من رسالة بين الملك "رمسيس" الثانى وزوجته المحبوبة "نفرتارى" إلى هدية من أحمد إلى حبيبته "منى".. هكذا تطورت حكاية ورقة البردى على مر التاريخ، فرغم أن البردية لا تزال تحمل نفس لونها وشكلها المعروف من أيام الفراعنة لكن طريقة تصنيعها وتلوينها والرسم على بياضها هى ما تبدلت مع الزمن..
إذا ذهبت إلى متحف الأقصر ستجد هناك شاشات صغيرة تعرض لك كيف كان الفراعنة القدامى يصنعون أوراق البردى من النباتات، التى كانت تقطع لأعواد صغيرة توضع بشكل متجاور ثم توضع فوقها مجموعة أخرى من الأعواد بشكل عكسى دون ترك فراغات بينها، ثم يتم تغطيتها بقطعة مبللة من القماش ووضع حجر ضخم فوقها، حين يتم رفعه تحصل على البردية، بينما ستلمس تطور الفرق الزمنى إذا ذهبت إلى ورش تصنيع البردى الحالية والتى تتركز فى محافظتى الغربية وبنى سويف، حيث استبدلت هذه الطريقة البدائية بطرق أكثر تطورا يشرحها "سيد الصادق" رسام البردى بأقدم ورشة برديات فى محافظة الأقصر:" دلوقتى ورق البردى بيتصنع بطريقة أقرب لطريقة صنع القماش من الخيوط عن طريق نول يشد عليها أعواد البردى حتى تصنع ورقة متلاحمة، وتتم هذه العملية فى محافظتى الغربية وبنى سويف، حيث يزرع البردى ونستورد منهم الأوراق مصنعة قبل أن نقوم بتلوينها والرسم عليها".
"سيد" وعائلته يتوارثون تلك الورشة جيلا وراء جيل، بداية من الجد الأكبر الذى أسسها قبل عشرات السنوات وصولا لسيد وأشقائه وأبناء عمومته، فرغم أن لكل منهم مهنة منفصلة إلا أن الرسم على البردى موهبة متوارثة أيضًا فى العائلة، كما يقول "سيد": "بشتغل محاسب فى شركة لكن الرسم على البردى ده موهبة تتوارثها عائلة الصادق، وبرسم على أوراق البردى بقالى 20 سنة وبندير الورشة أنا و6 من أشقائى وأبناء عمومى بشكل جماعى".
يشرح "سيد" خطوات الرسم على البردى وتلوينه قائلا: "الأوراق الصغيرة يتم الرسم عليها مباشرة، أما لوحات البردى الضخمة فنستعين بـ"الشبلونة" للرسم عليها، فحين نرغب فى رسم معبد ضخم على ورق البردى يتم رسم هيكله على لوح زجاجى، وهو ما يطلق عليه "الشبلونة" ثم يطبع الهيكل على البردية، ويتم تلوين المساحات بداخل الهيكل"، أما طريقة تلوين البردى باللون البنى المميز فتكون عن طريق ترك الأوراق بلونها الأصلى الفاتح فى المياه لمدة 15 يومًا ثم تترك لتجف 15 يوما أخرى فى الشمس تحصل بعدهم على هذا اللون.
المعابد الفرعونية الشهيرة مثل معبد أبو سمبل والكرنك وحتشبسوت والقط الجالب للحظ ودعوات الفرح هى الرسومات الأكثر انتشارًا على البرديات، إضافة إلى رسومات الفراعنة الرومانسية، التى يقدم فيها فرعون زهور رقيقة لمحبوبته أو يرقص معها وتستخدم كهدايا بين المحبين كما يقول سيد: "بنرسم معاهم خرطوشة أو اتنين ونكتب جواهم اسم الحبيب وحبيبته وممكن يكون فيه أكتر من خرطوشة يتكتب فيهم أسماء الأسرة كلها".
سيد صادق رسام البردى
لوحة العاشقين المرسومة على ورق البردى
الأهرامات مرسومة على بردية بنية اللون
توضع البرديات فوق ورق فابريال وتحفظ بلوح زجاجى
رسومات الفراعنة تزين أوراق البردى
هدايا المحبين
لوحة لمعبد أبو سمبل مرسومة على البردى
سيد صادق يرسم على إحدى البرديات
الفنان المحاسب
رسام البردى
الحكاية متغيرتش.. ورقة البردى كانت رسالة بين "رمسيس" و"نفرتارى".. وأصبحت هدية من "أحمد" لـ"منى".. صناعته تطورت من ضغطه تحت الأحجار أيام الفراعنة لشده على النول بالطريقة الحديثة
السبت، 08 نوفمبر 2014 06:14 م
سيد صادق رسام البردى