ضحكنا على الماضى البعيد
وفى غد ستجعلنا الأيام
أضحوكة الآتى
رغم صغر سنه لكنه كان يعلم الكثير من منطق الأشياء، وكان يجيد قراءة النفس البشرية والواقع المحيط، فالشابى الأيقونة الأبرز الدالة على الموهبة، توفى ولم يتجاوز الخامسة والعشرين، ومع هذا ظلت كلماته وقصائده على مر الزمان العربى وستظل بمثابة الدليل الذى يقود للوعى، ويكفى أن بيته الشهير " إذا الشعب يوما أراد الحياة..." تحول إلى شارة دالة على القدرات الإنسانية غير المحدودة، وعلى المراهنة على الشعب، كما أن قصائد "الشابى" تحدد التحيز الواضع لشاعر كان يبدأ حياته لكنه يعرف طريقه جيدا بأنه مع الشعب.
وتلك هى الدنيا رواية ساحر
عظيم غريب الفن مبدع آيات
يمثلها الأحياء فى مسرح الأسى
ووسط ضباب الهم تمثيل أموات
وعلى هذا فإن الشاعر الذى ينتمى للشعب يؤرقه ما يجده من التهاون وعدم الإدراك وقلة القدرة على قراءة التاريخ والتساهل مع حكمته، لذا فهذه الجملة تصدر من حكمة اعتادها قراء الشابى وأصبحوا يصدقون قدرته على التنبؤ، لذا هى لاتمر مرور الكرام على قارئها، خاصة أنه بعد فترة طويلة من وفاة الشابى مر العالم العربى بمواقف كثيرة لم يتعلم فيها من التاريخ لذا ضحك عليه التاريخ ووضعه فى مكانة متأخرة لا تليق به، وكما تقول الحكمة "من لم يقرأ التاريخ يعيشه" فكذلك من لا يدرك السر الكامن خلف التاريخ ولا يستوعب فلسفته فإن الأحداث سوف تعاد صياغتها ومرة أخرى ستختبر فيه فلسفتها.
وكل يؤدى دوره وهو ضاحك على الغير
مضحوك على دوره العاتى
الشابى الذى يرى أن العالم هو مسرح تعاد عروضه بشكل مستمر لا يقصد الرؤية التشاؤمية التى تبدو ظاهرة ومقصودة فى الوهلة الأولى، لكنه بنفس الحكيم الذى بداخله يضع إطارا عاما لشئون الحياة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة