلدة فرجينا، غربى سالونيك، ضئيلة الحجم مقارنة بالمقبرة المكتشفة.

وحفر فريق من علماء الآثار طريقه خطوة بخطوة إلى داخل المقبرة، المكونة من أربع غرف ليكتشفوا مجموعة من القطع الأثرية الرائعة، بدءا من المدخل المحاط باثنين من تماثيل أبى الهول مقطوعة الرأس، مخلوقات أسطورية جزء منها طير وجزء أسد وجزء آخر بشرى.

وبعد المدخل يظهر تمثالان لامرأتين بمثابة عمودين يبلغ طول كل منهما مترن بعد حائط من الفسيفساء ذات الألوان الزاهية التى تصور اختطاف بيرسيفون "ابنة زيوس"، وبعد ذلك تأتى شخصيات بشرية مرسومة وأخيرا تظهر بقايا هيكل عظمى فى قبر.

وقالت أمين عام وزارة الثقافة اليونانية لينا ميندونى "من الممكن ألا نعرف أبدا هوية صاحب الهيكل العظمى، حتى بعد اختبار الحمض النووى"، مشيرة إلى أن نتائج تحليل العظام واختبار الحمض النووى يمكن أن تستغرق فترة تصل إلى ستة أشهر.

وتضيف ميندونى "سنتمكن من إجراء اختبارات من شأنها تحديد ما إذا كانت بقايا الهيكل العظمى تعود إلى ذكر أو أنثى بالإضافة إلى السن وماذا أكل أو أكلت، إلا أننا قد لا نعرف أبدا إلى من تعود".

وتأمل ميندونى أن تساعد النقوش الموجودة فى المقبرة فى حل لغز الشخصية المدفونة داخلها، بينما ينشغل الجيوفيزيائيون حاليا فى مسح الموقع لمعرفة ما إذا كان هناك غرف أخرى تحت الأرض أو جثث أخرى فى الداخل.

وتتسع قائمة الشخصيات التى من الممكن أن تعود لها هذه المقبرة، لتشمل زوجة الإسكندر الأكبر، روكسان وابنهما الإسكندر الرابع، اللذان تم نفيهما إلى أمفيبوليس بعد وفاته وتم قتلهما هناك إلى جانب والدته أوليمبياس بالإضافة إلى شقيقه وزوجته.

ويعتقد العديد من الخبراء أن الإسكندر الأكبر، الذى توفى عام 323 قبل الميلاد عن عمر يناهز 32 عاما، دفن بالتأكيد فى الإسكندرية فى مصر، وهو ما يحبط آمال السكان المحليين.. إلا أن مورفى افاى "54 عاما" التى تبيع المربى منزلية الصنع والعسل فى الشارع المؤدى إلى متحف أمفيبوليس الأثرى، تختلف فى الرأى.

وتقول افاى "من هى تلك الأم التى تترك جثة ابنها فى أرض أجنبية؟ بالتأكيد رتبت أوليمبياس من أجل إعادة جثمان الإسكندر الأكبر إلى هنا، حتى بدون علم أعدائها، وبغض النظر عن هوية صاحب المقبرة، يأمل السكان أن يساعد الاكتشاف فى ازدهار المنطقة سياحيا وهو ما تشتد الحاجة إليه".

ويقول كوستاس ميليتوس، عمدة أمفيبوليس، إنه منذ بداية أعمال الحفر يشهد المتحف، الذى كان يجتذب نحو 30 زائرا فقط كل عطلة نهاية الأسبوع، أكثر من الفى زائر.

وترى الحافلات السياحية والزيارات المدرسية تصل عند الموقع كل يوم تقريبا على الرغم من أنه ليس مفتوحا أمام الجمهور حتى الآن، فى حين تفكر شركات الطائرات المائية فى إضافة أمفيبوليس إلى مساراتها المنتظمة.

ويقول عمدة البلدة "ستبدأ إحدى شركات السفن السياحية الأمريكية فى الرسو فى مدينة كافالا القريبة وستنقل الناس إلى هنا".. وبدأ حتى جيانيس خريستو الذى يدير مقهى أمفيبوليس الوحيد فى توسيع حديقة المقهى لتكون جاهزة لاستيعاب الزيادة المتوقعة فى عدد الزوار.

ويقول خريستو "إن الناس لا يبدو أنهم يكترثون حيال عدم استطاعتهم زيارة المقبرة بعد، حيث إن الاكتشاف وحده يثير فضولهم وهذا أمر جيد للعمل".











مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة