أحمد محمود سلام يكتب: نداء إلى ضمير مصر

المُحرض على الإثم كفاعله والمُنفذ آثم والمآل واحد سواء فى الدنيا، حيث المساءلة الجنائية أو فى الآخرة حيث الحساب عما اقترف من آثام.

حديثى عن تباين لغة الخطاب على نحو صار للفكر المنحرف عن جادة الصواب "عرابين" يروجون له مؤمنين بأن قتل الأبرياء حلال والتمرد ضد خيار الشعب فرض عين وقد أضحت الثورة انقلابا والجيش عدوا والشعب هدفا للقتل طالما ولى زمان الإخوان مرشدا وأعوانا.

ومن العجب أنه فى نفس توقيت مجابهة مصر للإرهاب وللفكر المتطرف تخرج أنباء صادمة مفادها زيادة مُعدلات الإلحاد فى مصر فى مشهد غير مألوف لشعب متدين بطبعه منذ فجر التاريخ "ذاك" إذا موضع الداء الذى استشرى فى ظل وهن مقيم جعل الكثيرين فى مواجهة الغواية بلا إيمان قاطع بأن التطرف شرك وأن الكفر بالله ضلال ما بعده ضلال. حديثى "بمثابة" نداء إلى ضمير مصر لأجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه لأن ثروة مصر الحقيقية فى أبنائها وأعدائها كُثر سواء الفصيل الكامن طوع أمر الفكر الضال أو القوى المبتغية ألا تقوم لمصر قائمة.
مصر فى خطر ولابد من صون شعبها كى لا تتكرر فصول قصة الأمس الأليمة التى ترتب عليها أن تحولت فكرة إلى واقع عنوانه "جماعة" اسمها الإخوان والمحصلة وطن يكابد ولم يزل حتى يؤذن للتطرف أن يفارق إلى حيث الزوال تطهيرا لوطن ما كان لها أن يتألم ويفجع فى خيرة شبابه جيلا فجيلا وقد تحولوا إلى "طائعين" لفكر ضال وما الفكر الضال إلا احتلال للعقول بمثل أثر الاستعمار.