جيش الاحتلال يدرب قواته على "حرب المدن".. وحدات "قصاصى الأثر" الإسرائيلية تنتشر على طول الحدود مع مصر وسوريا ولبنان.. ويتلقون تدريبات خاصة لتعزيز قدراتهم بالمناطق المأهولة

الأحد، 28 ديسمبر 2014 12:14 م
جيش الاحتلال يدرب قواته على "حرب المدن".. وحدات "قصاصى الأثر" الإسرائيلية تنتشر على طول الحدود مع مصر وسوريا ولبنان.. ويتلقون تدريبات خاصة لتعزيز قدراتهم بالمناطق المأهولة مقاتلون من وحدة قصاصى الأثر فى الجيش الإسرائيلى
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلى منذ الأسبوعين الماضيين إجراء تدريبات خاصة لقواته من وحدات "قصاصى الأثر" تعد الأولى من نوعها، بهدف تعزيز قدراتهم الحربية داخل المناطق المأهولة بالسكان فيما يعرف باسم "حرب المدن".

وكشف موقع "واللا" الإخبارى الإسرائيلى، التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن السبب فى تلك التدريبات لوحدات قصاصى الأثر لأنهم أول من يصل إلى قلب المدن فى أى صراع مع الجيش الإسرائيلى سواء فى غزة أو خارجها، ما يحتم عليهم إدارة عمليات معقدة تختلف عما تعودوا عليه فى العمليات الجارية قرب الجدار الأمنى الفاصل مع غزة.

وفى إطار تنفيذ التدريب بشكل يتماشى مع ظروف الحرب داخل مناطق مأهولة، تم إجراء التدريب فى مدينة "رهط" العربية فى صحراء النقب القريبة من الحدود المصرية – الإسرائيلية، وشمل التدريب ملاحقة مسلحين داخل مناطق مكتظة بالسكان، وتم تنفيذ التدريب حسب الدروس التى تم استخلاصها من عمل قصاصى الأثر خلال حرب "الجرف الصامد" الأخيرة على قطاع غزة.

وفى السياق نفسه، سلط موقع "مكور" الإخبارى الإسرائيلى الضوء على وحد "قصاصى الأثر" فى الجيش الإسرائيلى، موضحا أنها تتألف من عدة مئات من المقاتلين، غالبيتهم العظمى من أبناء "الطائفة البدوية" العربية فى إسرائيل، وأنهم يخرجون كل يوم فى جميع أحوال الطقس للقيام بمهمات وهم مسلحون بسترة واقية خفيفة الوزن وبندقية M-16 وأن لديهم حاسة بصر وشم عاليتين، ويتجولون فى جميع الحدود الإسرائيلية سواء مع مصر أو سوريا أو لبنان والأردن، للبحث عن أى مسلحين أو ومهربين.

وأشار الموقع الإسرائيلى إلى أنه فى الوقت الذى تطلق فيه إسرائيل إلى الفضاء أقمارا صناعية عالية التكنولوجيا لأغراض التجسس والتصوير الدقيق، وتدخل إلى الوحدات العسكرية أنظمة متطورة ووسائل مراقبة متقدمة للغاية إلى أنه ليس هناك بديل لعناصر تقفى الأثر.

ولفت الموقع الإسرائيلى إلى أنه على مر السنوات الماضية لحقت بوحدات تقصى الأثر الإسرائيلية، خسائر فادحة فى ساحات المعارك المختلفة، وبالإضافة إلى ذلك اضطر عناصر تلك الوحدات من البدو العرب بالنقب لمواجهة التعامل السلبى تجاههم فى بيئتهم ومجتمعهم العربى المسلم فى إسرائيل لأنه ينظر إليهم بأنهم "عملاء للاحتلال الإسرائيلى".


وقام محرروا الموقع الإسرائيلى بجولة مع وحدة قصاصى الأثر فى إحدى التدريبات الميدانية الراهنة بقيادة اللواء زهير فلاح الهيب، قائد وحدة تقصى الأثر، ورصد الموقع تدريبات الجنود الشباب والقدماء للتعرف على المتفجرات والأنفاق وكل ذلك اعتمادا على ما توفره الطبيعة من شجيرة مكسورة، أو تحرك حجر أو لون الأرض أو أثار الأقدام.

وقال قائد الوحدة للموقع العبرى: "إن قطاع غزة، والحدود بين إسرائيل ومصر، والأردن، وسوريا أو لبنان جميعها مشبعة بوسائل المراقبة والاستخبارات التى يتم السيطرة عليها عن بعد، وما زالت لا تقترب أية قوة من السياج دون قصاص للأثر فى المقدمة، وذلك لأنها حدود خطرة وقصاصو الأثر هناك يعتبرون هدفا ذا جودة بالنسبة للقناصة والفرق المضادة للدبابات".

وأضاف الهيب ـ البدوى الأصل ـ: "قصاص الأثر هو مهنة نعيشها منذ الطفولة، رعاة الغنم الذين ترعرعوا فى المزارع وساروا خلف الماعز والإبل، والأشخاص الذين يعيشون على الأرض، ورغم أن التقاليد البدوية آخذة بالتلاشى لأن المجتمع يمر بتحضر سريع، فلا زالت التقاليد موجودة، بجانب الإحساس بالطبيعة بالإضافة إلى فهم المنطقة، وإنه قد تكون هذه القدرات وراثية، وكامنة فى الجنود البدو الذين يخدمون فى الجيش الإسرائيلى".

وتسأل الموقع الإسرائيلى كيف يمكن لقصاصى الأثر وحدهم، من أبناء المجتمع البدوى شم وتحديد فطر "الكمأ" فى "وادى العربة" بقرب الأردن وصحراء النقب، وأجاب الهيب للموقع العبرى: "يأتى قصاص الأثر مع هذا الإحساس ونحن نطور له ذلك زيادة بما فى ذلك العمل مع سائر قوى الجيش"، موضحا أن وحدة قصاصى الأثر تعمل فى المقام الأول على الخبرة، حيث يجتاز قصاص الأثر الذى ينهى التدريب الأساسى دورة من أربعة شهور ويكتسب لاحقا مراحل مهنية.

وأضاف قائد الوحدة الإسرائيلية: "حسب الظل والشمس وهطول الأمطار يستطيع أن يعرف مقاتلوا قصاصى الأثر إذا كانت هناك محاولة للتهريب على الحدود أم لا، وهل من اجتاز الحدود كان أعرجا، فالشخص الأعرج يدخل الرجل السليمة بشكل أعمق فى الأرض، ويستطيع أن يعرف إذا ما كان يحمل شيئا على ظهره وإلى أين هو ذاهب؟".

وأوضح المسئول العسكرى الإسرائيلى أن التنظيمات المسلحة تحاول باستمرار طمس آثار اقدامها لتضليل قصاصى الأثر، مضيفا: "هناك العديد من الطرق، على سبيل المثال عندما يمرون مع إسفنجة على الحذاء، وأكثر ندرة أولئك الذين يجتازون مع أحذية وضع تحتها جلد الغنم، وهناك من يحاول التغطية بواسطة فرع وهو الأكثر شيوعا، ولكن ليس لدى قصاصى الأثر أية مشكلة فى كشف ذلك وكل تغيير فى الأرض تكشفه عيونهم، ويدركون على الفور أن شيئا ما ليس على ما يرام"، على حد قوله.

وأشار الموقع الإسرائيلى إلى أنه منذ 23 عاما يخدم لهيب فى الجيش الإسرائيلى بعد أن بدأ طريقه كمقاتل فى لواء "جولانى" وتقدم فى المناصب حتى وصل لمنصب نائب قائد كتيبة، والآن ضابط قصاصى الأثر فى شعبة الأغوار.

وقال الهيب إن مهنة قصاصى الأثر خطيرة لسبب بسيط هو أن عناصرها يكونون دائما فى طليعة الجنود والوحدات المقاتلة، ويعتبر قصاص الأثر جزءًا لا يتجزأ من الدفاع، مضيفا: "رغم كل التكنولوجيا فليس هناك بديل للعيون البشرية، لأن هناك عدة عوامل مؤثرة، كحالة الطقس أو الليل والضباب، وليس هناك تأثير تقريبا على عينى قصاص الأثر، ولكن الأهم هو قدرة قصاص الأثر على التحليل، لأنه إلى جانب الأثر فهو ملزم بتقديم صورة الوضع الحالى عن العدو الذى يواجه القوة".


موضوعات متعلقة

إسرائيل تحرك بطاريات القبة الحديدية للجنوب وسط مخاوف من إطلاق صواريخ











مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة