تبادل الهدايا بين الملوك والرؤساء من الأمور المتعارف عليها فى الشئون الدولية والبروتوكولية، لتحسين وتعزيز العلاقات الثنائية بين الدول، وإرسال رسائل سياسية معينة، فعلى مر التاريخ تعددت وتنوعت أشكال الهدايا التى قدمت لسياسيين مهمين، منها ما يعكس التراث الثقافى لبعض الدول، ومنها ما أثار الكثير من الجدل بشأنه، وتناولته وسائل التواصل الاجتماعى بشىء من السخرية، ومنها هدايا ثمينة تعكس مدى قدرات الدولة الاقتصادية.
وتعد السعودية والإمارات العربية من أكثر الدول العربية التى تقدم هدايا بروتوكولية سواء للرئيس الأمريكى باراك أوباما أو لملوك أوروبا، حيث إن السعودية قدمت فى 2009 هدية للرئيس الأمريكى تقدر بنحو 200 ألف دولار حينما أهدى العاهل السعودى الملك عبد الله نظيره الأمريكى "مجسما كبيرا للصحراء على قاعدة من الرخام يحمل تماثيل من ذهب لشجر النخيل والجمال"، وساعة من صنع يجر لوكولتر، كما أهدى ميشيل أوباما مجوهرات من الياقوت الأحمر والألماس بقيمة 132 ألف دولار، وعقدا من اللؤلؤ بقيمة 14 ألفا ومائتى دولار عام 2009.
وقدمت السعودية لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس قلادة وأقراط وسوار قيمتها 165 ألف دولار، كما أنه فى 2003 قدمت السعودية لوحة زيتية قيمتها مليون دولار كهدية إلى الرئيس جورج بوش، بينما قدمت الإمارات للرئيس الأمريكى قلما مرصعا بالألماس والياقوت على شكل العلم الأمريكى.
كما قدم ثرى سعودى هدية عبارة عن مجموعة ثمينة من ألماس تدعى مجموعة قوس قزح بقيمة تصل إلى 60 مليون جنيه إسترلينى، وأهداها للأمير وليام نجل ولى عهد بريطانيا بمناسبة زواجه.
وبمناسبة توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل والتى راعتها الولايات المتحدة، أهدى الرئيس الراحل، محمد أنور السادات، الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر، قطعة أثرية فرعونية أصلية عام 1978، ولعل من الهدايا التى قدمها الحكام العرب لأوباما، ما قدمه الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، حيث أهداه نسخة عربية من الإنجيل بمساحة 4.5 سم× 3.5 سم مع صليب معدنى على الغلاف، وكتابا بعنوان" تراثنا المسيحى الإسلامى المشترك" من مصر فى 2010.
وكشف البيت الأبيض مؤخرا أن هدايا مبارك وزوجته وحدهما للزعماء والرؤساء فى مختلف دول العالم طيلة سنوات حكمه الـ30 تجاوزت ما يعادل 2 مليار دولار أمريكى، أما هدايا زوجته لزوجات رؤساء وملوك العالم، فكانت مثار جدل عميق فى قصور العالم حتى أنهم أطلقوا عليها فى قصر الإليزيه الفرنسى لقب "مدام سوزان سوربريز" كناية عن الهدايا العملاقة التى كانت تقدمها.
وفى كشوف البيت الأبيض صنفت هدايا الرئيس المصرى المخلوع وزوجته الأغلى ثمنا وقيمة بين هدايا رؤساء وزعماء وملوك العالم، حيث كان بعضها لا يقدر أصلا بالمال كونها هدايا فرعونية قيمة تمثل لدى مستقبلها أو المرسلة إليه جزءا من التاريخ المصرى القديم، ومن بين تلك الهدايا صندوق تاريخى من الفضة الخالصة مرصع بالأحجار الكريمة لا يقدر بثمن حصل عليه نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن فى ديسمبر 2010، حيث كان مبارك يريد منه مساعدته لدى الإدارة الأمريكية فى التغلب على مخاطر وجود تمرد شعبى على حكمه طبقا للمعلومات التى تواردت لدى النظام المصرى يومها.
أما سوزان مبارك فقد أرسلت أيضا فى نفس الوقت هدية لميشيل أوباما وهى عبارة عن وعاء تاريخى مصنوع من الألباستر الملكى المصرى الفرعونى مرصع بسلاسل الفضى الإسترلينية الساحرة مع مجموعة مفارش المائدة المصنوعة من خيوط الذهب الخالص لعلمها أن ميشيل تحب المفارش الجميلة.
كما قدم مبارك هدية إلى روبرت جيتس مؤسس مايكروسوفت عبارة عن إناء من الفضة التاريخية الخالصة لشرب النبيذ الأحمر الذى يحبه جيتس مهداة بتاريخ 22 يوليو 2010، كما أهدى الأدميرال مايكل مولن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة إناءً تاريخيا مطليا بالذهب الخالص مع قلادة ذهبية مصرية أهديت بتاريخ 19 يونيو 2010، وقدم لمايكل مولن قلادة من الفيروز الأصلى الخالص مع سلسلة ذهبية سميكة أهديت بتاريخ 21 أبريل 2010 .
وأهدت سوزان مبارك هى الأخرى ميشيل أوباما وعاءً من المرمر الأصفر وسلاسل فضية صناعة يدوية لأبناء أوباما وأربعة مفارش كبيرة بيضاء مرصعة الحواف بالذهب الأصفر، مع عصابات عبارة عن مناديل بلون المفارش تستخدم للنوم، كما أهدت فى 23 سبتمبر 2010 نائب الرئيس الأمريكى "جوزيف بايدن" علبة فضية مرصعة بالماس منقوشة بالنحت اليدوى المصرى مع تفاصيل دقيقة محفورة عليها أهديت من مبارك بتاريخ 22 أكتوبر 2010 .
وأهدى الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة جوادين بربريين أصيلين تربيا بمزرعة تربية الخيول فى مدينة تيارت، هما سامى وساجدة، للرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، فى ديسمبر 2012، وأشار باحثون فى التاريخ إلى أن هذه الأحصنة البربرية تعود نشأتها إلى تاريخ نشأة المغرب العربى مؤكدين أن ملوك فرنسا يحبذون هذه السلالة من الخيول، كما أهداه أيضا سرجين تقليديين مطرزين باليد، وكتابا حول تاريخ الحصان البربرى، ولوحة فنية لفنانة جزائرية 1938-1998.
أما هدايا الملوك العرب لإسبانيا فكانت عبارة عن سيارتين من نوع فيرارى أهدتهما الإمارات العربية التحدة إلى ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس عام 2011، وبنتلى من أمير الكويت ويخت فورتونا من ملك السعودية، ويخت آخر من شركات مغربية.
بينما الهدايا فى الغرب لا تتعدى أشياء رمزية تعبر عن عمق الحضارة للبلد الذى يقدمها. ومن ضمن الأمثلة التى كان يقدمها الملك خوان كارلوس كتب إسبانية وموسيقى إسبانية أو مجسمات لقصر الحمراء أو زيت الزيتون، بحكم أن منطقة الأندلس مشهورة بهذا النوع من الزيوت عالميا، وهى مواد تعكس عمق الحضارة الإسبانية.
وهدية الرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون لعبد الناصر، وهى عبارة عن مجموعة من الأحجار الصغيرة من سطح القمر، وذلك عقب عودة مركب الفضاء أبوللو 11 من رحلتها إلى القمر.
الرؤساء يتبادلون الكنوز فى الهدايا البروتوكولية.. السادات يهدى كارتر "قطعة فرعونية".. وهدايا مبارك وزوجته تجاوزت 2 مليار دولار.. وثرى سعودى يهدى ولى عهد بريطانيا "ألماس"لـ قوس قزح بـ60 مليون إسترلينى
الجمعة، 19 ديسمبر 2014 11:46 ص
محمد حسنى مبارك
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة