قال رئيس وزراء مصر الأسبق: إن العولمة هى عالم فيها تقدم تكنولوجى، لكن فيها ظلمة وتخلف وجدانى، فإذا نظرنا للعالم الآن نجد جزءا منه متطورا جدًا، وجزءا آخر لا يجد قوت يومه، ولذلك فهى عولمة متوحشة، ونحن أمام حضارة لا إنسانية، فإن الهدف من خلق النظم الاجتماعية هى سعادة البشر، ومع ذلك فلا نرى أى سعادة حقيقية.
وجاء ذلك خلال المحاضرة التى ألقاها الدكتور عصام شرف، رئيس وزراء مصر الأسبق بعنوان "المستقبل.. ورنين الوطن"، واختار لها عنوان فرعى بعنوان "حلم العودة"، مساء اليوم الاثنين، بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، بحضور الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة المصرى، والدكتور يحيى الجمل، رئيس الصالون العربى الثقافى، والدكتور محمد عفيفى، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، والشاعر الدكتور أحمد تيمور، والدكتور سمير رضوان، وعدد كبير من رموز السياسة والثقافة.
- تساقط الثروة
وأوضح الدكتور عصام شرف، أنه كان المقصود بالرأسمالية، والعولمة، هو تساقط الثروة، ولكن ما حدث غير ذلك، فهناك فئة معينة تتمتع بكل شىء بشكل ثابت، وباقى الفئات تعانى من كل شىء، وهو ما يشبه نظرية الغنى يزداد غنى، والفقير يزداد فقرًا.
- التغلغل الثقافى وغياب الأخلاق
وأشار الدكتور عصام شرف إلى التغلغل الثقافى، وحالة العولمة الثقافية، والسيولة بين الثقافات، مؤكدًا هذه المصطلحات أحدثت فى الطبقة العليا صراع فى الأيديولوجيات، أما الطبقة الوسطى أحدثت فيها غيابا للأخلاق، بينما بقت الطبقا الدنيا مثلما هى ينتشر بينها الفقر والجهل والمرض؛ وهذا للأسف هو حال العالم اليوم.
- العالم يدمر نفسه
وأكد رئيس وزراء مصر الأسبق، أنه إذا استمر الوضع لما هو عليه، سيدمر العالم نفسه، فهذا العالم يحتاج إلى من ينقذه إنسانيًا، نحن نحتاج إلى عالم جديد وعولمة رحيمة، تحل محل العولمة الشرسة الأنانية، لا تطيح بالآخر الضعيف بل تؤمن به، وتتبنى التنوع والتعايش مع الاختلاف تحقق حلم الإنسانية وليس حلم من يظن إنه امتلك الإنسانية، نحتاج مشروع حضارى عولمى جديد.
- مصر قادرة لخلق التوازن بين العالم
وأوضح عصام شرف أن هذه العولمة الجديدة التى ننشدها يمكن تحقيقها من خلال مصر، فمصر هى صاحبة الحضارة التى حققت التوازن السامى بين العالم الخارجى المادى، والعالم الداخلى الوجدانى، ومصر لديها كنز من لبحضارة والقيم، ويمكنها أن تستدعيها، وسيستجيب لها العالم، المتعطش إلى القيم.
- المستقبل صناعة إنسانية
كما أشار الدكتور عصام شرف إلى أن هناك حالة من الردة الوطنية تحتاج استتابة وطنية، والمطلوب هو إعادة شعور الوطن إلى الوعى الجمعى المصرى، هناك صراع بين تجار الدين أصحاب صكوك التفكير، وبين تجار الوطن أصحاب صكوك التخوين، ولذا فإن إدارة هذا الصراع هو مشروع ثقافى بامتياز، من أجل مستقبل أفضل، موضحًا أن المستقبل هو صناعة إنسانية، فإذا بذلنا مجهودا كافيا اليوم، سنحصده غدًا، فالمستقبل ليس زمنا ننتظره، بل واقعا نصنعه، فهو يبدأ بحلم، لذلك نريد تحويل الحلم إلى واقع وحضارة وفكر.
وأكد رئيس وزراء مصر الأسبق، أن أهم الوزارات فى هذه المرحلة الحرجة، هى وزارة الثقافة، لما حدث من تجريف للوعى العام فى الفترة السابقة، وهو ما اعتبره جريمة، لذا فهذه الوزارة عليها إعادة الوعى العام، كما نحتاج إلى قضايا تنويرية وثقافية حقيقة.