صدر حديثًا عن المركز الثقافى العربى، الترجمة العربية لرواية "حفلة التفاهة" للكاتب ميلان كونديرا، والذى يعد من أشهر الروائيين التشيكيين اليساريين، المولود فى الأول من أبريل 1929، ونقلها للغة العربية المترجم معن عاقل، وتتوافر الرواية فى مكتبة تنمية بوسط القاهرة.
أدركنا منذ زمن طويل أنه لم يعد بالإمكان قلب العالم، ولا تغييره إلى الأفضل، ولا إيقاف جريانه البائس إلى الأمام، لم يكن ثمة سوى مقاومة وحيدة ممكنة: ألا نأخذه على محمل الجد".
كأنما أراد "كونديرا" أن يلخص بهذه العبارة كل أعماله، إذ إن "حفلة التفاهة" هذه آخر رواية له هى تتويج لكل كتاباته. ليس هنالك ما هو جدى، لا ستالين صياد الحجل، ولا الخادم الذى اختلق لغة باكستانية مبسطة، ولا من يهوى السرَّة، ولا المؤلف، ولا أقواله.. كل شيء يتخذ صورة العبث اللانهائى الذى بثه "كونديرا" فى معظم كتاباته.
ماذا يتبقى من حياة أى إنسان؟ إنها هذه التفاهة بالضبط، وهى التى تتيح لنا أن نشعر بأننا أقل أهمية، وأكثر حرية، وأكثر التصاقاً بالأدب من العالم المحيط بنا.
هذا الكتاب القيم والمبهج والمسلى سيمتع القارئ، إنه يمزج فى آنٍ معاً التاريخ والفلسفة والهزل، هذا الثلاثى الرائع، ليروى قصة يلتقى فيها ستالين مع رجال عظماء آخرين من قرون منصرمة ويتعايشون فى "حفلة التفاهة" هذه بطريقة طريفة ومتفردة.