محمد حمادى يكتب: كريسماس ومولد النبى.. عندما يتلاقى العيدان ‎

الإثنين، 29 ديسمبر 2014 02:04 م
محمد حمادى يكتب: كريسماس ومولد النبى.. عندما يتلاقى العيدان ‎ الاحتفال بالمولد النبوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى تلك الأيام تتعانق مناسبتان طيبتان فى العالم بأسره، هما الاحتفال بميلاد السيد المسيح عليه السلام، وميلاد خير خلق الله محمد عليه أفضل الصلاة وأذكى السلام، فذكرى ميلادهما تتزامنان هذا العام مع بعضهما البعض وهذه صدفة طيبة أن يتلاقى العيدان معًا بطقوسهما الفريدة والجميلة معا.

ففى مصر المحروسة بدأت تتزين شوارعها وميادينها العتيقة بأشجار الميلاد المضيئة، وعرائس بابا نويل الشهيرة، كما تزينت الأسواق والمحلات بعروسة المولد وحلوياتها المتنوعة الذى يعشقها الكبار قبل الصغار، وبما أننا فى مصر فللمصريين طقوس خاصة لاحتفالهم بهذه الأعياد، تميزهم عن باقى شعوب العالم فى الاحتفال بتلك الأعياد، بل إن مصر صدرت تلك الطقوس ومظاهر الاحتفالات إلى العالم لتبقى هذه الأعياد راسخة فى الوجدان الإنسانى.

وعلى مدى التاريخ الإنسانى كان المصرى القديم يحب الاحتفالات والأعياد، ولأن مصر بلد زراعى اعتمد اقتصادها منذ أقدم عصورها التاريخية على الزراعة فلقد تعددت الأعياد التى ارتبطت بالزراعة والفلاح، ففى كل عام كان المصريون يترقبون وصول مياه الفيضان الذى يأتيهم كل عام بالخير فيبذرون البذور وينتظرون حتى موعد الحصاد الذى كان بالنسبة لهم من أهم المناسبات التى تدعوهم للاحتفال، وكان موسم الحصاد هو موسم البهجة فى طول البلاد وعرضها تعم فيه الاحتفالات كل أرجاء مصر، وكان مناسبة طيبة للفرق الموسيقية والمغنيين والراقصين والراقصات لكى ينتقلوا من قرية إلى أخرى ومن منزل نبيل إلى آخر فيقيمون الحفلات الموسيقية التى يرعاها كبار حكام الأقاليم وكبار الموظفين وفيها تفرش الموائد ويتم طهى أشهى الأطعمة، وينال الأطفال حظهم من البهجة والسرور بفرحة هذه الأعياد مثلما نحتفل فى يومنا هذا فيحصلون على الثياب الجديدة ويمنحون الهدايا من لعب الأطفال، وبالطبع كان العمل يعطل فى هذه الأعياد وتتوقف الدراسة بالنسبة لتلاميذ وطلبة العلم فى المدارس التى كان المعبد يشرف عليها.

وأجمل ما فى أعياد الفراعنة هو ارتباطها بالتعمير والتشييد فكان يوم انتهاء مشروعاتهم الكبيرة يوم عيد بالنسبة لكل من عمل فيه، فكان يوم انتهاء بناء الهرم عيدًا يحتفل فيه كل المصريين بإتمام المجموعة الهرمية لملكهم الذى كان يحكم وفق مبادئ الحق والعدل.

فعلى الرغم من معاناة الشعب المصرى عبر التاريخ، فالأعياد عنده شىء مقدس ليصنع البهجة والتفاؤل لديه ولتساعده على الخروج من المعاناة مهما كانت شدتها أو قسوتها فالمصرى معروف بقوة صبره وإيمانه الشديد.

أن يتعانق العيدان هذا العام يرسخ من العلاقة الدينية والإنسانية أيضا لدى المصريين ويعطيهم قوة فى استقبال المستقبل القريب بكل أمنياتهم وأحلامهم المعلقة التى لم يحققوها فى هذا العام المنقضى أملا فى أن يجدوها أمامهم تنتظرهم فى هذا العام الجديد.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة