قالت الكاتبة الصحفية، نوال مصطفى، رئيس مجلس إدارة جمعية رعاية أطفال السجينات، إن جمعيتها هى صاحبة السبق والريادة فى مشروع "سجينات الفقر" منذ عام 2007، عندما كشفت عن وجود سجينات محكومات نتيجة لعجزهن عن تسديد ديون بسيطة ونجحت فى إخراج أول سجينة بسبب الديون المالية الصغيرة.
وأضافت نوال مصطفى خلال كلمتها بمنتدى "السجن مش وصمة" الذى عقدته الجمعية كأحد مبادرات مشروع "حياة جديدة"، أن بعض المؤسسات والجمعيات الأخرى، تبنت هذا المشروع وهو أمر محمود، لكنها أعطته مسمى آخر وهو "الغارمات".
وقالت: سعيدة جدا بانتشار الفكرة على نطاق واسع بهذه الصورة التى جعلت أكبر الجمعيات الأهلية تضعها على أعلى قائمة أجندتها.لكنها تحتفظ بحقها فى الملكية الفكرية كصاحبة الفكرة وأول من سلط الضوء عليها من خلال سلسلة مقالاتها بالأخبار ثم الإفراج عن أول سجينة فقر.
وأشارت إلى أن جمعية رعاية أطفال السجينات تقوم شهرياً بزيارة لسجن النساء بالقناطر، تحتك فيها بالسجينات أنفسهن للتعرف على مشاكلهن عن قرب تفصيلاً، مؤكدة: "نحن الجمعية الوحيدة التى استمرت لسنوات طوال فى زيارة السجن شهرياً، دون انقطاع".
وطالب حضور المنتدى المسئولين باعتبار مشروعى "حياة جديدة" و"سجينات الفقر" مشروعات قومية، لها أهمية قصوى، لما تمثله من أهمية للمجتمع، ولفئة السجينات وأطفالهن.
وكان من ضمن الحضور الكاتبة والشاعرة فاطمة ناعوت، والكاتب الصحفى خالد جبر رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم، د.إيهاب سعد طبيب جراحة العيون، ود.مصطفى المنيرى، والكاتبة الصحفية نهاد عرفة، وأشرف عيد مدير المشروعات بمؤسسة دروسوس السويسرية، محمد نصر مدير إحدى الشركات العالمية.
وتحدث باسم سيد، مدير المكون الإقتصادى بالهيئة القبطية الإنجيلية، عن المشروعات الصغيرة والتنموية التى توجهها الجمعيات لصالح الفئات المهمشة وعلى رأسها السيدات الفقيرات.
وقال فؤاد إنه لابد على المجتمع أن يعترف أن هناك إشكالية منذ سنين طويلة، وجميعنا جزء منها، تتمحور فى الفكرة النمطية لدينا حول السجناء والسجين السابق، بعضها يحتاج تعديل وحسم وإضافة، فليس كل محبوس سجين سىء، مثل قضايا القتل الخطأ، التى تحدث قضاء وقدر، وأحياناً يكون الخطاً هو خطأ المجنى عليه وليس الجانى.
أما الشاعرة والكاتبة المصرية، فاطمة ناعوت، فأعطت نوال مصطفى لقب "الأم تيريزا المصرية"، التى احتضنت المحتاجين وضمتهم إليها، عملت فى صمت بعيدا عن الدعاية والإعلانات رغم كونها كاتبة كبيرة، لتؤدى دورها بهدوء وإتقان.
وقالت أن نوال مصطفى ذهبت إلى السجينات لتحل وتعرض مآسيهن ومشاكلهن، عكس كل المجتمع الذى ينبذهن ويعتبرهن موصومات.
وأشارت الكاتبة الصحفية، ناهد حمزة، إلى أن دور الجمعية فى السنوات الأخيرة قد تعاظم نتيجة ما يواجه المجتمع والمرأة الفقيرة خاصة من أخطار، مؤكدة أن تطور الجمعية ناتج عن معايشتها للقضية بعمق واكتشاف قضايا انسانية بالغة القسوةداخل أسوار السجون سببها ظلم المجتمع، وقالت: "أتوقع تغيير العديد من القوانين لحماية المرأة من عصف المجتمع".
وعبر د.عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، عن سعادته للمشاركة فى منتدى جمعية رعاية أطفال السجينات "السجن مش وصمة"، وقال إن مسألة تأهيل المذنب والسجينات خاصة، تعتبر من الأعمال الدينية الإسلامية الخالصة، لأنها تمسح الجريمة والإثم عن المتهم، فالإنسان يولد بريئاً، والجريمة عارض أو استثناء، وكلما استطعنا أن نعود للأصل، وهذا ما يتوافق مع شرع الله.
وأوضح أن العقوبة ليس الهدف منها هو تحطيم الإنسان وكسره وإذلال كرامته، لكن الهدف هو التقويم والدفع إلى الطريق الصحيح.
وقال عضو لجنة الخمسين لوضع الدستور د.عبد الله النجار، إن المجتمع المصرى يجب أن يحافظ على أطفال السجينات ولا يسهم فى نشأتهم بشكل يجعلهم يكرهون المجتمع، وألا يشعرهم بالذل والمهانة. ومن هنا كان اهتمامى بالقضية التى تتبناها الأستاذة نوال مصطفى منذ سنوات طويلة.
واختتم المنتدى بتكريم العديد من الأسماء التى ساهمت فى إثراء عمل الجمعية، ودعمها فى مسيرتها على مدار 24 عاما وعلى رأسهم الدكتور عبد الله النجار والمستشار أيمن فؤاد والأستاذ باسم سيد ورئيس الوفد الكويتى الداعم لجمعية رعاية أبناء السجينات، السيدة فريدة مسلم، التى أكدت على حبها لمصر التى تعد ميزانا لاستقرار الوطن العربى بأكمله.
خلال منتدى "السجن مش وصمة" لجمعية رعاية أطفال السجينات.. نوال مصطفى تلقى الضوء على "سجينات الفقر".. وتؤكد: حصلن على أحكام بالسجن بسبب ديون بسيطة.. عبد الله النجار: الإسلام حض على إعادة تأهيل المذنب
السبت، 13 ديسمبر 2014 12:45 ص
جانب من منتدى السجن مش وصمة