جابر عصفور فى احتفالية "مصر أمنا": بورسعيد انتصرت على العدوان الثلاثى وستهزم الإرهاب.. أسقف مطرانية بورسعيد: الدين الإسلامى حث على احترام الإنسان.. والمحافظ: الدين يصون الحريات والعقيدة

قام الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة بتفقد المركز الثقافى ببورسعيد، والذى يضم قاعة مسرح تسع لـ1200 مقعد وثلاثة طوابق وقاعتين للسينما، وذلك خلال زيارته لمدينة بورسعيد أمس الاثنين 1 ديسمبر 2014، ورافقه اللواء أركان حرب سماح قنديل محافظ بورسعيد، والدكتور سيد خطاب، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ومحمد عبد الحافظ، نائب رئيس الهيئة، وسعيد الهمشرى، رئيس إقليم قناة السويس وسيناء، والقيادات الشعبية والتنفيذية لمحافظة بورسعيد.

وأشاد جابر عصفور بأعمال البناء، وأكد أن هذا المركز سيكون منارة تشع فنا وثقافة لكافة أبناء بورسعيد، مضيفا أن هذا المركز سيشكل له مجلس أمناء من أبناء وفنانى بورسعيد ليضع له الاستراتيجيات والخطط والبرامج وستشرف الوزارة على المركز وتساعد فى تكوين الهيكل الإدارى له، وأشار سيد خطاب، إلى أنه سيتم افتتاح المركز خلال 3 شهور ليستفيد منه أبناء بورسعيد فى أقرب وقت.

وأعقب ذلك حضور جابر عصفور ومرافقيه للاحتفالية التى أقامتها أسقفية الشباب ومطرانية بورسعيد بالتعاون مع إقليم القناة وسيناء فرع ثقافة بورسعيد بعنوان "مصر أمنا"، وبدأت الاحتفالية بافتتاح معرض للفن التشكيلى لفنانى بورسعيد يضم حوالى 76 عملا فنيا، أعقبته احتفالية موسيقية، حيث بدأت بكلمة لوزير الثقافة أكد فيها أنه عندما تجتمع هذه الوجوه الشابة من الفتيات والفتيان والمسلمين والمسيحيين لابد أن يكون هذا المساء جميل، وأكد أنه بحضوركم هذه الاحتفالية فإنكم تؤكدون هدف وزارة الثقافة من إشاعة ثقافة الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، وبالمشاركة فى هذا الاحتفال نؤكد على هذه القيم، وانتسابنا جميعا إلى مصر التى نحن على استعداد أن نقدم فى سبيلها أغلى ما نملك من روح ودم مال، ونثبت أننا ننتسب إلى وطن واحد، ونسترجع جميعا شعارات ثورة 1919 وهى الدين لله والوطن للجميع، ومصر التى أنجبتنا جميعا لا تميز بين واحد وآخر، ولا بين مسيحى ومسلم، لأنها الأم التى لا تعرف تمييز ولا تعلم التمييز، وبمجرد حضورنا فى هذا الحشد نثبت أننا ضد التمييز ونؤمن بالوحدة الوطنية، وأضاف جابر أننا فى فترة ما قد وصلنا إلى مرحلة التمييز بين المسلم والمسلم هذ شيعى وهذا سنى وهذا سلفى وهذا تكفيرى وهذا إخوانى هذا بخلاف التمييز بين المسلم والمسيحى، وقال جابر عصفور بأنه إبان ثورة 1919 كان القس سيرجيوس يذهب إلى الأزهر ويخطب على منبره ضد الاحتلال الإنجليزى، وأكد عصفور على سعادته بوجوده فى بورسعيد رمز الفداء والتضحية والفداء الوطنى وكان يريد أن يقاتل مع الفدائيين فى عام 1956، وأضاف أن بورسعيد استطاعت فى عام 56 أن تنتصر على العدوان الثلاثى، وأننا اليوم نحتفل بانتصار بورسعيد على ثلاثة أعداء وهم التعصب والجهالة والإرهاب، والتى تدعو إلى التمييز الذى نرفضه جميعا، وأكد أننا جميعا مسلمون ومسيحيون أخوة ننتسب جميعا إلى مصر، ومصر كانت تفرض بصمتها الخاصة على كل الأديان، والدليل على ذلك أن الإمام الشافعى عندما جاء إلى مصر غير 30 مسألة فقهية كان قد استقر عليها عندما كان فى العراق، مصر أكبر بكثير مما يتصور الأعداء فهم يتصورون أنهم سيهزمونها، لكن مصر تمتلك أعظم حضارة فى التاريخ استطاعت أن تقضى على الهكسوس والفرس والعدوان الثلاثى، ومصر قادرة على أن تكون أما رءوما تحتضن أبناءها جميعا ضد أعتى الغيلان، وأضاف عصفور أننا أمام هجمة شرسة، ولكن كما أن مصر تصدت إلى أعتى الهجمات على مصر والإسلام مرات كثيرة فى هذه المرة تتصدى وتحقق انتصارات متعددة وسيشهد لها التاريخ، وسوف نتذكر هذه الأيام بعد ذلك، وسنظل نحافظ على هويتنا المصرية ونضعها فى شغاف قلوبنا، واختتم عصفور كلمته بأن ازدهار مصر خاصة بورسعيد قادم بالمشروعات الجديدة التى تقام فيها ونحن ننتسب لمستقبل واحد نبنيه جميعا معا والرخاء قادم وسيبدأ من بورسعيد.
وفى كلمته رحب اللواء سماح قنديل بجابر عصفور وزير الثقافة وأبدى سعادته بوجوده فى هذا اللقاء الفكرى الثقافى وسط هذا الحضور الكريم وقال قنديل، لقد وضع القرآن الكريم والنبى محمد عليه الصلاة والسلام قواعد التعايش بين أصحاب الأديان تستند على أسس قوية وهى حق الكرامة الإنسانية والاحترام والتعايش حيث قال رب العزة فى أكثر من موقع بالقرآن الكريم "ولقد كرمنا بنى آدم"، "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم "وأضاف أن الاعتداء على الكرامة الإنسانية من أسوأ الجرائم فى ميزان الإسلام، والذى أكد على صون الحريات العامة وفى مقدمتها الحرية الدينية والعقيدة وحق ممارسة الشعائر وإقامة دور العبادة وشدد على أنه يجب على المصريين مسلمين ومسيحيين مواجهة كافة الضغوط فى ظل ما يشهده العالم من تحديات، فيجب علينا أن نتحد لمواجهة الإرهاب والتطرف كلا منا فى موقعه وأن نطوى صحائف الجدل ونلتقى حول مصلحة ورفعة الوطن.

من جانبه أكد الأنبا تادروس أسقف مطرانية بورسعيد على حق التعايش بين الأديان، موضحا أنه حق مقدس، وأضاف أن ربكم واحد وأباكم واحد وكلكم لآدم وآدم من تراب، وأكد أن الدين الإسلامى حث على احترام الإنسان وحرية التنقل والعمل وأجمل ما فينا أننا مصريون، وأضاف أن أجمل شىء أن يجتمع الأخوة لنشعر بدفء المحبة، وإذا عشنا فى محبة كان الله معنا لأننا كلنا فى سفينة واحدة، مسلمون ومسيحيون، وأسلحة العدو لا تفرق بين مسلم ومسيحى.
وفى كلمته أكد الأنبا موسى أسقف الشباب أن شباب مصر حى ومتفاعل ومتواصل ويمنحنا الطاقة والحيوية، ونحن الكبار لدينا الخبرة، والخبرة بدون طاقة لا تفعل شيئا، والطاقة بدون خبرة تتحول إلى قوة جامحة.

وتضمن برنامج الاحتفالية الذى يحمل عنوان "مصر أمنا" عزف النشيد الوطنى بمسرح قصر ثقافة بورسعيد بعدها استمع الحضور لفرقة الموسيقى العربية حيث عزفت مجموعة من الأعمال الرائعة مثل " عظيمة يا مصر، بالأحضان، قوم بإيمان، مطلوب من كل وطنى، مصر التى فى خاطرى، آه دا اللى صار، " ثم عرض لفرقة الفنون الشعبية ببورسعيد، ثم قام فريق قيثارة للفن الشامل بمجموعه من العروض منها عرض فيلم " مصر أمانه لازم نبنيها " وتقسيم وشعرمع ربط درامى وميدلى و أغانى وطنية " عاشت مصر، عيون الحرية، حالم بحرية، علمك بيرفرف يا بلادى " وموال " ياشعب " واختتم الحفل بأغنية "أجمل ما فى إن أنا مصرى".