بعد منع رقابة المصنفات الفنية لفيلم "الخروج: آلهة وملوك" الذى يتناول قصة حياة سيدنا موسى، رفض عدد من المبدعين والنقاد هذا القرار جملة وتفصيلا، واعتبروا أنه يشكل نوعًا من الوصاية الفكرية على الشعب المصرى وهو أمر غير مقبول فى دولة صنعت التاريخ، حيث قال السيناريست بشير الديك إنه ضد قرار منع الفيلم تمامًا، مشيرا إلى أن هذا القرار لن يكون حائلًا لوصول الثقافة الأجنبية للشعب المصرى لأن الدول الأجنبية لديها العديد من الوسائل الثقافية التى يستطيعون من خلالها أن يروجوا لأفكارهم وأبرزها الإنترنت ونشر الكتب.
وأضاف "الديك" أن الأفضل والأصح هو أن يتم عرض الفيلم للجمهور على أن يقوم النقاد والكتاب بحملة ضده إذا رأوا أنه غير مناسب، ويظهرون للشعب أن الفيلم لا يتفق مع المعتقدات الدينية أو غيره، فيحدث نوع من الحراك المجتمعى حول الموضوع مما يثرى ثقافة الناس، لأن هذا هو السيناريو الطبيعى الذى يحدث فى مثل هذه المواقف فى أى دولة ناضجة، ونحن نحلم أن نكون دولة ناضجة.
وتابع السيناريست بشير الديك أن الرقابة من المفترض أن تكون جزءا من وزارة الثقافة المسئولة عن ثقافة الشعب المصرى، ولو رأت وزارة الثقافة أنه يجب اتباع مبدأ "الوصاية الفكرية" على الشعب المصرى لأنه غير مؤهل لمشاهدة عمل فنى وتكوين رأى بشأنه فهذه كارثة وتدل على فشل الوزارة فى مهمة تثقيف الشعب المصرى، وعلى وزير الثقافة أن يستقيل فورا لأنه ليس مؤهلا لمنصبه، كما أن ثقافة المنع هى دليل قاطع على أن الوزارة تنظر للشعب المصرى على أنه لا يزال قاصرًا، ونحن لا نرضى أن نكون قاصرين خاصة فيما يتعلق بالأمور الثقافية.
واتفق من ناحيته الناقد الفنى عصام زكريا مع السيناريست بشير الديك قائلا: "يجب أن يكون لدى الرقابة الشجاعة لمواجهة الحقائق من أنها لن تستطيع أن تمنع أى عمل فنى فى ظل السموات المفتوحة، مشيرا إلى أنه يجب استغلال الجدل الذى قد يحدثه الفيلم فى زيادة ثقافة الشعب تجاه الحقائق التاريخية والدينية والمنع لم يكن أبدا حلًا، ولكنه يعكس البلادة الثقافية فى المجتمع.
وأضاف أن قرار منع الفيلم لم يكن امتثالا لفتوى الأزهر بتحريم تجسيد الأنبياء على الشاشة، ولكن لأنه يناصر اليهود، لأن عندما تم عرض فيلم "آلام المسيح" الذى كان يجسد السيد المسيح تم استثناؤه من هذه الفتوى، ولكن منع فيلم الخروج للآلهة كان بسبب مناصرة الفيلم لليهود.
وتابع أن قرار الرقابة يدل على أننا ننهار ثقافيًا وعرض الأعمال الفنية الإيرانية التى تجسد الأنبياء أثبت أن الناس أصبحت لا تصدق كل ما تراه على الشاشة وأصبحت على درجة من الوعى والثقافة لا يصح أن تتجاهلها الرقابة وتمنع عرض الفيلم.
كما قالت الناقدة ماجدة موريس إننا أصبحنا نعيش فى زمن "اللامعقول" لأن قضية منع الأفلام التى تجسد الأنبياء أصبحت قضية شبه عبثية، فإذا كان قرار الرقابة بوجود أخطاء تاريخية وفنية فالأفضل هو عرض الفيلم للجمهور، ونشر بيان بهذه الأخطاء للمشاهد البسيط الذى لا يملك أى ثقافة، كما أن الجدل القائم حول منع الأفلام هو فى صالح المنتجين، لأن هذا يولد حالة من الفضول عند الجمهور لمشاهدة الفيلم والبحث عنه، ووسائل الإنترنت والاتصال والتكنولوجيا قامت بتسهيل البحث عن الأفلام ومشاهدتها.
وأضافت موريس أنه إذا وُجد نص لمنع تجسيد الرسول محمد عليه السلام، فإنه لا يوجد أى نص دينى بمنع تجسيد الصحابة والمبشرين، كما أن السعودية قامت بإنتاج مسلسل "عمر بن الخطاب" بتكلفة 200 مليون ريال سعودى، فلماذا لا تمنع إنتاجه وعرضه وهى دولة الكعبة.
ومن جهته قال الناقد طارق الشناوى إن المشكلة تكمن فى الأزهر الشريف، وأن القيادات المنوط بها مواجهة تجمد الأزهر لا تمتلك الجراءة الكافية على مواجهته، مشيرا إلى أن جمود الأزهر يبدأ من شيخ الأزهر نفسه لأنه يرفض تمامًا أى مرونة تتعلق بالتجسيد.
وأضاف أن السبب الحقيقى وراء المنع هو أن الفيلم يجسد شخص النبى موسى والدولة تريد منع الفيلم حتى لا تدخل فى معركة مع الأزهر الشريف، ولذلك أكد بيان الرقابة أن السبب الرئيسى وراء قرار منع الفيلم هو وجود أخطاء تاريخية به، لافتا إلى أن الأزهر مقيّد فى الحقيقة بقرارات توارثها عبر نحو 100 عام، بدأت بمنع تجسيد الأنبياء وصلت إلى الخلفاء والصحابة والمبشرين وآل البيت، أى أنه فى الحقيقة يمنع تجسيد أى شخصية مرت فى التاريخ الإسلامى طوال عهد الرسول.
وقالت الناقدة ماجدة خيرالله إن كل المؤسسات تستسلم لضغط الأزهر، فتجسيد الأنيباء والصحابة هو موضوع محسوم من قبل، لأنه تم تجسيد المسيح عدة مرات بالإضافة إلى أنه لا يوجد نص قرآنى يمنع التجسيد، قائلة: "لا أعلم تحت أى بند يعتمد علماء الأزهر على منع تجسيد الأنبياء، لأنه إذا كان مبرر الرقابة لمنع الفيلم هو وجود أخطاء تاريخية، فالكثير من المسلسلات والأفلام تم عرضها بأخطاء ولم يتم وقفها من قبل الرقابة وإذا كان القصد من منع الفيلم هو وضع اليهود فى مصر وقت بناء الأهرامات، فما تتناوله قصة الفيلم حقيقة، لأن اليهود كانوا متواجدين فى مصر وقت البناء، ولكن هذا لا يعنى أنهم هم من قاموا ببنائه وتصميمه، فهم كانوا مجرد أشخاص يقومون بنقل معدات العمارة "كالطوب"، وأن عظمة الأهرامات وجدت فى معجزته الهندسية الموضوعة من قبل المهندسين الفراعنة المصريين".
بعد منع رقابة المصنفات "الخروج للآلهة"..مبدعون ونقاد يرفضون الوصاية على الشعب..بشير الديك: لجوء وزير الثقافة لـ"المنع" دليل فشل وزارته..وعصام زكريا:المنع ليس امتثالا لفتوى الأزهر والفيلم يحمل مغالطات
الخميس، 25 ديسمبر 2014 03:41 م
فيلم "الخروج للآلهة"
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
R
الي الناقدة ماجدة خير الله
عدد الردود 0
بواسطة:
R
الي الناقدة ماجدة خير الله