بداية يجب أن نثمن ونثنى على الدور السعودى العربى فى محاولات الصلح المصرية القطرية، والبدء فى خطوات جادة من الجانب القطرى لإثبات حسن النية من جانبهم، ولكن وفى إطارارتفاع حالة الوعى والإدراك الشعبى المستنير لجموع المصريين كانتج فعلى للأحداث الراهنة والسابقة نود أن نثير هنا عدة تساؤلات هامة.
هل حقا هناك رغبة حقيقية من الجانب القطرى لاستعادة العلاقات الطبيعية مع مصر؟
على الرغم من مما تم طرحه ونقاشه على قنوات الجزيرة خلال الفترة السابقة من تحريض وتمويل ومساندة لتيار الجماعة الإرهابية وفتح الأراضى القطرية للجوء إليها؟
وهو حقا انتهى هذا الدور بغلق القناة؟
أم أن هناك كما يثار قنوات أخرى تلعب نفس الدور بطرق غير مباشرة؟
هل يرغب الشعب المصرى بقياداته السياسية والشعبية والحزبية ومثقفيه بقبول تلك المحاولات للمصالحة؟
أم أنه يجب أن تسبقها إجراءات حاسمة على أرض الواقع لإثبات حسن النية وتسليم كل من تورط فى إراقة الدم المصرى طوال الفترة الماضية .
إن المتتبع للدور القطرى حتى قبل ثوره الخامس والعشرين من يناير 2011 يستطيع أن يرى ويتلمس دور تلك القناة (المسمومة) فى المتاجرة بمختلف القضايا والملفات المصرية مع بداية ظهور الفضائيات وانتشارها مع مطلع القرن الواحد والعشرين .
وكيف كان يتم الطرح والبحث والمناقشة فى مختلف نواحى حياة المصريين والتركيز الدائم على كل ما هو سلبى وإبراز الكوارث دونما الإنجازات.
لست هنا بصدد تقييم تجربة قناة إخبارية تجاوزت الدور الإعلامى لما هو أبعد من ذلك بكثير، ولكنى أطرح النقاش عن منظومة سياسية تداخلت بطريقة فجة وشرسة فى الشأن المصرى.
قد يتسأل رجل الشارع المصرى البسيط لماذا هذه المصالحة وفى أى إطار سوف تكون؟
وقد يرى فريق آخر بخلفية أخرى أن "المصالح قد تتصالح" وأن عالم العلاقات الدبلوماسية يختلف كليا عن عالم المعلومات والأمن القومى ،وأنه يجب الفصل بين هذا وتلك من منطلق العلاقات العربية والإسلامى.
حسنا ولكن يجب أن نعرف جيدا أن هناك مواطنا مصريا أصبح مهموما بألشان المصرى العام والسياسى وأصبحت القضية بالنسبة له هو مستقبل وطن يرتبط بخطوات جادة من قيادته للبناء وعدم تكرار أخطاء الماضى ومحاسبة كل من تورط ودبر وخطط لعنف وتخريف ومزيدا من إراقة الدماء .
وقد يذهب البعض مع الفارق الجوهرى والموضوعى لحالة معاهدة السلام مع إسرائيل ويقول إن كنا قبلنا بهذا فلماذا لا نقبل تلك؟
كل هذه مجرد تساولات قد تطرح من مختلف الاتجاهات والتيارات داخل الوطن ولكن العبرة فى النهاية، هو ما تربو إليه القيادة السياسية.
وما أزعم أننى أثق فيه تمام الثقة أن على رأسها رجل هو بالأساس رجل أمن ومعلومات ويعرف جيدا تقدير كل ما يقدم عليه من خطوات فى تلك المرحلة شديد الخطورة والحساسية فى عمر الوطن .
دعونا لا نلهث وراء ظواهر الأمور وننتظر لنرى الغد، فالدرس كان هاما وقد تعلمناه جيدا.
شنودة فيكتور فهمى يكتب: على هامش المصالحة القطرية
الأحد، 28 ديسمبر 2014 06:14 م
عبد الفتاح السيسى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة