حتى الموسيقى لم تسلم شرور الإنترنت رغم أن هذا الساحر كان سببًا فى تلاقى الثقافات وانتشار الموسيقات المحلية فى كل ربوع الدنيا، إلا أن شيطانًا جديدًا أطل برأسه متسللاً عبر الأثير والأسلاك ليتحول غذاء الروح إلى وسيلة للقتل البطيء والإدمان.
منذ أشهر كانت المخدرات الرقمية مصطلحًا يدعو للدهشة والسخرية فكل الناس يدمنون الموسيقى لكنها لم تقتل أحدًا، والذى حدث أن تحولت إلى تجارة وإدمان عبر الإنترنت، فى منتجات على شكل ملفات صوتية وعدد من الفيديوهات على مواقع وتكون أولاً مجانا كعينة تجريبية حتى يتم تحقيق الغرض، ويقع المستمع فى حبائلها، وعندما تصل ذبذبات الموسيقى إلى الدماغ، تنقل المستمع إلى اللا وعى وتحدث عدم توازن جسدى.
وتتعدد أنواع المخدرات الرقمية واستعمالاتها، كما يحدث بالضبط فى المخدرات الكيميائية، والمروجون يقولون إن تلك الملفات الموسيقية لها أيضًا أسماء كالأخرى، مثل الكوكائين وميثانفيتامين المعروف بـ"كريستال ميث" وغيرها الكثير، منها الذى يدفعك للهلوسة وآخر للاسترخاء وآخر للتركيز.
ورغم انتشارها إلا أن الطب له رأى آخر على لسان الدكتور حسام معاطى أستاذ جراحة المخ والأعصاب، قائلاً: "لا يوجد ما يسمى بالمخدرات الرقمية، لأن التعريف الطبى للمخدرات يعنى مواد كيماوية تصل للإنسان عن طريق أجزاء من الجسد حتى تصل إلى المخ وخلايا الدم ويرضخ لها الجسد ولا يستطيع الاستغناء عن تلك المواد إلا بعلاج طبى تحت إشراف".
وأضاف أن هناك شرطين أساسيين لإثبات أن تلك الملفات الموسيقية هى نوع من أنواع المخدرات، الشرط الأول هو أن تكرار سماع هذه المواد يؤدى إلى التعود عليها وعدم القدرة عن الاستغناء عنها، والشرط الثانى هو ما يسمى بأعراض انسحاب المادة المخدرة، مثل الهلوسة والشعور الشديد بالألم، وأحيانًا تشنجات وفقد التركيز وقدر من العدوانية فى التعامل وأعراض جلدية وهذا غير متوفر فى الموسيقى التى تسمى بـ"المخدرات الرقمية".
وتابع أستاذ جراحة المخ والأعصاب أن الموسيقى بشكل عام تعطى شعورًا باللذة وذلك نتيجة بعض التفاعلات المحيطة عن طريق الحواس مثل السمع والبصر وهذا النوع من الموسيقى الذى يسمى بـ"مخدرات رقمية" ما هو إلا مقاطع صوتية تعطى الشعور بالارتياح والنشوة ولكن البعض من مستمعى هذا النوع من الموسيقى خيل لهم أن الابتعاد عن هذه المقاطع الموسيقية يعطى شعورًا بعدم الارتياح لدى المستمع ولكن هذا مفهوم خاطئ، فليست هناك أعراض انسحابية للمادة المخدرة فى الكتب الطبية تسمى بعدم الارتياح وما يحدث ما هو إلا نوع من أنواع التعود أو فقدان شىء مميز يعطى الإنسان بعدم الشعور بالارتياح مثل حب الصيد والبعد عنه أو فقدان شخص مميز أو بعد الفلاح عن أرضه .
وأكد الدكتور حسام معاطى أن التحدث عن وفيات بسبب المخدرات الرقمية أكذوبة وخلط للأوراق والموسيقى فى الأساس تستخدم للعلاج النفسى وبعض الأطباء فى العالم والوطن العربى يعتمدون على موسيقى فى برنامجهم العلاجى للمريض.
وحذر معاطى من الشر الذى يروج لهذه المواد على أنها مخدرات، أما عن التبرير العلمى لعلاقة" المخدرات الرقمية" والوصول للنشوة والسعادة ما هو إلا عن استعداد الشخص الوهمى الذى ينتج عن تفاعل هرمونى فى المخ يرجع المستمع إلى ذكريات الماضى ما يعطى الشعور باللذة والرضا ولا يجب أن نعطى الموضوع أكبر من حجمه.
وتروى شابة قالت إنها جربت "المخدرات الرقمية" فى مصر، عندما خاضت تجربة الاستماع لهذا النوع من الموسيقى عن طريق صديق تثق فيه بعد تنزيله جزءًا من هذه المقاطع، بأنها لم تستطع استكمال المقطع الموسيقى الذى تصل مدته إلى 30 دقيقة وشعرت بصداع قائلة: "حسيت بصداع بشع ومقدرتش أكمل التراك لحد آخره والمخدرات ديه ممكن تعمل إدمان مع التكرار والتراكات الموسيقية من نوع ده معمول عليها حذر وفى ديلرات بينزلوا الموسيقى ديه على النت بفلوس".
وأضافت أن هناك شروطًا خاصة للاستماع للمخدرات الرقمية مثل لبس ملابس واسعة، إطفاء الأضواء والبعد عن أى تأثيرات خارجية .
وحسبما نقل موقع "سى إن إن" الإخبارى فإن تلك الظاهرة تم اكتشافها على يد عالم ألمانى استطاع التحكم فى مسارات الموسيقى، لتحقق عدة استجابات بشرية مختلفة إلى أن وصلت لعزف الموسيقى بترددات مختلفة من خلال استعمال سماعات الأذن ذات تقنية عالية "بيتس"، فإن الدماغ يدرك بعدًا موسيقيًا ثالثًا "وهميًا"، ما يبدل الإحساس والاستجابات، وحتى تتم عملية التخدير والإدمان من خلال هذه النغمات ومن خلال هذا التداخل فى الأصوات بين الأذن اليمنى واليسرى يحدث حالة من الاسترخاء وزوال العقل .
بالفيديو.. أسرار جديدة عن "مخدرات الموسيقى الرقمية".. مواقع على الإنترنت تبيع مقاطع مجانية لجذب الزبائن.. طلاب بالجامعات المصرية يتداولونها بدافع "الموضة".. وطبيب: وهم كبير ولا تسبب الإدمان
الثلاثاء، 02 ديسمبر 2014 07:30 م
المخدرات الرقمية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل عبد الباقى
حتى الموسيقى عملتوها مخدارات
عدد الردود 0
بواسطة:
العربي
وخط الدو - رو - مى وصل كام