انتشرت قوات خاصة إسرائيلية اليوم الأحد، فى المسجد الأقصى المبارك ومرافقه لتأمين الحماية للمستوطنين المتطرفين خلال جولاتهم الاستفزازية للمسجد بحراسات معززة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال.
واختتمت الجماعات اليهودية المتطرفة فترة اقتحاماتها للمسجد فى ساعات الصباح، وتستعد الآن لاقتحامات إضافية من باب المغاربة.
وكانت الاقتحامات تجددت صباح اليوم بمجموعات صغيرة ومتتالية، فى حين يتواجد عشرات المصلين وطلبة مجالس العلم ومدارس القدس فى المسجد الأقصى، وينتشرون إلى جانب حراس وسدنة المسجد فى كافة أرجائه، لمنع أى محاولة من المتطرفين إقامة طقوس أو شعائر تلمودية فيه.
على الصعيد ذاته طالب الدكتور حنا عيسى الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الفلسطينيين والمقدسيين بحفظ خريطة القدس وأسماء المناطق والأحياء العربية بها للحيلولة دون تهويدها من قبل الاحتلال الإسرائيلى الذى يواصل سياسة التضييق على المقدسيين بكافة الأساليب والطرق حتى باتت حياتهم شبه مستحيلة.
وقال عيسى، فى تصريح خاص لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط برام الله اليوم، "إن مدينة القدس توجه رسالتها للعالم بأسره ونحن على أعتاب العام الجديد عسى أن تصل يوما ما، حيث تحتاج المدينة المقدسة هذا العام أكثر من أى وقت مضى دعما كاملا فى كافة مناحى الحياة فيها".
وأضاف أن الدعم المالى للمقدسيين يعتبر أهم نقطة فى مساعدتهم على الصمود فى وجه ترسانة التهويد والتهجير والمخططات التلمودية حتى بات المقدسيون يعيشون فى سجن كبير تمارس فيه قوات الاحتلال كافة أشكال الاضطهاد والتعذيب.
وأوضح أن المقدسيين يعانون من سياسة التضييق من قبل سلطات الاحتلال، وفرض غرامات مالية باهظة عليهم لإجبارهم على الرحيل من القدس، مما يؤدى إلى تناقص أعداد المرابطين بالقدس والمدافعين عن الأقصى المبارك.
وأكد أنه لا بد من توفير دعم قطاع الإسكان، حيث أن السكن من أبرز معاناة المقدسيين فى أرضهم، فى ظل ما تفرضه حكومة الاحتلال وبلديتها فى المدينة المقدسة من قوانين صارمة تمنع المقدسيين من ترميم منازلهم، أو البناء على أراضيهم، فضلا عن مصادرة الأراضى وهدم المنازل، حيث بات المقدسيون يعيشون فى بيوت قديمة تفتقر لأدنى درجات الصحة، فهى شديدة البرودة فى الشتاء تغمر المياه رؤوس أصحابها جراء الشقوق، وشديدة الحر فى الصيف مليئة بالحشرات، لذلك لا بد من وقفة حازمة لإعانة المقدسيين على الصمود والتحدى من خلال المنح السكنية وإعادة الترميم.
أما قطاعات الصحة والتعليم، فإن القدس تعانى من نقص فى المستشفيات والعيادات الصحية، إضافة إلى نقص حاد فى المدارس ومستلزماتها حيث بات آلاف الطلاب دون مقاعد دراسية، والعديد من المرضى لا يجدون العلاج، لذا يعتبر توفير المعدات الطبية والمراكز الصحية ومستلزماتها، إضافة لدعم قطاع التعليم فى المدينة من أولويات نصرة المقدسيين.
وأشار إلى ضرورة إعداد خطة توعوية إعلامية لإطلاع الرأيين العربى والدولى على ما يدور داخل مدينة القدس من عمليات تهويد وتهجير للسكان وسرقة للتراث الإسلامى، وهذا الأمر يكون من خلال نشر الخرائط التى تخص مدينة القدس من خرائط السكان وخرائط التراث وخرائط الحفريات وغيرها، وكذلك نشر مقاطع الفيديو والدراسات والتقارير التى توثق ما يدور داخل القدس وتحت المسجد الأقصى المبارك.
وبالنسبة لأعياد الميلاد، قال عيسى إن احتفالات هذا العام فى القدس وكافة الأراضى الفلسطينية كانت "رائعة" رغم بطش الاحتلال، حيث احتفل المسلمون والمسيحيون بالأعياد على الطريقة الفلسطينية الوطنية، وكان الجميع فرح بالحشود الوطنية والإسلامية- المسيحية فى القدس المحتلة.
وأضاف أن أعياد الميلاد فى القدس هذا العام أكدت على أن القدس عاصمة الشعب الفلسطينى ودولته العتيدة القادمة، وأن السلام لن يكون إلا بأن تكون المدينة مفتوحة لجميع اتباع الديانات السماوية الثلاث الإسلامية والمسيحية واليهودية.
وأوضح أن الاحتلال ما زال يصر بعنجهيته البغيضة على تعكير هذه الفرحة من خلال جدار الفصل العنصرى الذى يحرم أبناء الضفة الغربية وقطاع غزة من المشاركة فى هذه المناسبة العطرة فى مدينة القدس المحتلة حيث توجد كنيسة القيامة، المكان الذى كان منه قيامة المسيح، كما يواصل الاحتلال اعتداءاته على المقدسات الإسلامية المسيحية، فهى فرحة تنتابها غصة الظلم.
وأشار إلى أن القدس ستبقى منارة ومحبة ودفئا للجميع وقال "تحية للقدس ومن فيها وألف تحية لأهلها ومحبييها تحية للنسيج الاجتماعى فيها، وأقول "قم للقدس وحيى من فيها إن فى القدس جنود الله تحميها".
انتشار قوات خاصة إسرائيلية بالأقصى لتأمين جولات المستوطنين
الأحد، 28 ديسمبر 2014 02:05 م
اقتحام المسجد الأقصى ـ صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة