ساهمت السينما ومازالت فى تكوين فكر وثقافة أجيال متتالية، واستخدمتها العديد من دول العالم كأهم مؤثر على الرأى العام وتوجهاته.
ومن ضمن المفاهيم التى تعامل معها جماهير الشاشة الفضية كونها مسلمات، ما يتعلق بمجال الطب وخاصة مع انتشار ونجاح نوعيات معينة من الأفلام ساهمت فى ترويج قناعات خاطئة عن بعض الأمراض، فهناك ملايين البشر تعتقد أن مرض فصام الشخصية يمكن يحول دكتور جيكل لشخصية مناقضة تماما لحقيقته كما فى فيلم "دكتور جيكل ومستر هايد"، وأن الطبيب يمكن أن يحدد عدد الأيام الباقية لبطله "سويت نوفمبر" المريضة بالسرطان.
ولكن فيما يتعلق بقواعد الطب الأمر مختلف بشكل كلى، ففى النهاية خيال السينما بلا حدود ولكن للواقع سقفًا.
بعض الأمراض لها عمر افتراضى ولكن لا يوجد موعد محدد للوفاة يمكن للطبيب معرفته.
"أنا هاموت بعد ثلاثة أشهر" من أشهر الجمل التى ألقيت على مسامعنا من أبطال الأفلام، فى إصرار من المخرجين على وجود نوع من الأمراض يمكن أن يؤدى للموت فى موعد محدد، وأن هناك أيضا نوعًا من الأطباء قادرون على تحديد هذا الموعد بمنتهى الدقة.
ولكن استشارى الأمراض الباطنية الدكتور محمد المنيسى، يؤكد أن هذا الأمر ضرب من الخيال، فأقصى ما يمكن معرفته عن تسبب الأمراض بالوفاة فى مواعيد معينة هو ما يسمى طبيبا بـ(العمر الافتراضى للمرض)، بمعنى أن هناك أنواعًا معينة من الأمراض أهمها الأورام السرطانية مثل أورام الرئة والقنوات المرارية، والتى يمكن معها وضع حدود للفترة التى قد يتعرض خلالها المريض للوفاة، وذلك بناء على الإحصائيات والأبحاث إلى أجريت على المرضى المماثلين.
وبالطبع فلكل قاعدة شواذها، كما أن لله الكلمة الأولى والأخيرة فى هذا الأمر، ولا يمكن اعتباره أمرًا مسلمًا به، فهناك العديد من الحالات التى حطمت جميع قواعد طبيعة الأمراض وعمرها الافتراضى.
نقطة الدواء الزيادة أو النقطة الناقصة مش هاتموتك
"15 نقطة لو زادوا نقطعه هاتموت ولو نقصوا نقطة هاتموت" من أشهر الجمل التى تخصصت فيها السينما المصرية تحديدا، والتى استغلتها الشخصيات الإجرامية بالأفلام فى تنفيذ خططها الماكرة.
"خيال كوميدى" هو ما يؤكده عنها المنيسى، موضحا أن لكل علاج جرعة زائدة تمثل خطورة على صحة الإنسان فى حالة تناولها، كما تختلف من دواء إلى آخر فعلاجات أمراض القلب لا تقارن مثلا بالمسكنات الخفيفة، ولكن لكى تتسبب فى الوفاة يجب أن تكون الجرعة مفرطة وتسمى "الجرعة التسممية"، كالتى يتناولها من يرغب فى الانتحار، ولكن زيادة أو نقصان جرعات ضئيلة مثلما تروج لها الأفلام أمر غير واقعى.
دكتور جيكل مش هايتحول لمستر هايد لأن مريض الفصام بيقلد وبس
"دكتور جيكل ومستر هايد" من أشهر الأفلام السينمائية، التى أعيد إنتاجها لمرات، بل وظهرت عشرات الأفلام الأخرى، التى يعانى بطلها من نفس الحالة "فصام وازدواجية الشخصية".
وعن حقيقة هذا المرض وصفات الشخصية، التى تعانى منه، يوضح استشارى الأمراض النفسية الدكتور جمال فرويز أنه بالطبع هناك ما يسمى الشخصية الازدواجية أو الانشقاقية فى الطب النفسى، ولكن السينما أعطتها بعدًا دراميًا أقرب للخيال ولا يمت للواقع بصلة، فمريض الازدواجية شخص يعبر عن ضغوط عديدة تعرض لها وأفقدته الثقة بشخصيته الحقيقة، وبالتالى فهو يلجأ لتقليد أحد الشخصيات التى يختلط بها وتثير إعجابه، وغالبا ما تكون شخصية معاكسة لطبيعته التى يمقتها، والأمر لا يتجاوز تقليده لها فى طريقة الحديث والملبس وبعض السلوكيات الأخرى ولكن ذلك يتم وهو فى كامل وعيه، كما لا ينعزل عن واقعة نهائيا.
ويوضح فرويز أن تلك الحالة لا تأتى منفردة أو بدون مقدمات، فغالبا ما يكون الشخص الازدواج مصابا بأمراض نفسية أخرى كالهستيريا مع وجود مشكلة فقدان نسبى للذاكرة، وهى العوامل التى تساهم بصورة كبيرة على زيادة حدة أعراض الازدواجية.
فى الطب السينمائى كذب المخرجون ولو صدفوا.. مفيش مرض هايموتك بعد شهرين.. وفصام الشخصية مش هايحولك من دكتور جيكل لمستر هايد.. أما لو أخذت أكثر من 15 نقطة من الدواء مش هايجرالك أى حاجة
الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014 12:15 م
فيلم دكتور جيكل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة