جارثيا ماركيز: " دائما ما سيبقى شىء ما لنحبه" الحب فى الزمن الخطأ

الأحد، 21 ديسمبر 2014 06:20 م
جارثيا ماركيز: " دائما ما سيبقى شىء ما لنحبه" الحب فى الزمن الخطأ ماركيز
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أحد يستحق دموعك
عام 1999.. تردد الطبيب بعض الشىء، وأخذ ينظر فى الأوراق الطبية التى أمامه، لكن ملامح الاطمئنان التى كانت على ملامح المريض جعلته يتماسك قليلا، كانت هناك ابتسامة تملأ المكان رغم الانقباض الذى يتسرب من رائحة الأدوية، تشجع الطبيب وقال: سيدى. . لديك سرطان الغدد الليمفاوية.. ربما تراجعت الابتسامة نوعا ما.. وتعطل الزمن قليلا.. وخرج صوت المريض متوترا وهو يقول: هل لدى الوقت لأنتهى من كتابة المجلدات الثلاثة من مذكراتى "عشت لأروى" وكتابين من القصص القصيرة اللذين قاربا على المنتصف.

دع الزمن يمضى وسنرى ما الذى يحمله

جلست الجدة "مينا" امرأة الخيال، تحكى عن حرب الألف يوم، كانت فخورة وهى تتحدث عن بطولات الجد العقيد، الذى كانت له صولات فى هذه الحرب، والعقيد العجوز "أباليلو" يجلس على حافة الطاولة يبتسم، قبل أن يقاطعها قائلا، احكى له عن رفضى السكوت عن مذبحة إضراب عمال مزارع الموز، ويشرد الجد قليلا قبل أن يضيف: هل تعرف يا "جابرييل" أن مئات المزارعين ماتو على يد القوات الكولومبية فى 6 ديسمبر من عام 1928 خلال إضراب عمال مزارع الموز.. والطفل جابرييل جارثيا ماركيز ينصت باهتمام ويسجل فى صمت.
سوف أسير فيما يتوقف الآخرون

ماركيز الكاتب الأشهر فى السنوات الأخيرة.. هيئته توحى بالتمرد والخروج من النسق، تشعر بها غير حقيقى فى ملابسه الرسمية، تغيب ابتسامته فى المحافل، لذا يهرب دائما من الجو الحانق الملئ بالملل، يسكن فى المكسيك مع أن له مسكنا فى باريس، كتب رائعته "مائة عام من العزلة" بسلاسة الحكايات وعمق الأسلوب، الرواية بحكايتها السحرية باعت 8آلاف نسخة فى أسبوع، كما كان يتم بيع طبعة كاملة من الرواية كل أسبوع، بالإضافة إلى أنها فتحت الباب لتيار كامل من الكتابة ووضعت الأدب المكتوب بالإسبانية فى مكان القلب من الكتابات.. وبعد حصوله على نوبل كتب "الحب فى زمن الكوليرا" ليقول"
دائما ما سيبقى شىء ما لنحبه

جابو .. الروائى والصحفى الذى مذج السياسة بالحكايات الخيالية، كان صديقا لفيدل كاسترو الممتلئ بالثورية، وكان صهرا للمصريين بكل تاريخهم وكان متيما بحكايات جدته، كأنه كان فى حاجة لكل ما هو ثابت وقوى على هذه الأرض.. ليصبح فى النهاية "ماركيز".











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة