محمد نصيح محمد جابر يكتب: عندما يصبح الجنون متعة

الإثنين، 29 ديسمبر 2014 02:13 ص
محمد نصيح محمد جابر يكتب:  عندما يصبح الجنون متعة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إياك أن تستعجب... إياك أن تضحك .... إياك أن تسخر .... إياك أن تخجل

ربما فى بعض الأوقات أحببت أن أكون فاقدا للعقل وللزمن فى بعض الأوقات، فقدان الإحساس بالعقل والزمن يريح الإنسان من متاعب يصعب عليه أن يتحملها، لأنه لو قدر له أن يراها فليقى بنفسه فى الجحيم... والأفضل لك أن تختار الجنون برغبتك قبل أن يفرض عليك وعندما يفرض عليك لن تشعر بمتعة الجنون

... الجنون متعة .. تكمن فى أن تفعل ما تعجز أن تفعله وأنت عاقل.. فالجنون هو سبب النشوة والسعادة ... من منا لم يفعل شيئا مجنونا وفى نهاية الأمر شعر بسعادة بالغة لأنه حقق ما عجز عن تحقيقه غيره لأنه تجرأ وفعل ما كأن يجب أنا يفعله منذ فترة
.... ذلك الحاجز الذى يقف بينا وبين الحياة هو فى وجهة نظرى العقل الذى يمنعنا بتقاليده وأعرافه وقوانينه من أن نخرج ما بداخلنا من طاقة وأحاسيس

أراك تنظر لى نظرة سطحية.. إذن تعالى معى نسير على طريق العقل هنا عن بوابه الجنون سنقف قليلا ونحتسى قدحا من النبيذ ونتحدث عن أنواع الجنون.

هناك ياصديقى "جنون الحب" وهو أعظم أنواع الجنون، تلك اللحظة التى تشعر بها بالجنون هى تلك اللحظة التى يقفز منها قلبك إلى القلب الآخر يختطفه من قفصه ويذهب به بعيدا بعيدا إلى بوتقة تتجمع فيها مشاعر المحبين وأحاسيس العاشقين

نعم يا صديقى أننى لا أكذب حتى أتجمل ولكنى أقول لك أن الجنون فى الحب هو أسمى درجاته لأنه يجعلك إنسانا سهلا لينا تتحرك كما يتحرك الماء فأنت لست بالصلب.. الجنون يجعلك تقول كل ما لديك بدون خوف أو رهبة.. الجنون يقضى على الجبن والخوف والرعب ... فلا تخجلى من جنونك ولا تخجل من جنونك وإنما تعايش واعرف قيمة الجنون الصحيح.

.....وعندما انتقل إلى نوع آخر من الجنون وهو ذلك الجنون الذى يتعامل به الإنسان مع واقعه المؤلم فى الحياة. فقد يصاب الإنسان بالمصاعب والشدائد ويجد نفسه فجأة غير قادرعلى تتابع المصائب عليه فى تلك اللحظة.

يهرب الإنسأن من واقعه ويذهب إلى الخيال وأنا أعارض هذا النوع بشدة، لأنه هروب من الواقع السيئ إلى واقع أسوأ فالأرجح أن مشاكل الحياة ستزداد أكثر مما سبق ويصعب السيطرة عليها .. وإنما بعضا من الناس يعارضنى ويقول سبنى أتجنن ساعة وأفكر لحظة.

نحن الآن وصلنا إلى مشارف بوابه الجنون وها نحن نقف لحظة لنشاهد رجلا فى نهاية العمر يحمل ملابسه ويتجه إلى البحر مسرعا ويلقى بنفسه فى أحضان أمواج البحر لا يعبأ ولم يخجل من ملاطفة الأطفال واللعب بجوارهم.. وها نحن نرى شابا يتسلق الجبال بكل شجاعة وقوة غير مهتم بما قد يحدث له منأخطار .. اهااااا أنها متعة التجديد واقتحام الصعاب.

ونسير ونقف فجأة.... فنلاحظ رجلا نحيفا ضعيف البنيان يتشاجر مع مجموعة من الناس يتحرشون بفتاة والناس تنظر إليه بذهول كيف برجل فى هذا البنيان يدافع عن فتاة أمام مجموعة من الرجال الأقوياء .. ألا يخشى على حياته ... بالطبع لالالالا يجرى فى دمه جنون الرجولة والشهامة

وأخيرا استوقفنى منظر شاب يقف فى منتصف الطريق ويعلو صوته تدريجيا بكلمة "بحبك"

ذلك هو الجنون الذى نخجل منه ... فهو كأمواج البحر مرة هادئة ومرة أخرى صاخبة .... ألا تفكر أن تصبح مجنونا ؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة