"بالحلم وحده تصنع المعجزات، واليأس خيانة"، شعارات جسدها "مازن" بعدما قرر الابتعاد عن كل ما يحيط به من إحباطات اجتماعية أو جسمانية واحتفظ فقط بإيمانه بالتغيير، ورغبته فى النجاح وإثبات وجوده فى مجتمع وصفه بـ"المعاق فكريًا"، لكنه نجح فى الوصول إلى هدفه ليُصبح أول مصرى من ذوى الإعاقات يصعد إلى قمة أعلى سلاسل جبال العالم "جبال الألب"، ويثبت أعلاها علم مصر.
مازن خلال تنفيذه لتحدى صعود جبل خوفو
مازن حمزة، 27 عامًا، وُلد فى العراق لأبوين مصريين عادا إلى الأراضى المصرية بعد حرب الخليج عام 1990، أُصيب فى صغره بشلل الأطفال لعدم الالتزام بجرعات التطعيم، والتحق بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وحصل على وظيفة بوزارة الإسكان، والتمثيل أحد أهم مواهبه، والتى من خلالها شارك فى ثمان مسرحيات ليُصبح أول متحدٍ للإعاقة على خشبة المسرح.
الشاب حاول التأكيد على أن ذوى الإعاقات قادرون على كل شتىء بتنظيم عدة تحديات صعبة التنفيذ
ويروى مازن قصته لـ"اليوم السابع"، فيقول: "طالما واجهت نظرة المجتمع لى كونى طفلاً معاقًا لا يؤدى الكثير ما يفعله المماثلون لى فى عمري، وكنت دائم البحث عن طريقة للتغلب على تلك الإعاقة وأن أثبت لهم أننى مثلهم أستطيع القيام بأى شىء، حتى أننى أصبحت أهرب من المدرسة من خلال القفز من فوق السور، والتى تعد أصعب أنواع الهروب لكنها كانت الطريقة المثلى لإثبات نفسى وقدراتى، وعاهدت نفسى أن أثبت للعالم أن الشخص المعاق لا يختلف أبدًا عن أى شخص سوى".
وأضاف مازن: "مع ثورة 25 يناير ومن خلال مشاركتى بها، بدأت أشعر أننى أستطيع تحقيق حلمى، فبدأت أهتم بملف متحدى الإعاقة وأردت تحريكه على المستوى السياسى، لكن الأحزاب والحركات السياسية كانت لا تهتم بأمرنا، وقتها لم أجد أمامى سوى "ماسبيرو" فى اليوم العالمى لذوى الإعاقات ورفعت لافتة مكتوب عليها "دولة معاقة"، وعندما اتجهت الدولة لكتابة دستور جديد أسرعت بتسجيل المواد صوتيًا، وكتبته بطريقة برايل وصورته بلغة الإشارة مراعاة لكل أنواع الإعاقات".
أما عن بداية مغامراته فى التسلق، فأكد مازن أن البداية كانت مع تسلقه لهرم خوفو بالجيزة، حتى وصل إلى منتصفه حاملاً بيده لافتة مكتوب عليها "أين حقوق الإنسان؟ أين حقوق ذوى الإعاقة؟ أين حقوق الشهداء والمصابين؟"، لكن تلك المغامرة لم تجن ثمار كان يحلم بتحقيقه فلم تحظ فعاليته سوى اهتمام العاملين بمجال "السوشيال ميديا".
مازن حمزة خلال فاعليته على كوبرى قصر أكتوبر ويحمل لافتة "دولة معاقة"
وفى السادس من إبريل من العام الماضى، قرر خوض مغامرته الثانية من خلال تسلقه لجبال سانت كاترين، حيث أوصل مازن من خلالها بعدما نجح فى تسلقها 9 رسائل مختصرة تتعلق بحقوق الإنسان والمواطنة، وحقوق ذوى الإعاقة وأهل سيناء وأهل النوبة، وحقوق المرأة والطفل والشهداء وأخيرًا المصابين.
مازن صعد إلى قمة قلعة قايتباى بالإسكندرية حاملاً معه لافتة حملة مطالب ذوى الاحتياجات الخاصة
أما التجربة الثالثة فكانت الأصعب، إذ كانت عبارة عن قفز من فوق كوبرى قصر النيل فى المياه وكانت مسماة بفعالية "الانتحار الرمزى"، والتى تم اختيار 9 شخصيات بالتعاون معه لتمثيل كل فئات المجتمع المصرى، وكنت أريد أن أبعث رسالة ألا وهى أن الموت مصيرنا إذا لم يُنظر إلى مطالبنا، وكانت الفعالية الأخيرة هى رفع لافتة 10 أمتار مكتوبًا عليها "الحرية للمعتقلين" من أعلى قلعة قايتباى.
وفيما يتعلق بمغامرته الأخيرة، وصعود قمة جبال الألب، فقال: "جاءت تلك المغامرة من خلال مسابقة تعرفت عليها من الإنترنت فى 22 يونيو الماضى، تحت شعار "حقق حلمك مع فيرست"، وكان أهم شرط من تلك الشروط هو أن تفعل أمرًا غريب لأول مرة تُقدم عليه لأكون أول متحدى إعاقة مصرى تسلق جبال الألب".
وواصل مازن حديثه: "واستلمت الرد بالموافقة من قبل لجنة التحكيم وتمت تصفية المشاركين وفوجئت باختيارى مع أربعة متسابقين من ضمن آلاف المتقدمين، وبدأت فترة تصويت الجمهور على أفضل حلم يجب المساعدة على تحقيقه من ضمن الأحلام الخمسة، وكنت الوحيد المعاق بينهم، وفزت بنسبة 46% متقدمًا عن المتسابق الحاصل على المركز الثانى بفارق كبير حيث بلغت نسبته 23% فقط".
مازن خلال صعوده لجبل سانت كاترين
وعن رحلته للصعود، قال مازن: "استغرقنا ثلاثة أيام للصعود، نظرًا لتنفيذنا التحدى على عدة مراحل، كانت المسافة حوالى 8 كيلومترات، وكانت درجة الحرارة 30 تحت الصفر، وتلقينا تعليمات أنه حال فقداننا التواصل مع الفريق أن نحفر فى الجليد عدة مترات لنظل داخله فى محاولة لإيجاد درجة حرارة أفضل لهم انتظارًا لوصول نجدة لنا".
مازن خلال تمثيله للمعاقين بأحد المؤتمرات بكورياد
وأكد مازن حمزة، أنه يخطط خلال تلك الفترة لتنفيذ تحدى أكثر صعوبة، وهو السفر إلى الفضاء، من خلال تنظيمه رحلة إلى الهند كونها أحد أهم البلدان المهتمة بتلك الرحلات غير العادية، مبديًا أسفه لعدم اهتمام المسئولين بالدولة والعلام إلا بما يُحقق الإثارة وإهمال ما هو مشرف واصفًا ذلك بالنتيجة الطبيعية للعقول الخاوية من النجاح، مضيفًا: "أكبر دليل أننى رغم نجاحى لم أجد بالمطار سوى شقيقى وأصحابى لاستقبالى".
واختتم حديثه: "الأهم أننى لست حزينًا لأنى أملك حلم، غيرى من الشباب انتحر أو أصابه اكتئاب وأصبح لا يفكر المهم أنى مكمل".
مازن حمزة أول مصرى من ذوى الإعاقات يصعد قمة جبال الألب.. ثبت العلم المصرى فوق أعلى قمم العالم.. تسلق هرم خوفو وجبل سانت كاترين.. نفذ خطة "الانتحار الرمزى" من كوبرى قصر النيل.. ويحلم بالسفر للفضاء
الأربعاء، 17 ديسمبر 2014 04:51 م
مازن خلال صعوده لجبل سانت كاترين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة