قبل سنوات عندما كان يُطرح سؤال عن الدور الإيرانى فى العراق أو سوريا، كانت إجابة المسئولين الإيرانيين تأتى بالنفى القاطع عن أية أدوار، وعن تدخل عناصر أمنية تابعة لإيران فى العراق، أو إرسال عناصر تحارب إلى جانب الأسد فى سوريا وأى دولة أخرى، ثم أقروا مؤخرا بوجود مستشارين عسكريين إيرانيين يقدمون المساعدات فى العراق وسوريا، فى مواجهة مقاتلى المعارضة المسلحة.
لكن مؤخرا نفس الإعلام الذى كان ينفى وبشدة دور الحرس الثورى فى العراق وسوريا نجده هو نفسه الذى ينشر صورا ويكشف عن دور قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى قاسم سليمانى الذى ذاعت شهرته مؤخرا فى العراق وسوريا، ويتفاخر بحربه ضد داعش ويصفها بالفتوحات، ويصنع منه بطلا مغوارا وهو يكشف عن دوره فى عمليات تطهير محافظات فى العراق من التنظيم.
شكلت حياة هذا الجنرال اهتماما كبيرا لوسائل التواصل الاجتماعى مؤخراً، وكتبت الكثير من وسائل الإعلام عن حياته البسيطة وعن حياته العسكرية التى بدأت قبل سنوات من الحرب العراقية-الإيرانية، ثم شارك فى معظم العمليات العسكرية طوال حرب الثمانى سنوات (الحرب العراقية-الايرانية)، فهو الجنرال الايرانى (57 عاما) الذى انضم إلى الجيش الإيرانى فى 1980 فى بداية الحرب مع العراق، ثم أرسل إلى الحدود الأفغانية لمكافحة تهريب المخدرات، وفى العام 1998 عين قائدا لـ"فيلق القدس"، واتهمته الولايات المتحدة فى 2008 بتدريب الميليشيات الشيعية لمحاربة قوات التحالف الدولى فى العراق، واتهمته إسرائيل بالوقوف وراء الهجمات ضد إسرائيليين فى صيف 2012، ووصفه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئى فى 2005 بأنه "شهيد حى"، واعتبرته وزارة الخارجية الأمريكية فى عام 2007 واحد من الداعمين للإرهاب، بعد أن اتهمه قادة الحرب الأمريكية فى العراق بأنه يمرر مجموعة من الأسلحة المتطورة إلى الميليشيات العراقية المسلحة.
قاسم سليمانى لقب بـ"أقوى مسئول أمنى" فى الشرق الأوسط، وخلال إحدى إطلالاته فى يناير 2012 قال إن "إيران موجودة فى جنوب لبنان والعراق"، ولأن سوريا تمثل لإيران نقطة أساسية فى محور طهران- بغداد- دمشق- بيروت، فى مواجهة نفوذ القوى الغربية فى المنطقة وقف سليمانى إلى جانب الأسد.
ونشرت قناة العالم الإيرانية تصريحا لمستشار المرشد الأعلى فى الحرس الثورى يدالله جوانى الذى أكد "تواجد قوة قدس التابعة للحرس بقيادة قاسم سليمانى فى الصف الأول فى جبهات القتال ضد تنظيم داعش فى العراق وسوريا، للدفاع عن الشعبين السورى والعراقى ومقدساتهما وحكوماتهما".
وبظهور سليمانى بجوار الجيش العراقى فى حربه على داعش تعمدت وسائل الإعلام الإيرانى نشر صوره على نطاق واسع، بالإضافة إلى تأكيدات من قبل المسئولين بتواجد قوات للحرس الثورى فى العراق، كل هذا أثار تساؤلات حول سبب إظهار طهران صور قائد الحرس الثورى لها فى العراق، ولم يكن ليظهر فى وسائل الإعلام ويُطرح اسمه للتداول لو لم تكن إيران ترغب فى ذلك.
بطبيعة الحال لهم تهتم وسائل الإعلام الإيرانية بأسباب ظهوره المفاجئ بقدر ما اهتمت بالتهليل بفتوحاته ووقوفه إلى جانب العراقيين، بينما قامت بعض الصحف الأجنبية بتحليل ظهوره المفاجئ بأنه تغطية على فشل استخباراتى إيرانى، وقالت صحيفة فاينانشال تايمز فى تقرير سابق نشرته فى نوفمبر الماضى "إن المبالغة الملحوظة فى حملة تلميع اسم رجل الحرس الثورى الإيرانى ترجع إلى ما يبدو أنه محاولة للتغطية على الفشل المتكرر للمخابرات الايرانية فى المنطقة ككل، وليس فقط مع تمكن تنظيم الدولة الاسلامية من السيطرة على أجزاء شاسعة من العراق وسوريا"، ورأت الصحيفة، أن سليمانى يجسد فشل استراتيجيات إيران فى التنبؤ بقدرات تنظيم داعش ودعمها للرئيس السورى بشار الأسد وحزب الله فى لبنان.
وفى تقرير لها وصفت مجلة (نيويوركر) الأمريكية سليمانى بأنه الرجل الأقوى فى الشرق الأوسط حالياً، إلا أن القليل يُعرف عنه، وروجت إيران له كمنافس للتحالف الدولى بقيادة واشنطن التى تعتبرها من ممولى داعش، وفى تقارير بثتها وكالة فارس التابعة للحرس الثورى، قالت "اللواء قاسم سليمانى، يؤدى دورا استشاريا بارزا لدعم قوات الحشد الشعبى فى العراق ضد داعش، فيما بدأ الشعب العراقى يثق بقواته وليس بالتحالف الدولى الذى تقوده واشنطن".
موضوعات متعلقة
إيران تنشر صورا جديدة لقائد الحرس الثورى مع مجموعات قتالية فى العراق
قاسم سليمانى قائد الحرس الثورى الذى أكد التواجد الإيرانى بالعراق وسوريا..طهران روجت لأول مرة صوراً لقائد فيلق القدس بجوار القوات العراقية..وخبراء يعتبرون ظهوره دليلا على فشل إيران استراتيجيا بالمنطقة
الإثنين، 22 ديسمبر 2014 11:41 ص
قائد الحرس الثورى الإيرانى مع مجموعات قتالية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة