رغم التطور العلمى والتكنولوجى الذى تشهده الإنسانية، فإن نزعات التطرف الدينى فى ازدياد، ويشهد العالم تصاعدًا للأصوليات الدينية كافة، وتبنيها للصدام والرفض التام المتبادل على كل المستويات، أبرزها السياسى والثقافى.
من جهتها، نشرت المنظمة الكاثوليكية الدولية «مساعدة الكنيسة المتألمة» تقريرًا شمل 196 دولة، يكشف عن «تراجع خطير» بين عامى 2012 و2014 فى الحريات الدينية، مع تسجيل عراقيل أمامها فى 81 دولة وتدهورها فى 55 دولة أخرى بدءًا بمسيحيى العراق والمسلمين الروهينجا فى بورما، وصولاً إلى البوذيين فى التبت.
وأوضح التقرير أن 41% من الدول التى شملها التقرير أى «81 دولة» فرضت ما أسمته بـ«العراقيل» أمام الحرية الدينية، لتسجل تراجعًا ملحوظًا، فيما تدهورت الحريات الدينية فى 28% أى 55 دولة، بينما تحسنت فى 6 أخرى من بينها «كوبا وإيران».
وشمل التقرير 20 دولة وسمها بانتشار «عدم التسامح بدرجات عالية» بينها 14 تعيش فى أوضاع اضطهاد دينى مرتبط بالتطرف الإسلامى، أبرزها أفغانستان وإفريقيا الوسطى والعراق وليبيا والمالديف ونيجيريا وباكستان والصومال والسودان وسوريا واليمن، بينما تقف الأنظمة السلطوية وراء الاضطهاد فى 6 دول أخرى هى «بورما والصين وإريتريا وكوريا الشمالية وأذربيجان وأوزبكستان» حسبما أورد المنظمة الكاثوليكية.
وأكد التقرير أن الأقليات المسلمة والمسيحية يتساويان فى التعرض للاضطهاد، مشددًا على أن المسيحيين الأقلية الأكثر عرضة للتمييز، بينما يتعرض المسلمون لمستوى خطير من الاضطهاد والتفرقة ينسب إما إلى مسلمين آخرين أو إلى أنظمة سلطوية، فيما لا يزال العرب يدفعون من أرضهم ثمن الاضطهاد الغربى للأقلية اليهودية؛ حيث لوحظ ارتفاع معدل الهجرة نحو إسرائيل «فلسطين المحتلة» بعد رصد أعمال عنف وسوء معاملة «ضعيفة المستوى» ازدادت حيال يهود أوروبا الغربية.
وفى أوروربا، صُنفت فرنسا بين الدول التى تشهد عدم تسامح يثير القلق، وأشار التقرير بشكل خاص إلى القانون الذى اعتمده اليسار الحاكم فى السنة الماضية حول زواج مثليى الجنس، والسماح لهم بتبنى الأطفال، فالحرية الدينية مهددة بتزايد أشكال مجتمعية جديدة تتعارض مع المجال الدينى، بينما رصدت المنظمة فى آسيا وفاة راهب تبتى قيد الاعتقال فى 2013، وحذرت خصوصًا من وضع المسلمين من أقلية الروهينجا فى بورما بعدما نزح أكثر من مائة ألف منهم.
وبيّنت المؤسسة أن العراق يشكل مصدر قلق بعد تفحل خطر تنظيم داعش الإرهابى، غير المقتصر على المسيحيين، وإنما ممتد إلى الإيزيديين والشيعة والسنة غير التابعين للتنظيم «المعتدلين» حد وصف التقرير، كما رصد خطف أكثر من 200 تلميذة على أيدى جماعة «بوكو حرام» المتطرفة فى نيجيريا، والحكم بالإعدام على السودانية المسيحية مريم إبراهيم يحيى إسحق بتهمة الردة قبل إلغائه والإفراج عنها.
موضوعات متعلقة..
واشنطن تبدى قلقها لتزايد الأعمال المعادية للمسلمين واليهود فى فرنسا
راند بول: الكونجرس يصر على منح أموالنا لبلدان قامعة للحريات الدينية
العالم فى مستنقع الكراهية.. تقرير يرصد تراجع الحريات الدينية فى عامين: عراقيل بـ81 دولة وتدهور الحرية بـ55..والعراق وبورما الأكثر خطورة..وعدم تسامح مقلق بفرنسا.. وفلسطين تدفع ثمن تمييز الغرب ضد اليهود
الثلاثاء، 04 نوفمبر 2014 07:19 ص
التعصب فى بورما أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة