أسماء تلمع وتطغى على المشهد الإعلامى وتصبح حديث العالم، ويتم فى نهاية كل عام اختيار إحداها لتكون "نجم العام" فى تقليد سنوى متبع فى مختلف الدول، هذا العام رشحت 20 كلمة عربية، حرف "السين" ليكون نجم عام 2014، حيث كان هذا الحرف قاسما مشتركا بين الكلمات العشرين التى أحرزت أكثر معدلات الترديد خلال العام الحالى إما بمفردها أو فى جملة مفيدة.
الكلمات التى ضمت "حرف السين" وجعلته جديرا بلقب نجم العام، هى "السيسى، السبسى، السعودية، السود فى أمريكا، قناة السويس الجديدة، سيناء، فيروس الإيبولا، الإسلام، السلام، ساركوزى، فلسطين، سوريا، سونى، أفغانستان، استحقاقات خارطة الطريق "الدستور والرئاسة"، القدس، محاكمة مرسى، أديس أبابا، روسيا، وسوفالدى " .
حيثيات اختيار حرف السين جاءت لأنه كان حرفا مكررا فى اسم الرئيس السادس والحالى لمصر الرئيس عبد الفتاح "السيسى" والذى كان انتخابه ضربة قاصمة لتنظيم الإخوان، وقد باركت معظم الدول إلا قليل هذه الخطوة واعترفت بشرعيته، وهو يسابق الزمن ليتمكن من خلق فرص عمل للشباب وإنعاش الاقتصاد وإعادة مصر لمكانتها الرائدة.
"استحقاقات خارطة المستقبل" التى صاغها جيش مصر بالاتفاق مع القوى السياسية فى المجتمع جمعت حرف السين فى كلماتها توازيا مع خروج الحشود المصرية فى يناير لتقول نعم للاستحقاق الأول "للدستور" الذى لم يقل أهمية عن ثورة 30 يونيو، ونعم للسيسى رئيسا فى الاستحقاق الثانى (الانتخابات الرئاسية) التى جرت منتصف العام.
وحرف السين اللأشهر فى مصر كان أحد حروف عقار "السوفالدى" الذى بدأ توفيره فى القاهرة لعلاج مرضى فيروس سى منتصف شهر أكتوبر الماضى، ويجرى حاليا العمل لتعميم توفيره على مراحل فى باقى المحافظات، والسين فى كلمة "السويس" كانت أيضا حرفا رئيسيا لأشهر مشروع قومى يمكن وصفه بمشروع القرن، حيث يخدم حركة التجارة فى العالم وهو مشروع تنمية إقليم قناة السويس باستثمارات مبدئية تقدر بحوالى 3500 مليون دولار، وإنشاء قناة السويس الجديدة باكتتاب مصرى مائة فى المائة.
فيما يمثل حرف السين أولى حروف كلمة "سيناء" التى تتطهر حاليا من الإرهاب بحملة أمنية مكثفة، والإرهاب في "سيناء" هو سلسلة من العمليات الإرهابية التى تمت بواسطة المتشددين الإسلاميين فى شبه جزيرة سيناء، وبدأت فى أوائل عام 2011 نتيجة تداعيات ثورة 25 يناير وقوبلت هذه العمليات برد قاسٍ من الحكومة المصرية المؤقتة منذ منتصف عام 2011 تمثل فى العملية المعروفة باسم "عملية النسر"، ومع ذلك، استمرت الهجمات ضد الحكومة والمرافق الخارجية فى المنطقة فى عام 2012، مما أدى إلى حملة ضخمة من قبل الحكومة المصرية الجديدة باسم "عملية سيناء"، وفى مايو عام 2013، فى أعقاب اختطاف ضباط مصريين، تصاعد العنف فى سيناء مرة أخرى، بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى شهدت سيناء "مواجهات غير مسبوقة" بين القوات المسلحة المصرية والجهاديين.
وحرف السين يذكر بما تعرض له "الإسلام" خلال العام الحالى من هجمة شرسة أطلت برأسها ضد الإسلام والمسلمين فى الغرب وتعرضه للتشويه من المتأسلمين ومحاولات الأزهر الشريف والدول الإسلامية لإنقاذه، ويوجد حرف السين فى كلمة "السلام" الذى كان مفقودا فى العالم خلال العام الحالى فلا أحد يفكر حاليا إذا كان العالم يؤمن بالسلام أم لا، فى المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط ككل ولم يعد أحد من الساعين للسلام ولا الشعوب التى تعتبر السلام هو الحل الحقيقى لقضاياها.
ومحاكمة الرئيس المعزول "مرسى" وأعوانه فى العديد من القضايا وأبرزها تهمة التخابر مع جهات أجنبية والاتحادية، "أديس أبابا" العاصمة الإثيوبية، كانت أحد الكلمات التى شغلت الرأى العام فى مصر نتيجة لقيامها ببناء سد النهضة، وانفراجه تمثلت فى إجراء مفاوضات بين القاهرة وأديس أبابا لاحتواء الموقف ودراسة الآثار المترتبة على إنشاء السد من نقص حصة مياه النيل فى مصر.
ويمثل حرف السين حرفين من حروف اسم باجى قائد "السبسى" السياسى والمحامى التونسى ورئيس حزب نداء تونس الذى يتسلم السلطة هذا الأسبوع رئيسا لدولة تونس خلفا لمنصف المرزوقى، وحرفا من حروف المملكة العربية "السعودية" التى تتبنى بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز محاولات رأب الصدع بين الدول العربية ومبادرة لعودة قطر للسرب العربى، ومباركة سعودية لجميع الخطوات التى تقوم بها مصر ولثورة 30 يونيو.
و"روسيا" التى يتوسط حروف اسمها حرف السين احتلت الكثير من المشهد الإعلامى هذا العام لمحاولاتها استعادة مجد القيصر، مؤكدة أنها لم تعد الدولة التى يمكن أن تتراجع أمام التحديات وأنها بدأت فى التركيز وحشد قواها مرة أخرى لترد بالشكل المناسب على ما يواجهها من تحديات، وأنها القادرة دوما على تخطى الصعاب وتحقيق الانتصارات بالرغم من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من الغرب والولايات المتحدة نتيجة الأزمة الأوكرانية، بالإضافة إلى أحياء التقارب المصرى الروسى.
وحرف السين هو الحرف الثالث فى كلمة "السود"، حيث شهدت واشنطن مظاهرات حاشدة من السود فى أمريكا للمطالبة بإحقاق العدالة، بعدما أثارت عدة قضايا لمقتل أشخاص سود إثر هفوات ارتكبتها الشرطة الرأى العام، ورفع المتظاهرون الرافضون لعنصرية الشرطة ضد السود عبارة "أوقفوا قتل السود" على لافتات، واجتاح الغضب أمريكا واندلعت مظاهرات احتجاجية فى 170 مدينة أمريكية.
ويحمل "فيروس" الإيبولا والمرض المصاحب له الذى كان الحدث الأعظم فى المجال الصحى خلال عام 2014 يحمل حرف السين ضمن حروفه، هذا الفيروس اقتحم دول غرب إفريقيا فى صورة وباء مسببا وفاة الآلاف من الضحايا وجعل دولا تغلق مطاراتها وأخرى تعلن حالات الطوارئ وتستنجد بدول الغرب لإعطائها ما يخفف من وطأة هذا الوباء.
وشهدت "أفغانستان" التى يمثل حرف السين فيها الحرف السادس فى حروفها التسع انتهاء الحرب فيها أواخر هذا العام بعد 13 عاما من القتال والقضاء على حكم طالبان وانسحاب القوات الأمريكية منها، وكلمة "القدس" تضم أيضا حرف السين ومازال خلال العام الحالى يشهد ممارسات إسرائيلية متتالية لتهويده، متواكبة مع اعتراف العديد من دول الاتحاد الأوروبى بحق الفلسطينين فى دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، واعتراض الدول الأعضاء فى مجلس الأمن على هذا الحق.
وأخيرا تعرض شركة "سونى" بيكتشرز لهجوم إلكترونى لإنتاجها الفيلم الكوميدى "المقابلة" عن رئيس كوريا الشمالية واغتياله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة