أرسلت (...) إلى افتح قلبك تقول:
أنا فتاة عمرى 24 عاما، تعرفت على شاب منذ عامين تقريبا، عمره 32 عاما، كان شريكا فى (الكافيه) الذى أجلس فيه عادة، تعرفنا كزبونة وصاحب مكان، لكن شيئا فشيئا توطدت العلاقة وأصبح بيننا حوارات سواء فى الكافيه أو تليفونيا، تعلقت به وأحببته، لكنى كنت أنتظر منه البداية دائما، لكنه لم يفعل، كنت أحيانا أعتقد أنى مميزة لديه، وأحيانا أخرى أشعر أنى مجرد زبونة من الزبائن الكثيرات التى يجالسهن ويجاملهن لتسويق عمله لا أكثر، لهذا قررت أن أختبر مشاعره بعد فترة وانقطعت عن الذهاب إلى المكان والاتصالات لفترة، أغاظنى أنه لم يفتقدنى سريعا، لكنه اتصل بعد حوالى أسبوع يسأل عن سر اختفائى، فوجدت نفسى أجيبه بما يدور فى صدرى، متوقعة منه أن يجيبنى بالمثل، لكنه كان متحفظا جدا فى الرد، وكل ما قاله لم يزد عن كونى شخصا مهما بالنسبة له، وأنى لست مجرد زبونة كما أعتقد، وأنه يرتاح لى ويفتقد وجودى فى حياته...فقط، بدون أى تصريح أو حتى تلميح لما هو أكثر.
عدت للتواجد فى الكافيه مرة أخرى بعد فترة لأعطيه فرصة أكثر للتعرف على والتعلق بى، لكنى فوجئت به دائم الجلوس مع فتاة معينة فى كل مرة أكون فيها هناك، كان من الواضح اهتمامه بها، لأنه لم يكن يتحرك من طاولتها قبل أن تغادر هى المكان، فيلتفت لغيرها، سألته عنها فقال لى إنها مجرد زبونة جديدة، وأنه يحاول ربطها بالمكان، لكنى وفى خلال أيام سمعت بخبر أنه يخطط للارتباط بها، فجن جنونى وواجهته بما عرفت، فقال لى إن الخبر ليس صحيحا، وأنه غير مرتبط بها أو بغيرها، وإن كان سيفكر فى الارتباط فلن يفكر فى غيرى بكل تأكيد، كان من المفترض بى أن أفرح بما قال، لكنى شعرت أنه قاله فقط تحت ضغط توسلاتى ، و ليطمئننى أو حتى ليتخلص من قلقى.
مر الموقف لتظهر فتاة أخرى فى حياته، اتصالات، رسائل، زيارات للكافيه، وكالعادة هو مهتم بها، وكالعادة بحجة أنها زبونة جديدة، وأنه بحاجة إلى عمل (شعبية) للمكان، فوجدت نفسى أخوض نفس التجربة من جديد، بنفس المخاوف والقلق، فلا شىء يؤكد لى صدق ما يقول، لا فى دفاعه عن نفسه، ولا فى نيته فى الارتباط بى، حتى طلبت منه أن يخبرنى بشكل مباشر إن كان يريدنى أم لا، فقال لى إنه طبعا يريدنى، وتعجب من أنى ما زلت أشك بخصوص هذا الأمر، ولكنه ما زال فى البداية، وغير مستعد للارتباط الرسمى حاليا لأنه ليس لديه ما يقدمه، لأنه وضع كل ما يملك هو وأهله فى الكافيه، وبالتالى هو غير قادر على أن يعدنى بأى شىء.
مرت الأيام وإذا بقرار غلق للكافيه، لا أعرف ما السبب بالضبط، لكن ما أعرفه أن كل شىء انهار بين يوم وليلة، وخرج هو من المشروع ببعض المعدات والأثاث، أى بلا شىء تقريبا، ودخل فى حالة اكتئاب تفوق الوصف، لم أتخل عنه يوما فيها، كنت أنا، كما كان يقول، الشىء الوحيد الحلو فى الحياة بالنسبة له، لكنه كان فى حالة نفسية سيئة جدا وقتها، كان لا يقول غير أنه إنسان فاشل وضائع، عمره 32 سنة وبدون عمل أو دخل، بدون زوجة أو أطفال، بدون أى مستقبل، أخذت فترة طويلة جدا لأتمكن من إخراجه من هذه الحالة لنبدأ فى البحث معا عن عمل جديد.
وأصبح يعاملنى على أننا مرتبطان، أشعرنى بأنى مهمة جدا فى حياته هذه الفترة، حتى صدمنى صدمة جديدة بأنه سيسافر للعمل فى دولة أوروبية بعد يومين بالضبط !!...هكذا و فجأة و كأنى لم أكن أكلمه يوميا 10 مرات على الأقل، و عندما سألته عن مصيرى أنا، لم يجب جوابا شافيا كعادته، لم يقل لى حتى انتظريني، كان كل كلامه عن أنه غير متأكد من أنه سيجد عملا هناك، وأنه لا شىء واضح أمامه، وأن السفرية كلها (على كف عفريت)، وأغلق الخط وأنا فى قمة الانهيار.
مر يومان بالضبط وإذا به يكلمنى ليخبرنى بأنه لم يسافر، وقال لى إنه لم يستطع مفارقتى، الشىء الذى لم أصدقه طبعا، فمن المؤكد أن الموضوع فشل رغما عنه، وأنه يقول ذلك فقط تلطيفا للموقف، وحتى يكسب عندى نقطة لا أكثر و لا أقل، لكنى كنت مجروحة جدا منه، وكنت أشعر أنى مجرد مسكن بالنسبة له، يتذكرنى فقط عندما يكون فى أزمة، ويرمينى عند أول فرصة تسنح له، لهذا كنت قد عزمت أمرى على أن أرفضه أنا هذه المرة، وأن أخبره أننا لن نستمر معا بعد الآن، بالرغم من أنى ما زلت أحبه، و أتعاطف معه ومع ظروفه، وأتمنى لو كان أحبنى كما أحببته.
ذهبت لمقابلته لأخبره بقرارى هذا، فإذا به يسبقنى ويفاجئنى للمرة المليون بقرار جديد، إنه قرر أن يتزوجنى، وفى أقرب وقت، على أن نعيش مع والدتى فى شقتها كبداية حتى تتحسن الظروف ويصبح لدينا بيتا منفصلا، لكنه يطلب منى فقط أن أصبر حتى يجد عملا ينفق علينا منه، وبمجرد حدوث ذلك سيتقدم إلى أمى فورا !!!... صدقينى أنا لم أفرح بقدر ما صدمت بهذه الكلمات، فجزء منى لا يصدقه ولا يعطيه الأمان، وجزء منى يقول لى ها هو من كنت تتمنيه يخبرك بأنه سيتزوجك كما كنتى تحلمين فماذا تريدين بعد ذلك؟... وجدت نفسى مندهشة ومصدومة، ولم أخبره بقرارى بالطبع، ووجدت نفسى أمثل عليه وعلى نفسى الفرحة والسعادة، ولكنى لم أكن كذلك فى حقيقة الأمر.
والآن أنا فى حيرة من أمرى، ماذا أفعل معه؟، هل أنتظره فعلا مع العلم أنه لا أمل جديد فى الأفق؟، أم أبلغه بما كنت أفكر فيه وأنسحب من حياته نهائيا؟، المشكلة عندى ليست فى أنه ليس لديه عمل أو دخل، أنا على استعداد على أن أصبر بدلا من العام عامين وثلاثة معه، لكن المشكلة الحقيقية هى أنى غير واثقة به، أشعر بأنه ما إن يتحسن الوضع أو يجد أى فرصة تبعده عنى سيفعل، وسيضحى بى بمنتهى السهولة، فما رأيك؟.
وإليكى أقول:
يقولون (الحب أعمى) ولكنى لم أر محبة مبصرة مثلك من قبل، فأنت، ولله الحمد، تقرأين حبيبك وتفهميه جيدا، وتعرفين طبعه وطريقة تفكيره إلى حد كبير، لكن العجيب هو أنك وبالرغم من كل هذا ما زلتى تتسائلين !!.
أغلب الظن يا صديقتى أن هذا الشخص فعلا يتعامل معك مثل ( طوق النجاة) الذى لا نلجأ إليه أو نحتاجه إلا فى أوقات الشدة والأزمات، لكن لا نتذكره أو حتى نفكر فيه فى أوقات الراحة والرخاء... هذا الرجل لم يصرح لك بأى شىء، ولم يعدك بشىء طوال فترة انتعاش عمله، كان يهتم بالفتيات ويكون معهن علاقات وربما أكثر وأنت موجودة، لأنك كنت واحدة من كثيرات فلماذا يربط نفسه بك وحدك وربما تكون هناك من هى أفضل منك؟.
لكن بعد انهيار أمله وعمله لم يجد سواك، وربما لم يسع هو إليك لأنك أنت من بادرت بالوقوف معه حينها، فوجدها فرصة، فمن الصعب رفضك فى هذا الوقت الذى ابتعد عنه فيه الجميع، ولكنه ظهر على أصله سريعا عندما بدا له أمل جديد فى السفر، فتخلى عنك ببساطة، ولم يفكر فى إخبارك بالأمر إلا قبلها بيومين، وهذا أكبر دليل على أنه لا يعتبرك جزءا من حياته فعليا كما كان يقول لك، ولكن القدر لم يمهله لتنفيذ خطته، ففشل موضوع السفر، لتتأكد فكرته عن نفسه بأنه فاشل فى الثلاثينات، فوجد فيك مرة أخرى الأمل الوحيد الباقى ليحقق أى شىء فى حياته، على الأقل سيتزوج ويكون أسرة، وبأقل التكاليف والإمكانيات، طالما هناك من ستقبل به بأضعف الماديات، بل وستوفر له شقة للزوجية أيضا... هل هناك أفضل من هذا؟؟.
حبيبتى أنت تعرفين الحقيقة، وهى أنه غير متمسك بك، وأكبر دليل على ذلك هو شعورك الدائم بعدم الثقة فيه، وهو الشعور الذى يحاول قلبك إيصاله إلى عقلك بكل الطرق، حتى تمكنتى أخيرا من التوصل إلى قرار، وهو أنه ليس الشخص المناسب، ليس هو من يستحق التضحية والانتظار من أجله، ليس هو من سيشعرك بالأمان والراحة فى حياتك معه، حتى هنا أنت على صواب، لكن ما حدث هو أنه فاجأك و(دبسك)، حاول تثبيتك بنيته ووعده بالزواج، ولكنه حتى ليس وعدا يستحق الفرح به، فهو كمن يعرض عليكى أن يتزوجك فى مقابل أن تأويه أنت وتتكفلى بتوفير مسكن له !!...أى عرض هذا؟؟.
حبيبتى أنت كنتِ قد وصلتى للقرار الصحيح بالبعد عنه، بالتأكيد كنتِ ستعانين من فراقه لفترة، لكنك كنتِ ستشفين يوما ما من تأثيره عليكى، أما ما حدث الآن هو أنك تورطتين فى العودة إليه من جديد، والحب لا يأتى ولا يستمر بالتوريط أو التدبيس يا حبيبتى.
الصفحة الرسمية للدكتورة هبة يس على الفيس بوك:
Dr. Heba Yassin
"افتح قلبك" مع د.هبة ياسين... الحب تدبيساً!!
الأربعاء، 17 ديسمبر 2014 01:15 م
د. هبة ياسين
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ramy
اه والله
الجراة حلوة مفيش كلام
عدد الردود 0
بواسطة:
توفيق
ده شغل بنات
البنات هي الي بتدبس الرجاله