الدكتور رضا العدل، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات الكيماوية، يقود 19 شركة تابعة، بعضها يحقق خسائر كبيرة وأخرى بالكاد تحقق أرباحا.
يقود العدل حاليا عملية معقدة لدفع الشركات إلى الأمام قبيل أيام من البدء فى أوسع عملية لهيكلة الشركات كما يواجه مشكلتين تتعلقان بشركتى المراجل وطنطا للكتان العائدتين للدولة مرة أخرى.
العدل أكد فى حواره الشامل لـ«اليوم السابع» أنه لا تهاون مع أى رئيس شركة خاسرة وأى مقصر ستتم الإطاحة به، كما أشار إلى معاناة شركات القابضة من أزمات الطاقة والتمويل.
فى بداية الحوار أكد العدل أن كل شركات القابضة تعمل بشفافية ويتم إعلان الخسائر والأرباح على الملأ، بل ولدينا خطط للإصلاح رغم الحالة العامة التى يعانى منها الاقتصاد الوطنى، موضحا أنه ستتم الإطاحة بأى رئيس شركة مقصر ويتسبب فى خسائر.
سألناه ماذا عن الخسائر التى تتكبدها شركات القابضة جراء أسعار الطاقة الجديدة؟
- قال إن الحد الأدنى الذى ستتحمله الشركات قرابة 600 مليون، مثلا شركة الدلتا للأسمدة فقط تحتاج لـ200 مليون جنيه.
وهل يمكن للشركات القابضة الدخول لمجال توليد الطاقة للاستثمار فيها وتوفيرها لبقية الشركات؟
- طبعا ندرس هذا الأمر حاليا ولدينا شركة نيازا المتخصصة فى تصنيع اللمبات الموفرة للطاقة لكن لا يمكنها الدخول فى مجال توليد الطاقة مباشرة لأنها تحتاج لمبالغ ضخمة غير متوفرة لكن قريبا سنقوم بإنارة الشوارع بالطاقة الشمسية وتصنيع السخانات الشمسية على مراحل.
هل يمكن الحصول على تمويل من الشركات الرابحة مثل الشرقية للدخان وضخه فى مشروعات لشركات أخرى أو من البنوك؟
- طبعا لا يمكن لأن الدولة تحصل مباشرة على أرباح الشركات وبالتالى كل شركة تمثل كيانا اعتباريا بنفسها.
أما مسألة البنوك والقروض فتمثل أعباء إضافية ونسعى للتمويل ذاتيا فى الفترة الراهنة.
شركة كيما تعد من الشركات الرابحة ولديها توسعات ألن يتم تمويلها بالقروض للارتقاء بها؟
- وضع شركة كيما مختلف لأنها شركة واعدة، وبالتالى حصلنا على قروض من 4 بنوك هى مصر والأهلى والقاهرة والعربى الإفريقى لتمويل مشروع توسعات الشركة، وهذا القرض يغطى نصف التوسعات والنصف الثانى من التمويل الذاتى.
وماذا عن شركة النصر للأسمدة بالسويس وتوسعاتها؟
- يتم حاليا دراسة بناء المصنع الجديد، لكن نسعى لتوفير حصة غاز كبيرة له يوميا نحو 1,2 مليون متر مكعب ونسعى أيضا للشراكة مع القطاع الخاص لبناء المصنع الجديد.
بعيدا عن الشركات وما تعانيه.. ما آخر مستجدات وضع شركة المراجل العائدة للحكومة بعد بيعها لمستثمر منذ 3 سنوات؟
- مشكلة المراجل البخارية أنه تم بيع جزء كبير من أرضها من قبل المستثمر لشركة أخرى، كما تم هدم ورش فيها وهذه مشكلة، المشكلة الثانية هى لجوء المستثمر للتحكيم الدولى أما مشكلة العمال فتم حلها حاليا، لكن المراجل مشكلتها معقدة جدا ونبحثها من كل جوانبها لأن الأرض كما قلت بيع جزء منها وما تزال تحت يد المستثمر.
لكن هل موقف طنطا للكتان يشبه موقف المراجل؟
- الوضع فى طنطا للكتان أفضل وهى عادت بحكم منذ عام واحد ولدينا استعداد لتشغيلها، لكن أولا لابد أن يحصل المستثمر على أمواله بعدما اشترى خطوط إنتاج وهذه المشكلة تغلبنا عليها بتشكيل لجنة من القابضة ولجنة من قبل المستثمر السعودى عبدالإله كعكى لتقييم الشركة، بعدها يتم الدفع وعودة الشركة لقطاع الأعمال وتخضع للقانون 203.
وهل قمتم بإجراءات فعلية لإعادة الشركة للعمل؟
- قمنا بتعيين مفوض للشركة كان يرأس شركة أخرى ثم قمنا بتعيين مفوض آخر متفرغ هو الدكتور أمجد أحمد، ويتم الاستعداد للعمل لكن ظهرت مشكلة، وهى أن العمال الذين خرجوا على المعاش وتقاضى كل عامل 50 ألف جنيه الآن يريدون العودة للعمل، طيب كيف سيعودون وما درجاتهم المالية وأوضاعهم هذا أمر ندرسه حاليا، خاصة أننا لو عرضنا الشركة مرة أخرى على المستثمر السعودى لتشغيلها سيرفض هو يريد أمواله حاليا.
هل سيتم بيع الشركات بعد انتهاء عملية التقييم والهيكلة التى تقودها وزارة الاستثمار؟
- حاليا الوزارة لا تزال تختار مكاتب التقييم، ونحن لدينا بنك معلومات شاملة، لأن هناك شركات مراكزها المالية هبطت لأسباب كثيرة، منها الوضع الاقتصادى وصعوبة المنافسة والتسويق، وبالتالى الأعباء تزيد ولن تتم تصفية أو بيع الشركات بعد هيكلتها لكن تتم دراسة دخول شركاء من البنوك والقطاع الخاص فى الشركات لدفعها للأمام، ونحن نتعامل مع كل شركة وفق وضعها.
دكتور رضا العدل.. ما أسباب خسائر الشركات وكيف يمكن دفعها للأمام؟
- الشركات تعرضت لظروف صعبة، منها تقادم الآلات بمرور الزمن وتوقف الاستثمار فيها لسنوات مما أخرجها من دائرة المنافسة.
أيضا التأخر فى دخول التكنولوجيا وضعف التمويل، بالإضافة إلى أن هناك شركات كانت رابحة وبدأت تخسر لعوامل متنوعة، علاوة على أزمات الطاقة ومقترحات الحلول التى تتمثل فى احتياجنا لضخ نحو 2 مليار جنيه فى الشركات والدخول فى شراكة مع القطاع الخاص المحلى والدولى وتطوير خطوط الإنتاج والاستغلال الأمثل للأصول.
تعانى شركة سيجوارت التى تنتج فلنكات السكة الحديد وشركتا النصر والمكس والقومية للأسمنت من مشكلات متنوعة كيف سيتم التغلب عليها؟
-سيجوارت تحقق خسائر وكانت مشكلتنا أنه يتم إسناد عمليات بالسكة الحديد ومناقصات لشركات أجنبية وتدخل المهندس إبراهيم محلب شخصيا واشتركت الشركة فى توريد فلنكات للسكة الحديد وهذا سيحقق أرباحا. أما شركتا النصر والمكس فتعانيان من أزمات فى تجديد عقود الملاحات والتعدى عليها بل والإتاوات التى تدفع مثلا فى سيناء من أجل استغلال الملاحة، وفى الإسكندرية تم استقطاع مساحات كبيرة من الملاحات فى مشروعات سياحية ويتم رفض تجديد العقود ويطالبون برفع قيمتها 4 مرات وهذا يمثل عبئا على الشركات. أما القومية للأسمنت فكنا نسعى لتشغيلها بالفحم للتغلب على مشكلة الطاقة وجار بحثها.
رئيس القابضة الكيماوية: إقالة رؤساء الشركات الخاسرة فور انتهاء الهيكلة.. لن تتم تصفية أو بيع أى شركة.. نحتاج مليارى جنيه لتحقيق الانطلاقة.. وأزمة المراجل بانتظار التحكيم الدولى.. وطنطا للكتان جار حلها
الخميس، 06 نوفمبر 2014 05:35 م
الدكتور رضا العدل
أجرى الحوار - عبدالحليم سالم
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة