أكدت مصادر أمنية أن عشرات العناصر التكفيرية المسلحة والقيادات الخطيرة بالتنظيمات الإرهابية هربت من شمال سيناء على مدار الأيام الماضية، وقبل بداية العملية العسكرية الكبرى فى سيناء المقرر تنفيذها خلال الأيام المقبلة، وقالت المصادر لـ«اليوم السابع»: إن تلك العناصر أيقنت عدم قدرتها على مواجهة القوات المسلحة والشرطة المدنية فى شمال سيناء، وخاصة بعد تكثيف التواجد الأمنى بشكل غير مسبوق فى مختلف مناطق شبه الجزيرة، لافتة إلى أن هذه العناصر استغلت انشغال القوات بالتجهيز لمهام العلميات الجديدة، وفرت هاربة من نطاق حظر التجوال ناحية مناطق وسط سيناء وجنوبها، ومنها إلى خليج السويس حتى شمال الصعيد.
وأوضحت المصادر أن العناصر التكفيرية المسلحة تسللت ليلا إلى خليج السويس، وتمكنت من عبوره للوصول إلى الطرق المؤدية إلى محافظات بنى سويف والفيوم والمنيا وأسيوط، مبينة أن رحلة العناصر الإرهابية المسلحة تمت من شمال سيناء إلى الوسط من خلال الطريق الواصل بين مدينة العريش ومدينة الحسنة، التى تعتبر عاصمة الوسط، ومن هذه المدينة إلى منطقة بئر الثمادة، حيث الطريق البرى إلى رأس سدر بخليج السويس، موضحة أن العناصر التكفيرية المسلحة تنسق بين أفرادها فى مختلف المحافظات، للمعاونة فى هروب أعضائها بشمال سيناء، وتجنيد عدد من مراكب الصيد والقوارب للتسلل بها ليلا من مياه الخليج.
وكشفت المصادر أنه بمجرد وصول الجماعات الإرهابية إلى منطقة شمال خليج السويس، بالقرب من منطقة رأس سدر، تمكنت من عبور مياه الخليج، للوصول إلى هضبة الجلالة البحرية، التى يقع بجوارها طريق برى حتى رأس الزعفرانة، ومن هذه المنطقة، يقع طريق برى يؤدى إلى الكريمات، التى يمكن من خلالها الهروب إلى كل محافظات الصعيد، مؤكدة أن العناصر التكفيرية سوف تلجأ للتنكر والتخلص مما بحوزتها من أسلحة ومعدات ثقيلة، حتى تتمكن من الهرب بشكل آمن، وتعبر كل النقاط الأمنية والأكمنة الموجودة على طول الطرق البرية بشكل طبيعى دون توقف، أو اشتباه من جانب أجهزة الشرطة.
وقالت المصادر: إن العمليات العشوائية التى قامت بها العناصر التكفيرية فى سيناء على مدار الأسبوع الماضى، كانت تستهدف التغطية على عمليات الهروب اليومية التى تقوم بها رؤوس جماعة أنصار بيت المقدس وقياداتها، مشيرة فى ذلك إلى الهجوم الإرهابى الذى طال مدرعة للجيش بداية الأسبوع الماضى، والهجوم بقذائف الهاون على نقطة متحف العريش، ومؤكدة أن هذه العمليات كانت للتمويه والتغطية على هروب القيادات الإرهابية الخطيرة فى تنظيم أنصار بيت المقدس وتأمين تحركاتهم من الشمال إلى الوسط والجنوب، ثم إلى صعيد مصر، حتى تهدأ الأوضاع وتنتهى فترة حظر التجوال والطوارئ فى سيناء.
من جانبه أكد الخبير الاستراتيجى اللواء مختار قنديل أن العناصر الإرهابية أدركت أن القوات المسلحة ستقضى على وجودها بشكل كامل فى سيناء، الأمر الذى جعلها تفكر فى الهروب والاختباء، حتى تهدأ الأوضاع وتنتهى حالة الطوارئ، التى فرضتها الدولة على منطقة الشمال بسيناء لمحاصرة البؤر الإرهابية، لافتًا إلى أن هناك قوى دولية ومخابرات أجنبية تتولى التخطيط والتجهيز لتحركات تلك العناصر الإرهابية، وتعاونها بكل وسائل الدعم والاتصال الحديثة.
وأوضح اللواء قنديل أن الجماعات الإرهابية المسلحة فى شمال سيناء لديها هواتف متصلة بالأقمار الصناعية، وتنسق من خلالها كل التحركات والعمليات الإرهابية التى تنفذها، كما تعتمد فى خطط تحركاتها على تعليمات محددة من الأجهزة المخابراتية الداعمة لها، والتى تتولى تحديد طرق التحرك والعودة، وتوفر الأموال اللازمة للانتقال أو المعيشة.
وشدد الخبير الاستراتيجى على ضرورة أن تكثف الأجهزة الأمنية من عمليات التأمين والمراقبة على الطرق السريعة بشكل كامل خلال الفترة الراهنة، من أجل ضبط العناصر الإرهابية والجماعات المسلحة، التى تتحرك بحرية تامة على الطرق السريعة، بالإضافة إلى تكثيف دوريات المراقبة البحرية فى خليج السويس، ورصد تحركات أى عناصر مشبوهة عبر مياه البحر الأحمر، بالتنسيق مع عناصر الجيش الثالث الميدانى، التى يقع فى نطاقها تأمين تلك المنطقة.
خريطة منافذ هروب الإرهابيين من أرض سيناء للصعيد..مصادر أمنية: عشرات التكفيريين فروا من سيناء عبر خليج السويس.. وخريطة الهروب بدأت بالطريق بين العريش والحسنة بشمال شبه الجزيرة مرورا برأس سدر والزعفرانة
الجمعة، 07 نوفمبر 2014 01:25 م
خريطة منافذ هروب الإرهابيين